8

1 0 0
                                    

( إن هذه الرواية الواقيعه والتي حدثت في مكان ما من بقاع أرض الله الواسعة ، تتحدث عن فتاة لطالما كانت متميزة ومبدعة ، مؤمنه ومقربة جدامن الله تعالى ، وذات مواهب كثيرة في شتى الاصناف والمجالات ، والأفضل بين أقرانها ...
كانت رباب الفتاة المؤمنة الممتثلة لأوامر الله عز وجل الناهية لما نهى عنه تعالى دائما ما تتعرض للتنمر والتمسخر من ثقافاتها وعلومها وآدابها ، و وقارها ، وحيائها ، وحشمتها ، فهي حقا كانت مثقفة جدا ، ومتطلعة في شتى صنوف المعرفة والعلوم ، ورغم هذا كان أغلب من في سنها يسخر منها ، ومن مبادئها ومن كل شيئ فيها ..
والحقيقة أن كل مبادئها رائعه ، بل أكثر من رائعه ، وإن هذه الفتاة تخفي أسراراً وكذلك
                        

تميزاً لا مثيل له ، ولا لأحد دراية به حتى والديها فقط يعرفان ٥٠ % منها مثل تميزها وأيمانها ومواهبها ، لكن الحقيقة أن رباب أعمق من ذلك بكثير وأفضل بآلاف المرات ؛ لكن الجميع لا يدرك ذلك ؛ لأنها كالسر المكنون والؤلؤ الذي يُغاص ويُشاقُ لأجله
( وهكذا يجب ان تكون كل فتاة مهدوية ) ، والجميل في الإمر لباقتها و وقارها في النقاش والكلام ؛ فهي لم تكن تصغ للمتنمرين وتواجههم بكل صلابة ، وروعه في الأجوبة اللبقة والردود وحقيقةً كان الجميع معجب بها دون الاستثناء وبكل تفاصيلها ، إلا أن البعض بسبب غيرتهم باتوا يحاولون إظهار عكس ذلك ، وهي لم تكن تكترث بل كانت واثقة من نفسها ، ودائمة الدفاع عن مبادئها ودينها وكل معتقداتها  وبعضهم قد هدي على يدها تلك الإنسانة التي
                        
نهلت من مناهل العلم ويرعت منها ، وترعرت في إسرة لم تعرف إلا التقوى والايمان وقد عرفت به ...
تلك الأبنه الصالحه التي منَّ الله عليها بوالدين داركين لنعمة الإسلام ، اللذان أحسنا تربيتها منذ صغرها هي وأخوتها ...
نشأت رباب في إسرة مؤمنه مطيعة لله عز وجل متنغمه بالقرآن ، عارفة بالإيمان ، مهدية للإسلام ، منذ الصغر تعلمت العلوم الإسلامية واللغه العربية والكثير من العلوم ، كان والدها استاذا في القرآن واحكامه ، واللغه وادابها والفقه ، واصولها متطلع على جميع الثقافات ...
والدتها كذلك واخوتها ؛ فنشأت في جو حافل بالعلم والآداب والحمد لله ..
كانت رباب مختلفة جذريا عن الجميع ،
ولم تجد احدا مثلها ؛ فقد فاق تميزها الجميع لذلك لم تجد طيلة حياتها من يشبهها أو يفكر
                        
مثلها ؛ فلم تتخذ من أحد صديق مقرب ، كانت تتخذ من الجميع أصدقاء لها بل وكأخوة وتكون علاقة سطحية مميزة وجميلة ...
لكن طوال بحثها الدائم في مدرستها وخارج نطاقها أو من أقربائها ، لم يكن هنالك أحد مثلها ابدا بل كانوا يسخرون منها في أغلب الأحيان ، وهي كانت دائما ما تردد (( غفر الله لكم )) وتكتفي بها ..
في بداية الأمر شعرت رباب بالوحدة ،
وأزعجها تميزها وأختلافها ؛ لكن الحمد لله الذي منَّ عليها بنعمة الأدراك في ذلك الوقت حتى علمت بل وأيقنت أن ذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده ؛ فحمدت الله وشكرته ، ثم تابعت مسيرتها في الحياة
لذلك كانت تتخذ من الله صديقا ، ورفيقا وانيسا لها دائما ، ومن أئمتها كذلك في وقت فرحها ، وحزنها تشاركهم ، وتناجي خالقها
                        
وتتوسل بأئمتها وتتقرب بهم إلى الله ، وخصوصاً الإمام المهدي المنتظر
( عجل الله فرجه الشريف وسهل مخرجه ) فهي تتخذ منه أباً لها ، ومن
زينب العذراء ( عليها السلام ) أماً لها ،
إن رباب فعلا مذهلة ومدهشة ، وسنتعرف عليها ، وعلى ما يجري معها وكيف كانت حياتها وكيف اصبحت هكذا وغيرها المزيد ..... ))

[ إن هيام هي إحدى صديقاتها وكان معارضة لمبادئ رباب ولكنها تحبها كثيرا ، أما مريم فهي ايضا صديقة رباب لكنها ليست ملتزمه تماما وقد هديت على يد رباب ] ...

 

                         

         (( نقاش رباب مع عقلها الباطن ))

في ليلة عتماء يغشاها الضباب كانت رباب مستلقية على فراشها تحاول النوم ، لكن لم تستطع فقد روادتها أسئلة محيرة وهي :
رباب : - أنا ؟ من أنا ؟ ولماذا خلقني الله ؟
هل لدي رسالة في الحياة لأوصلها ؟
هل هنالك أمانه في عاتقي قد أئتمنني بها البارئ عزوجل وعلي ردها ؟
ما هو هدفي في الوجود ؟
إلى ما أسعى أنا ؟
هل من كوني فرد موجود في أسرتي أو في حياة أي شخص أو في العالم أجمع مفيدا ؟
هل من حياتي مغزاً ؟
ما هو الدور الذي علي تأديته في مسرحية الحياة الكبرى ؟
                         
هل أنا فتاة بارة صالحة ؟
هل أنني كما آرادني الله تعالى وكما تمناني نبي الأمه محمد ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) ؟
تراي هل أزعجت شخصا ؟
هل هنالك من هو متضايق مني ؟
والكثير من الأسئلة أصبحت تتوالى في ذهنها وباتت الأجابة عنها مهم جدا وإلا فلن تبيت ليلتها وترقد بسلام ....
ولكن كون رباب أنسانه متفهمة وحكيمة ، و واعية بدأت بالإجابة عنها وتفسيرها واحدة تلو الاخرى وهكذا .....

بداية المطافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن