ويمضي الوقت الى أن تصبح الساعه السادسة صباحاً ، في هذا الوقت تكون رباب قد انتهت من مراجعه كل شيئ فتقوم بتهيئة حقيبتها المدرسية ، وتحضرها حسب جدول الحصص الدراسية ، ولا تنسى أشيئها وكل ما تحتاج ... بعد انتهائها تستلقي قليلا لتسترخي وتصفي ذهنها ، بعد ذلك تتناول طعام الأفطار ولو قليل لأن ذلك يساعد في تنشيط العقل ، وعندما لا ترغب بذلك تتذكر كلام والدتها بالأمس :
(( رباب لا تنسي تناول طعامك أوصيك يا ابنتي كي تكوني مستعدة تماما للذهاب )) ...فتجبر على ذلك من أجل والدتها ، بعد تناول افطارها تقوم بتنظيف أسنانها ، ثم تذهب لغرفتها .....
(( اترككم لتقص عليكم رباب بقية يومها ))
رباب : - بعد ذلك ذهبت إلى غرفتي فقمت بتشغيل دعاء الصباح ، أحب الاستماع إليه جدا وخاصة في هذا الوقت ، شغلته وذهبت لاغير ملابسي ....
بعد انتهائي من إرتداء ثيابي المدرسية ، وقفت أمام المرآة و انتبهت على نفسي ،
ترى هل هنالك ما يلفت النظر في ملابسي ؟
تراني أأرتديت أشياء جاذبة للأعين ؟
الحمد لله شكلي محتشم جدا ....
ارتديت عبائتي وحملت حقيبتي
الساعة الآن ١٥ : ٧ ..حان وقت خروجي من المنزل ، خرجت وانا امشي مطئطئة رأسي امشي بوقار وبخطوات متناسقة وانا أردد :
(( اللهم احرزني من كيد العدى ، اللهي احفظني من شرور الأنام ، خالقي اكفني ما يضرني و وكل لي من يحرسني من ملائكتك )) ...
وصلت إلى حافلة المدرسه سميت باسم الله ودخلت ، جلست قرب النافذة وفتحتها ؛ فأنا أعشق النظر من النافذة وخصوصا حين تملأ الرياح العالية الأجواء ، بدأت أنظر للسماء الفاتنة ، ولأشعة الشمس المتلألأه ، وسرحت في عالم خيالي أفكر ،
ترى ماذا ينتظرني اليوم ؟
فوكلت أمري إلى الله تعالى وما خاب من توكل عليه
﴿ وَمَنْ يَتَوَكَلُ علی اللهِ فَهوَ حَسبهُ إنَّ اللهَ بَالِغَ أمرهِۖ قَدْ جَعلَ اللهُ لِكُلِ شَيءٍ قَدَراً ﴾ ....في وسط الهدوء تخللت ذهني ،
وقطعت تفكيري ، وعكرت صفو مزاجي
صوت ضحكات مقرفة ، التفتت انظاري لموضع الصوت وأذا بي أرى منظر أبشع من أن يوصف كانت إحدى الطالبات تمازح سائق حافلتنا وتضحك معه ، غضضت بصري ،
فأنا أكره أن ارى هكذا مناظر ، حرفيا اكره رددت استغفر الله ، ثم قلت في نفسي :
(( الحمد لله الذي اجارنا مما يفعلون ، و وقانا مما هم به غاوون ، الحمد والشكر والثناء لله عز وجل أبدا ودائما ))
انتظرت بفارغ الصبر حتى نصل إلى المدرسة ، وأخيرا وبعد بضع دقائق كانت عندي ما أطولها قد وصلنا لوجهتنا أي المدرسة ....
ارتجلت من الحافلة وأنا حاملة حقيبتي ، أمشي بهدوء احاول نسيان ما رأيت ، دخلت إلى المدرسة و ألقيت التحية على الكادر الإداري في المدرسة ، أستقبلنني بوجه بشوش وبكل رحابة صدر ، بعدها اتجهت نحو القاعة الدراسية ، دخلت الصف وكان هنالك البعض من طالبات العلم جالسات في مقاعدهن إحداهن تحدث الأخرى ، و واحدة تراجع دروسها .... دخلت وقلت : (( السلام عليكم )) أجابني بعضهن وإستقبلنني بترحيب ، والبعض الآخر صمت ، بادرت وقلت :(( صباح معطر بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) ...
أيضا أجبنني أغلبهن ببشاشة ، أما إحداهن فقالت :
(( أتسائل ترى لما أعتم الصف فجأة بدخولك ))
فنظرت إليها ببرائة وابتسمت ثم غضضت عنها وتجاهلت ، كأنني صماء لما قالت ، أما البقية فأنزعجن لكلامها ونظرن لي نظرة فهمت المغزى منها ، همست بإذني إحدى صديقاتي
( لا عليك يا رباب بالعكس ششع الصف بالنور والضياء بدخولك )) ......
جلست في مقعدي ، خلعت عبائتي وحجابي طبعا لا يوجد أي رجل داخل المدرسة وإن زارنا مشرف فسيبلغوننا لنتستر ....
بعض صديقاتي أتين صوبي وتجمعن حولي يسألنني بشأن المواد العلمية وتناقشنا سويا وساعدتهن فيما لا يعرفن ...
رن الجرس وبدأ الدرس ، أخرجت كتبي و تأهبت لأستماع الدرس جيدا والحمد لله كنت
أولى المشاركات في التحضيرات اليومية ....
أما في الاستراحة فأجلس برفقة صديقاتي ونتحاور معاً في مواضيع شتى ، سواء أكانت علمية أم ثقافية أو دينية ، فهن يحببن الأستماع لي دوما ، وهكذا درس بعد درس ...أنتهى الدوام المدرسي ارتديت حجابي وعبائتي ، رن جرس الخروج من المدرسة ودعت الجميع وخرجت ، تمشيت خارج أبواب المدرسة متجهة نحو الحافلة ، على بعد ١٠ خطوات أسمع صوت الغناء صادر منها ،
استغفر الله العظيم ، يعني ما هذه المعصية دخلت الحافلة بوجه مستحقر وبروح مشمئزة من تلك الأجواء الشيطانية ، كان ذلك باديا على وجهي ، وطئت أول قدم في الحافلة وإذا بإحداهن تقول فور دخولي :
