9

2 0 0
                                    

رباب : - من أنا ولماذا خلقني الله ؟؟؟
        
العقل الباطن : - يا رباب أنت فتاة قد خلقك الله عز وجل كامله وغير ناقصة من العيوب الجسدية ، وقد أنعم عليك بأسرة محبة لك
                         
متفهمة ، مطيعة لله تعالى ، وقد وهبك نعم كثيرة جدا وهذه النعم عليك شكرها طوال أمدك ..

رباب : - الحمد والشكر لله كما هو أهله ، بالتأكيد فلو سجدت لله حتى تنقطع أوصالي ، ولو بكيت له حتى تخرج عيني من جحرها ، ولو رددت الشكر والثناء حتى تتمزق أوتاري ويشل لساني ؛ فلن أستطيع وفاء ذلك ابداً ،
بل ولن أصل لمقدار ضئيل جدا من ذلك .....

رباب : - هل لدي رسالة في الحياة لأوصلها وهل هنالك أمانة في عاتقي علي تأديتها ، وما هو المغزى من وجودي في العالم ؟؟

العقل الباطن : - نعم يا رباب لديك رسالة عليك إيصالها لخلق الله ، وهي أن تتمي ما كان عليه
                         
أئمتك وأنبيائك من قبل ، عليك أن تحاولي وتستمري في توعية الأمة قدر استطاعتك وأن تهديهم لذلك ، ونشر حقيقة الاسلام ، فأنت أدرى بجوهره من غيرك ، وهذه أمانتك يا رباب وأنت قد عرفت بتأدية الامانة كما هي والأيفاء بالوعود والعهود ....

رباب : - حسناً إذن ، إن كان الأمر كذلك فإنه لشرف لي أن أسير على خطى احب خلق الله ، فوالله إني لأتعهد لإبتي صاحب العصر والزمان بما قدر وكتب الله لي من عمر ، لأسيرن على دربكم ، ولأتبعن خطاكم ، ولأهمشن على آثار أقدامكم ، وإني أشهد السموات والأرض وما خلق الله من دواب وأحياء في الكون الشامل ، أشهدوا بما قلت في ليلتي هذه وفي ساعتي هذه لآخر يوم في حياتي ، سأبقى أسعى لذلك طوال الأمد ، ورغم كل ما سأواجه وما
                        
سيعارضني ، إني سأمضي في ذلك الطريق يعني سأمضي ، ولن يحيدني شيئ غير إرادة الله ومشيئته ....

العقل الباطن : - أراك عزمتي وعقدتي خطالك على ذلك !!

رباب : - كيف لا وهو طريق أئمتي ،
إنه الطريق الذي يريده الله لنا ، ولا ضير بما سألقى من عوائق وصعاب ومعارض ،
فما من طريق يخلو من ذلك ،
كما وأن العمل يحلو بالجهاد والتعب وما أحلاه في سبيل إبتغاء مرضاة الله ...
العقل الباطن : - احسنت يا رباب ، إنك تفوقين توقعاتي حتى ، سدد الله خطاك وأرشدك نحو الصواب وسهل لك الدرب ، أدعو لك بالتوفيق والهداية ..
                         

رباب : - شكرا ، كم هي رائعة تلك الكلمات عدا شيئ (( وسهل لك الدرب )) لا أريد ذلك ، كلما صعب المنال وازدادت الصعاب والمشقات كلما زاد الجهاد ، وهذا ما يسعدني
فحجم الأجر على قدر المشقة ....

العقل الباطن : - حسنا إذن فليكن أصعب من الصعب نفسه ..

رباب : - نعم يسرني ذلك ، أسأل الله تعالى أن يهبني ما يلزم للمضي قدماً إلى ما أسعى ....

أنا هل من كوني فرد موجود في أسرتي أو في حياة أي شخص أو في العالم أجمع مفيدا ؟
 ولما خُلِقتُ وإلى ما أسعى ؟

                         
العقل الباطن : - أنك تسعين لتأدية أمانتك ولهذا أنت خلقت وكذلك لتحقيق طموحاتك ورغباتك ، و بالطبع لكل منا هدف في الوجود وكل ذرة في الكون خلقت لغاية معينه ،
كما أنه لكل فرد منا دوره المهم والفعال في هذه الحياة ، سوى داخل نطاق الأسرة أو في حياة اشخاص اخرين ، او بشكل عام فما من أحد أو شيئ قد خلق عبثاً ، ويؤيد ذلك جلياً الشاعر إليا أبي ماضي في قصيدة
(( الحجر الصغير )) في إحدى أبياتها حين كان يصف الحجر نفسه :

《 حجر أغبر أنا وحقير لا جمال لا حكمة لا مضاء 》

《 فلأغادر هذا الوجود وأمضي إني كرهت البقاء 》
                         
《 وهوى من مكانه وهو يشكو الأرض و الشهب والدجى والسماء 》

《 فتح الفجر جفنه فإذا الطوفان يغشى المدينة البيضاء 》

وتتحدث هذه القصيدة عن حجر صغير في سد ضخم ، استصغر كيانه فترك الوجود ،
فكان ذلك إيذاناً بإنهيار السد ،
ومن ثم غرقت المدينة ...
إنه حجر صغير فكيف بإنسان وهو أفضل خلق الله ؟

رباب : - أصبت ، إذن منذ اليوم سوف أسعى لذلك ونسأل الله التوفيق ، فعلا قد صح الشاعر إليا أبي ماضي رحمه الله تعالى ....
                 
                          

بداية المطافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن