(( شغلوا سورة البقرة )) قالتها بنبرأة إستهزاء وضحكت وضحك الجميع معها ، نظرت لها وكعادتي إبتسمت ثم تجاهلت وجلست في مكاني ، أخرجت كتابا من حقيبتي بدأت أقرأ لكي لا تشغلني الأغاني بلهوها ، في تلك الأثناء تسائلت في نفسي ترى أين المتعة والتسلية التي يجدونها فيما يفعلون ؟؟
قضيت الطريق بتململ شديد وانزعاج فأصوات القهقهة والضحك تعلو ثم تعلو ، وأخيرا وصلت للمنزل ، ارتجلت من الحافلة وانا أردد استغفر الله العظيم ، غفر الله لكم ، دخلت للمنزل وقد بدى على وجهي الانزعاج الشديد ....رباب : - السلام عليكم ، وقبلت
يد امي ورأسها ...
الوالدة : - وعليكم السلام ، سلامتك مالي اراك
متضايقة ، هل حدث شيئ معك ؟؟رباب : - كلا يا أمي لا تشغلي ذهنك ، ليس شيئ مهم ، ولكنها الأجواء المقززة كالمعتاد ، أقسم لك يا اماه تكاد اوصالي أن تتمزق وأنا أجلس بينهم تحت ظل المعصية ....
الوالدة : - فعلا أجواء مقرفة ، سنكلم والدك ليجد لك سائق آخر بدلا عنه ، ندعوا لهم بالهداية والغفران ، أما الآن فإذهبي لتغيري ثيابك وترتاحي يا ابنتي فإني اراك متعبة ، وقد غشى الأرهاق عينيك ...
رباب : - حسنا أن شاء الله تعالى
سنجد بديلا ....
ذهبت إلى غرفتي غيرت ثيابي ثم توضأت
لأصلي النوافل وصلاة الظهرين و التعقيبات وأيآت من القرآن الكريم ...
تمنيت الاغتسال قبل الصلاة لكن لم يكن في وسعي تأخير صلاتي عن وقت الفضيلة ، بعد انتهائي من فرائضي ، ذهبت لأغتسل ، ثم ساعدت والدتي في إعداد طعام الغداء وفي شؤون المنزل بشكل عام ، وإنتهينا سويا ....
حان موعد عودة ابي من العمل ، أستقبلت والدي وقبلت يده ، جهزت له الحمام ليغتسل حضرنا السفرة معاً وجلسنا لنتغدى ....السيد الوالد : - رباب كيف كان يومك
يا حلوتي ؟رباب : - بخير والحمد لله .....
السيد الوالد : - وماذا عن السائق ؟ أجواء الفسوق كالمعتاد أليس كذلك ؟
رباب : - حنيت رأسي وقلت له نعم يا أبتي لا أعلم كيف سأمضي مع هذه الحافلة ..
السيد الوالد : - بإبتسامة الأمان (( لا تشغلي بالك يا ابنتي إني أبحث عن بديل له ، إن شاء الله تعالى سأجد عما قريب ، أهتمي بدراستك ، اريد ان تبهريني ))
رباب : - إن شاء الله تعالى ، شكرا لك يا أبتي أطال الله في عمرك ، سأشد أكثر في دراستي أعدك بذلك وسآتي بعلامات ترضيك بإذن الله تعالى .....
السيد الوالد : - بإبتسامة ساخرة تخفي خلفها الشجن (( ههههه هذه هي ابنتي المثابرة بارك الله فيك ))
أنتهينا من الغداء ، رتبت المنزل غسلت الصحون ، اعددت الشاي لوالدي ، دخلت غرفتهم وأنا أحمل الشاي ...
رباب : - تفضلا قد انتهيت من إعداده ، بالهناء والشفاء ..
الوالدين : - احسنت
رباب : - استأذنكما سأذهب لأدرس ....
السيد الوالد : - إذهبي يا ابنتي واحرصي على دراستك ولا تشغلي ذهنك بأي شيئ آخر ...
خرجت من عرفتهم بإتجاه غرفتي ...الوالد : - لا يسرني أبدا حال رباب ، أعلم بأن ذلك أصعب عليها من الصعب نفسه ، إن رباب قد تربت بيننا ، بين القرآن والصلاة ، بين الوقار والآداب ، وما يحدث أمر شنيع لن تحتمله ، يستحيل أن تتأقلم رباب مع ذلك الوضع ، آآآآه لولا أنني المسؤول في عملي لأوصلتها بيدي إلى المدرسة .....
الوالدة : - إسعى جاهد لتجد رجل مؤمن من معارفك تثق به لنأتمنه عليها ......
رباب ..... كم أنت رائعه ،،،، حقاً أنا أعي ما أقول ،،،، تغضين البصر ،،،، تتجاهلين الإسائة ،،،، تقابلين الإسائة بالأحسان ،،،، تبادرين بالمعروف ،،،، ووووو ...... الكثير ،،،،،، يذكرني ذلك بأحب الخلق إلى الخالق كانوا يتصفون بتلك الصفاة ،،،، رحم الله أماً أرضعتك لبنا طاهرا ،،،، ورحم الله ابا كان لك عونا وسندا .....سابقا قد دار هذا الحديث بين رباب وعقلها
[ أراك عزمتي وعقدتي خطالك على ذلك !!
رباب : - وكيف لا وهو طريق أئمتي إنه الطريق الذي يريده الله لنا ولا ضير بما سألقى من عوائق وصعاب ومعارض فما من طريق يخلو من ذلك ، كما وأن العمل يحلو بالجهاد والتعب وما أحلاه في سبيل إبتغاء مرضاة الله ... ]
لا أزال أذكر كلامك ، فعلا عند كلمتك ، معروفة بأيداء الأمانه ، والوفاء بالوعود ....أتمنى لو كان هنالك من هو مثلك ،
حقا أتمنى
..... وما لي غير التمني والرجاء ....أكرر وأقول إن رباب هي أنسانة حقيقية وليست خيالية كما أن الرواية بأكملها واقعية وأنا أشهد عليها ، وإني مسؤولة عن كل كلمة فيها ....
يتبع .....
(( تكملة اليوم السعيد ))
