(( تكملة النقاش ))
رباب : - ما هو الدور الذي علي تأديته في مسرحية الحياة الكبرى ؟؟؟
العقل الباطن : - عليك تأدية الدور الذي تجدينه مناسبا لك دون التكلف والتصنع وغيرها ، دوما إختاري ما يليق بك ودعك من الاخرين ،
وطبعاً المَقصدُ من الدور هو المهنة
المستقبلية ....
ولكن نضيف إلى ذلك شيئ مهم للغاية ، إن مهمتنا هي عبادة الله تعالى وعدم معصيته ، فهو قد أمرنا بذلك طوعا أو إكراها ، وشئنا أم أبينا ، وهنالك آية صريحة في القرآن الكريم تنص على ذلك :(( وَما خَلَقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا لِيعبدون )) .....
رباب : - حسنا إذن هدفنا الأول والأهم هو عبادة الله تعالى وعدم معصيته والإمتثال لأوامره والنهي لما نهى عنه جل وعلا ....هل أنا فتاة بارة صالحة ؟
هل أنني كما آرادني الله تعالى وكما تمناني نبي الأمه محمد ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) تراي هل أزعجت شخصا ؟
هل هنالك من هو متضايق مني ؟العقل الباطن : كونك فتاة بارة مطيعة يعتمد على تصرفاتك وافعالك ، ولو كنت غير رباب التي أعرفها لوجدت نفسك ممتازة ولرضيت تمام الرضى عن نفسك ، لكنك دائما تسعين للأفضل ولا ترضين بما هو متوسط او أدنى من الممتاز ، أما عن إزعاجك للآخرين فإن صدق
حدسك لصارحوك بذلك ، وإن كانوا يخجلون من القول لك فستعرفينهم من اهتمامهم وبلادة كلامهم ثم أنه من الجيد الألتفات لذلك الأمر والأهتمام به ...رباب : - الان بات كل شيئ واضح عندي ، أما الان فعلي أن اخطط لما سوف أفعل ،
وكيف سأمضي قدما نحو ما خلقني بارئي لأجله ، لكن ليس الان فعلي النوم لكي أستيقظ لصلاة الفجر إن شاء لله تعالى .....العقل الباطن : - ولكن هل صليت صلاة الليل ؟
رباب : - نعم نعم بالتأكيد كيف لي أن أغفو ثم أغدو في عالم الأحلام واني لم إصلها ؟
الحمد لله لقد انتهيت من تأديتها وقراءة القرآن الكريم ....
وقبل أن ترقد رباب رفعت يدها اليسرى و وضعت يدها اليمنى على صدرها وقالت في نفسها
(( طابت ليلتك يا أبتي يا مهدي ، إني في شوق لألقاك يا أبتاه ، وإني امهد لظهورد )) وعندما رفعت يدها اليسرى شعرت بدفئ يد أخرى وكأن شخصا ما أمسك يدها ، هي تحس بذلك
رغم عدم وجود شخص معها في غرفتها ......
صحيح أن ذلك غريب كيف لعقلها الباطن إجابتها ولكن كما تعلمون رباب لا تحب أن تشتكي لأحد سوى الله ولا تحب أن تطلع أحد على ما في نفسها لذلك ؛ هي تحل مشاكلها
بمفردها وإن لزم الأمر تخبر والديها ؛ لذلك هي تحدثت مع عقلها الباطن وفعلا تفكر وتجيب وتتناقش ، ( طبعا هو كتجسيد للحوار الذي دار في نفسها )
وإن وجدتم الأمر غريب فإعتادوا عليه لإنها دائمة الحديث مع نفسها ،
وذلك لا يعتبر جنون أو إختلال عقلي كما يقول البعض بل العكس تماما ؛ فكل منا يتخذ طريقة ليحل مشاكله الشخصية و بعضنا يعرض ما يمر به على الاخرين ، أما رباب فكما قلنا مسبقا أنها مختلفة ومميزة جذريا لذلك
تتحدث مع نفسها وتفكر ......
جربوا ذلك وستجدوه ممتعا ثقوا .....
(( اليوم السعيد ))الجو جميل جدا اليوم ، درجة الحرارة معتدلة مائلة إلى البرودة ....
السماء مليئة بالغيم الكثيف ، الرياح تهب بعصف فتلقي التحية على أغصان الأشجار .. السواد الكثيف غائر في الفضاء ، تلمع النجوم الثاقبة السماء ، القمر مكتمل هذه الليلة ، الهدوء يعم الأجواء ، الناس نيام راقدون في الأحلام ....
الساعة 00 : 3 فجراً ، من هذا الوقت
يبدأ يوم رباب الجديد ...
تستيقظ في تلك الدقائق ، مباشرة وفور إستيقاضها تردد :(( صباح الخير يا أبتاه يا مهدي ))
نعم فهي تعتبر هذا الوقت صباحاً بالنسبة لها بعد ذلك تتوضأ وتصلي صلاة الليل ،
وبعدها تتلو آيات من القرآن الكريم وزيارة عاشوراء ، وتستمر بذكر الله إلى حين آذان الفجر ...
يكبر المؤذن ، فتستمع للأذان وهي جالسة على المصلى تتأهب للصلاة وتردد الآذان معه ...
بعد الأنتهاء تنهض فتصلي نافلة صلاة الصبح ثم بعدها تصلي صلاة الصبح ، وتختمها بالتسبيحات والذكر الحكيم ...
والجميل في الأمر أن لها صوت عذب رنان عند تلاوة القرآن الكريم ، وفي الانشودات والقصائد فتتنغم عند تلاوتها ...كم هو رائع صباحك يا رباب فعلاً معطر بذكر الله وهل هنالك افضل منه !!
بعد إنتهائها من الدعاء لوالديها وأخوتها وأقربائها وكل من تحب وجميع المؤمنين والمؤمنات تبدأ بالدراسة ، لأنها تكون نشيطة في هذا الوقت ، وبالتأكيد تكون مراجعه لما درسته بالأمس ، فتراجع كل دروسها وتختبر نفسها فيما قرأت ....