ذهبت رباب إلى غرفتها ، وبدأت بالدراسة ، أخرجت الكتاب الأول ثم الثاني والثالث وهكذا إلى أن أنهت جميع فروضها المدرسية ....
رباب : - آهن يا ظهري ...
ترى كم الساعة الآن ؟
أووو إنها السادسة حسنا إذن انتهيت من دروسي لكن سأراجع إمتحان الأحياء ليلا
لكي أضمن ١٠٠ فيه ...إستلقت رباب وأخذت قسطاً من الراحة ، وفي أثناء ذلك فكرت وقالت .....
رباب : - لما لا أتحدث مع السائق بشأن الاغاني وأطلب منه بإدب أن يستبدلها بأي شيئ آخر ؟فكرة جيدة فأن هُديَ ونصحته فسؤأجر على ذلك وأن لم يقتنع فسأكون بريئة أمام الله تعالى في تأدية واجبي ، نعم فمن واجبي أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وكما قال نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام :
(( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) ....
حسنا إذن سأشور والدي حيال ذلك ، لكن كيف يمكن أن أغير المنكر بيدي ؟؟ أضرب الفاعل مثلا ؟؟ ههههه يالك من حمقاء يا رباب ليس كل شيئ بالعنف والقوة ، لكن ماذا يعنى بذلك إذن ؟ أممم سأسئل والدي .....
رتبت رباب كتبها وغرفتها ثم ذهبت لتسأل والدتها ....رباب : - ماما إنتهيت للتو من فروضي المدرسية ، هل هنالك شيئ أستطيع مساعدتك به ؟
الوالدة : - كلا لقد انتهيت من أعمال المنزل .....
رباب : - حسنا إذن آجرك الله ، أين أبي ؟
الوالدة : - لقد ذهب إلى المسجد ...
ذهبت بعدها إلى غرفتها .....
رباب : - أممم ، بما أنه ليس لدي أي عمل لأنجزه ، سوف أمارس الرياضة لصحة بدني ....
وبعد ساعة انتهت رباب من الرياضة ..رباب : - هاهاها ، أصبحت قوية لن يغلبني أحد أنظروا إلى عضلات جسدي ،
ثم نظرت لنفسها في المرآة وقالت : من يريد مبارزتي ، هههه يالك من حمقاء يا رباب ، هل القوة هي قوة الجسد ؟؟ أم قوة الثبات على الإيمان ؟ بدلا من تلك التراهات ، علي تقوية نفسي في الثقافات العامة ، نعم هكذا أفضل ....
ترى ماذا لدي من كتب في مكتبتي ؟؟؟
سأبحث عن شيئ لأقرأه رغم أنني أوشك على ختمها ...
أممم ، أي كتاب سأختار :
وسلاحه البكاء ، هذه رواية ، لا تبدو مشوقه ...
قطر الندى وبل الصدى ، هذا كتاب مختص بقواعد اللغه ، قرأت نصفه ، ليس اليوم سأقرأ البقية في وقت لاحق ....
قناديل العارفين ، يبدو ملهما ، ما دام يتحدث عن العلوم والمعرفة ، سأقرأه ، لكن ليس الآن فقد بقي ١٥ دقيقية على آذان المغرب علي التأهب للصلاة ....سمعت رباب من والدها ذات مرة بأن الدعاء في وقت الزوال وقبل الغروب يستجاب وهو الوقت المبارك لمناجاة الله عز وجل ....
فخرجت إلى حديقة منزلهم ، نظرت إلى السماء وقالت :
(( بسم الله الرحمن الرحيم أبتدأ ، وباسمه أختم ، يا من له الملك والبهاء ، والعزة والإجلال إني أسئلك بحق من إصطفيتهم من خلقك ولم تجعل مثلهم أحدا أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تسهل لي المضي لما أسعى ، والاجتهاد في طاعتك والتقرب إليك ، يا مجيب أجبنا ، فإنك قد قلت في كتابك المنزل من
السماء إدعوني أستجب لكم ، وها أنا ذا يا مولاي أفعل بما أمرت فأوف بما عهدت لنا من فضلك وجود كرمك ، الحمد والشكر لك على ما وهبتنا ، رب أغفر لي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها )) ....ثم توضأت وذهبت للصلاة ، وكالمعتاد صلاة العشائين والنوافل وبعدها زيارة آل يس وزيارة عاشوراء وبعض من آيات القرآن الكريم ....
رباب : - يالها من راحة نفسية بعد الصلاة بخشوع ، دائما ما تهب بروحي سكينة وطمئنينة ، الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الأيمان ، الحمد والشكر لله رب العالمين ....
سأبدأ الآن بقراءة كتاب قناديل العارفين ....
وبعد ساعة من القراءة ...رباب : - هذا الكتاب رااااائع فعلا لقد استفدت منه ، أما بعد فعلي تطبيق ما تعلمته في حياتي العملية ....
ذهبت رباب إلى والدها بعد عودته من المسجد وبعد إنتهائها من قراءة كتابها لتناقشه بفكرتها ،
طرقت الباب وكان جالسا يقرأ
رباب : - هل بإمكاني الدخول ؟؟
السيد الوالد : - نعم تفضلي ...
رباب : - تقبل الله منكم صالح الأعمال ....
السيد الوالد : - ومنكم ومن أمة محمد وآل محمد أجمعين ...رباب : - نسأل الله القبول ،
بشأن السائق ، ما رأيك أن أتحدث معه عن الأغاني وأطلب منه بأدب أن يستبدلها بأشياء أخرى ، أليس من واجبنا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر كما قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في إحدى أحاديثه !!!!
