28 : يوم التحول

166 22 1
                                    

"اسرعي يا هيذر " صاحت الفتاة الصغيرة ذات الاربع عشر عاماً على صديقتها اللتي توقفت في منتصف الطريق تعدل حقيبتها المدرسية

"انتظريني قليلاً لما انتي مستعجلة هكذا يا إيفا " قالت الأخرى حمراء الشعر في حين بدأت إيفا بسحبها لتتحرك بسرعة

"لا يمكنني ذالك فاليوم ستعود امي من سفرها و يجب أن اصل الى المنزل باكراً لكي اذهب مع أبي لإستقبالها في المطار " قالت إيفا في حين تسحب هيذر لتتحرك بسرعة اكبر

كانت السعادة تغمرها لأنها سوف ترا والدتها بعد غياب شهر كامل عنها و لأنها أيضاً لن تضطر لتناول الطعام المحروق اللذي يطهوه والدها بعد الآن

قطعت الفتاتان الطريق اللتي لن تكن فيها حتى سيارة واحدة و هذا ليس غريباً على منطقة ريفية تقع في أعلى الجبال

لقد كان المكان اللذي يسكنون فيه هو قرية صغيرة لا يتجاوز عدد المنازل فيها الثلاتين منزل و مع هذا العدد القليل كانت المعيشة فيها مريحة جداً

بالطبيعة هناك كانت خلابة مساحات واسعة خضراء و حقول من المزروعات المتنوعة مع صوت الجرارت و الماشية كان المكان أقرب للنعيم بعيداً عن ضوضاء المدينة المزعج

ركضت الفتيات خلف بعضهن يضحكن و يلعبن بملابس المدرسة خاصتهن و حقائبهن على ظهورهم حتى وصلن إلى الجسر الصغير اللذي كان يقع أعلى النهر الفاصل بين المدرسة و باقي المنازل

"لما لم يأتي احد لإصطحابنا يا ترا " قالت هيذر لتهز إيفا بكتفيها

"لا أعلم في العادة يكون إحدى والدينا واقفاً على الجسر ينتظرنا لكن لا أثر لأحد منهم اليوم " قالت إيفا بإستغراب فهذه ليست من عادة والدها هو لا يتأخر عن مواعيده أبداً

" انظري لقد وصل" قالت هيذر لتنظر إيفا لذاك الشخص اللذي كان يسير بإتجاههم من بعيداً و اللذي كان يبدو كوالدها إلا أنه عندما إقترب إتضح انه ليس والدها

" لا أنه ليس والدك" قالت هيذر هذا في حين كانت عيناي تنظر الشخص بتمعن خاصةً أن مشيته لم تكن متزنة فقد كان يترنح يميناً و يساراً

إنه ثمل بلا شك مر ذاك الشخص بجانبها و قد إنتابني وقتها شعور غريب بعدم الأمان

إرتحت أنه قد مر بجانبنا بسرعة حتى اني لم أرد ان التفت إليه إلا أن شي ما سقط منه جعلنا أنا و هيذر نلتفت له

"عذراً سيدي لقد سقط منك شي ما " قالت هيدر و هي تنادي على الرجل
رفعت هيذر الشي اللذي سقط و قد كان كيساً يحوي شي ما داخله ليسقط ما كان داخله عندما رفعته هيذر

(Quill) ريشة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن