مقدمة_4

7.7K 461 12
                                    


#سلسلة_الجارحـي5...(#نوڤيلا_لحظات_خاصة_ما_قبل_الجزء_الخامس)...

#مقدمة_4..

(إهداء للقارئة الجميلة"نور حسين" والقارئة "إيمان رضا"، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكما.. قراءة ممتعة مع دنجوان آل الجارحي «وأخيرًا بتمنالكم امتحان لطيف بس طبعًا لو ركنتوا الرواية على جنب لحد ما تخلصوا» 💙)

انتقلت عينيه بين سطورها المدونة فتألم قلبه وهو يقرأ تلك السطور التي احتضنت بقع لدمعاتها الراحلة عن سطورها.

«أكثر ما ألم قلبي بتلك اللحظة نظرات عينيه التي أحاطها الندم وأعاق من خلفها كل الاحاسيس والمشاعر التي قضيناها سويًا بليلة الأمس، شعرت بألمه الذي تمرد وكأنه خانها ووقع بجرمٍ كبيرٍ، ربما كانت تلك الصفعة هي من ايقظت غفلتي وجعلتني أدرك أن تلك الليلة ستظل نقطة سوداء داخله، نعم لقد تأكد حدثي وبت على ثقة تامة بأنه مستحيل أن يراني، أنا مجرد شبيهة لزوجته ، تلك هي الحقيقة حتى وإن انجرفت خلف عاطفتي وحبي الأعمى..»

انتهى من قرأت تلك الصفحة المنفردة، ثم قلب لما تليها، ليقرأ ما كتبته بلهفةٍ ليكشف مشاعرها وما انتابها بذاك الوقت، فوجدها تدون بالعامية على عكس باقي محتويات الدفتر.

«ربما انتهت قصتنا عند ذلك الشطر القصير، وماذا سيكون ذلك بعدما علم الإجابة عما كان يود معرفته، سأعود مثلما أتيت ولكن ليس كما كنت، سأعود وقلبي قد تخلى عن جسدي الأخرق بعدما انتزعه هو مني بكل قوته، تالله لم أعد أشعر بالالم في ذلك الوقت، ربما لأنه سحب كل عواطفي مع أخر أمل كان يتعلق به!»

أغلق "ياسين" الدفتر ثم وضعه بحقيبته الخاصة ، وأسرع بالصعود للأعلى، فوجدها تعد الطعام بتركيزٍ شديدٍ جعلها لم تشعر بوجوده الساكن لجوارها، حملت طبق الشوربة التي أعددته ببراعةٍ ثم اتجهت لتضعه بالخارج على الطاولةٍ، فتوقفت عن الخطى حينما وجدته يسد بجسده باب الخروج، ويديه مربعة أمام صدره بسكينةٍ بدت لها بأنه هنا منذ وقتٍ لا بأس به، تطلعت إليه بكل اهتمام علها تستكشف ما يريد، فقد يحتاج لكوب قهوة وربما يحتاج للمياه، نظرة واحدة تكفيها لتعلم ماذا يحتاج، ولكنها كانت حائرة بعد تلك السنوات في تحديد ماذا يريد!

انتهى من هالة ثباته، حينما دنا منها ومن ثم جذب الطبق الذي تحمله بين يدها، ووضعها على الطاولة الجانبية باهمالٍ، ثم قبض على رسغها باحكامٍ وتملك وخرج بها لسطح اليخت، حيث تغمده ضوء الشمس الخافت، خطت من خلفه وعقلها يسبقها بطرح الاسئلة المتخبطة وحينما انقبض من مضمونها صاح على لسانها الناطق:

_في أيه يا ياسين؟

ارضخها إلى قوة قبضته، فاجبرها على الجلوس على المقعد المقابل للأخر، فقربه "ياسين" منها ثم جلس قبالتها يحاصرها بعسلية عينيه التي اذهبت عقلها لمكان لا عودة منه إليها، نظرات دافئة بعيدة كل البعد عن ذاك الدفء الذي سبق وأحاطها من قبل، وكأنه يدفن شخصه المهيب ويخرج ما حمله لها من مشاعرٍ لا تخص سواها، وفجأة تحركت أصابعه تجاه وجهها، وبلمساته الخبيرة التي اعتادها احتضن جانب وجهها بحنانٍ جعلها كقطعة السكر التي تذوب بين يده، وعينيها تراقب شفتيه علها تنطق وتخبرها ماذا يجري هنا؟

أحفاد الجارحي ..5..ترويض الشرس ..آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن