مقدمة 9

7.2K 560 44
                                    


#لحظات_خاصة (#المقدمة_التاسعة.)..

إهداء الفصل للقارئات الغاليات، العزيزة لقلبي (ندى المهدي، والجميلة عبير سيد)،القارئة العزيزة "رحيق الزهور"،و"إيمان الرفاعي"،"أميرة محمود"،"بوسي محمود"،"امل حمدي"،"نهلة حمدي" ، "اسراء حميدة" شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم الراقي...قراءة ممتعة لرحلة متيمة بعشق الدنجوان 💙)

لحظة سريعة خطف منها نظرة لمن يدفعه بكل ما يملك من قوةٍ للأمام، جذبه "عمر" وقربت منهما "آية" أحد المقاعد، فجلس "عدي" وبات قبالة أباه وجهًا لوجه، انحنى "عمر" يتفحص ساقه بنظرةٍ قلق، ارتخت فور استكشافه للتشنجات التي تحيط بها، فاستقام بوقفته ثم أشار لوالدته:

_ممكن حضرتك تحضريلي مية دافية، وأنا هحاول أشوف مرهم مناسب في علبة الإسعافات الأولية.

أومأت برأسها بلهفةٍ ساقتها حد الركض تجاه المطبخ، بينما هبط "عمر" للأسف لليبحث عما يريد، تاركًا من خلفه نظرات متبادلة بين كلًا من الأب وابنه، الصمت القاتل بينهما لم يتخذاه سبيلًا للمواجهة للمرة الأولى ، استكشف "ياسين" بنظراته دهشة جعلت الأخير مذهول مما يلاقاه من الجميع، فقال بتريث وهو ينحني تجاهه:

_أتمنى يكون اللي حصلك رجعلك عقلك.

والتقط ساقيه بين يديه فمرر إبهامه أسفل عروقه النابضة، وبحركاتٍ متتالية خففت التشجنات التي تستحوذ عليه، وبالطبع لم يكن الأمر سهلًا بالمرة، فكبت "عدي" تأوهاته بمهارةٍ، فانحنى للأسفل وهو يفرك قدميه الأخرى من شدةٍ الألم، استندت يده رغمًا عنه على كتف "ياسين" الذي مازال يتبع تمرينه البسيط لفك تشنجات ساقه، وحينما شعر بارتخاء جسده تيقن بأنها أتت بثمارها الطيب، فانتصب بوقفته الشامخة قبالته، رفع "عدي" عينيه التائهة تجاهه، ققابله الأخير بنظرةٍ مستهزئة اتبعها قوله الساخر:

_متقلقش أنا مش جوز أمك عشان أسيبك تموت في عرض البحر وأقف أشمت فيك وفي عنادك اللي وصلك لهنا!

ورمقه بنظرةٍ قاتمة قبل أن يتجه للدرج، فهبط لغرفته في سكونٍ كان يسود أوجه زوجته وابنه الذي يراقب ما يحدث أمامه بفرحةٍ، فاتجه لأخيه بينما انسحبت "آية" للأسفل خلفه.

*******

توتر العلاقة بينه وبين ولي عهده يزرع بداخله التعاسة في كل مرة يحاول بها أن يكون سعيدًا، وكثيرًا ما يتساءل عن المدة التي سيظل بها يحارب حتى يغير من طباعه الشرسة، ولكنه يعلم جيدًا بأنه لم يخسر معركة من قبل حتى يخسرها الآن أمام ابنه، مازال بالبداية فقط، لم تجني خططه ثمارها بعد، شعوره الآن لم يملك الحق به، عليه أن يكون قويًا فيما سيخوضه، أغلق "ياسين" عينيه باستسلامٍ لراحة جسده على الشازلونج المريح، وقبل أن يغفو شعر بضمة رقيقة لكف يده الذي يحيط بعينيه معًا ليمنع الضوء من حجب غيمة الظلام التي صنعها لنفسه، فأبعد ذراعيه عنه ليتفاجئ بها تجلس أرضًا، تحتضن كف يده وتقبله بدموعٍ جرت لتتساقط على كفه المأسور بين راحتها، تجعد جبينه حينما زوى حاجبيه معًا، فاستقام بجلسته وجذبها عن الأرض لتجلس جواره وصوته الرجولي الخشن يتساءل باستغرابٍ:

أحفاد الجارحي ..5..ترويض الشرس ..آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن