المشهد الختامي تمهيد لأشباح المخابرات

7.5K 355 26
                                    

#المشهد_الختامي.

(الإهداء للقارئات الغاليات"مروة جمال"،"كاترين عبود"،"مريم كامل"،"هدى ابرهيم" ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

التصفيقات تعلو بقاعةٍ يزنها عددًا ضخمًا من رتبات الشرطة، الجميع يترقبون لحظة التكريم، ومن بين الصفوف كانت تجلس رجال عائلة "الجارحي" بأكملها لجوار بعضهم البعض، اشعل نداء اللواء بإسم "عدي الجارحي" الأجواء، وخاصة حينما صعد لأعلى المنصة لاستلام الدرع وشهادة التقدير، وقف قبالة الجميع عينيه مُعلقة على الوجوه تبحث عن غايتها، فترك المنصة وهبط يحمل جائزته حتى وصل للصف الخاضع لعائلته، فاختار الوقوف أمام أبيه، وقدم له ما يحمله، زوى ياسين حاجبه باستغرابٍ من تصرفه الغريب، ففجأه عدي مرة أخرى حينما انحنى يقبل يده وهو يخبره ببسمةٍ هادئة:

_الجايزة دي من حقك إنت، الفضل يرجع لحضرتك بعد ربنا سبحانه وتعالى للي وصلتله، اصرارك ليا بالرجوع هو السبيل اللي وصلني هنا، مساندتك ليا من البداية وفي كل خطوة أخدتها هي السبب، حمايتك ليا من بعيد وبدون ما أخد بالي ، حبك اللي كنت بتخبيه ورا قسوتك عشان أكون راجل يعتمد عليه، كل جوايز الدنيا قليلة لتكريمك يا بابا.

أدمعت عين ياسين تأثرًا به، فمد يده يجذبه للوقوف قبالته، ومن ثم دعاه لاحضانه، فشمله بين ذراعيه بحنان واحتواء جعل عدي يبكي كالصغير على كتفه وسط صفقات الجميع المتحمسة لما يحدث بين الأب وابنه، وبالأخص يحيى وعمر وباقي الشباب، كان الجميع متأثرًا بهما، ومن بين احتضانهما القوي لبعضهما البعض شعروا بيد تلف حول ساقهما، فلم يكن سوى حفيده يضمهما بسعادة كبيرة، انحنى عدي لابنه فخلع عنه قبعة الشرطة ليزين بها رأس الصغير الذي رفع يده يحيه تحية الشرطة فضمه عدي إليه وحمله بين ذراعه ليقف باستقامة جوار ياسين الجارحي، الذي مسد بإبهامه على خد الصغير مرددًا بحبٍ:

_هيجي اليوم اللي هكون فيه في نفس القاعة بس التكريم هيكون لحفيدي البطل.

ابتسم ياسين وردد بحماسٍ:

_اليوم ده مش بعيد يا باشا.

ضحك وضمه إليه، فتساءل الصغير بحماس:

_فين الجوكر والاسطورة.

مال عدي إليه يهمس له:

_المخابرات رتبتها مش مكشوفة لأي حد، في فرق بين الداخلية وبينهم.

وابتعد وهو يسأله بعد جملته المغرية لرغبته في سحبه لمجاله بعيدًا عن المخابرات لعملهم الشاق المخيف:

_ها لسه مصمم؟

أكد له بهزة من رأسه وهو يردد بخبث:

_أنا بحب أكون غامض ومش مكشوف لحد!

*******

اجتمع جميع أفراد العائلة خارج القاعة الضخمة، يباركون لعدي ويلتقطون الكثير من الصور بتلك الذكرى المبتهجة، فقال عمر بفرحةٍ:

أحفاد الجارحي ..5..ترويض الشرس ..آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن