آلَفُصّلَ آلَأوٌلَ

261 23 16
                                    


على حدود البلاد السويسرية حيث لايوجد قانون أو سلطات أو مراقبة وحيث المجرمين هناك بلا رقيب ولاحسيب .

فتلك المدينة أو ربما قرية لصغرها أكثر من ستين بالمئة من قاطنيها من الخارجين عن القانون أو هاربين ، بينما الباقون إما ولدوا هناك أو فقراء أتوا من مدن أخرى لشدة فقرهم بسبب إرتفاع الضرائب .

وهذه القرية تقع في الجهة الشمالية من سويسرا ، حيث يطلون على ألمانيا .

ونصف سكان هذه القرية يتحدثون الألمانية ، بينما النصف الأخر يتحدثون بلغات ثلاث مختلفة وهي الفرنسية والإيطالية والأقلييون جدا يتحدثون الرومانشية .

وهذا طبيعي جداً لأنه لايوجد لسويسرا لغة تخصها .

وفي شوارع تلك القرية الضيقة تجد ذالك الفتى ذو الجسد الهزيل والذي يبدوا بعمر الحادية عشرة ، يجري في تلك الشوارع بسرعة ، تراه يصطدم حيناً بأحد المارة وحيناً يجتازهم .

وخلفه أولئك الفتيان الأربعة يحاولون مواكبة سرعته ، ولكن يبدوا بأنهم لايستطيعون بسبب سرعته التي تفوقهم .

ليدخل ذالك الفتى إلى زقاق ضيق جدا ومظلم ، ولكونه هزيلا إستطاع الدخول بسهولة .

بينما أولئك الفتية اللذين يتبعونه قد دخلوا الزقاق بعده ولكن الغريب أنهم لم يجدوا له أثراً في الزقاق .

ليخرجوا من الجانب الأخر للزقاق علهم يجدونه ، وبعد خروجهم بثواني قفز ذالك الفتى من الأعلى .

ليقول بصوت ساخر : مجرد حمقى وأغبياء .

ليخرج بعد جملته الساخرة ، خرج من مخرج الزقاق الذي دخل منه ، ويختلط مع الحشد في الخارج .

ليتجه بعدها إلى عدة أزقة ، لينتهي في النهاية في ساحة صغيرة ، يتواجد بها عدد من الفتية يلعبون أو يجلسون ويتحدثون أو يفعلون أشياء أخرى ، منهم من في عمره ومنهم الأكبر .

وبمجرد رؤية الفتية له صمتوا وتوقفوا عن اللعب والحديث أو أي شيء يفعلونه ، ليتجه ذالك الهزيل إلى فتا أطول من البقية ذو شعر أسود وعيون تحايد لون شعره ، يجلس على أحد البراميل الفارغة .

ليتحدث الفتى الجالس على البرميل :
إذاً هل إستعدت مالنا آزر .

ليردف آزر :
أجل خذ .

ليرمي له كيس أثناء حديثه ، وليلتفت ليغادر بعدها ، ولكن أوقفه صوت الجالس قائلاً :

آزر هل بإمكاني سؤالك؟ .

ليرد عليه :
سأجيب إن أردت أنا ذالك .

ليسأله :
أخبرني لماذا تغطي وجهك هكذا؟ .

ليردف آزر مجيباً :
لن أجيب على سؤالك .

ليرد عليه الجالس بسخرية :
هيا آزر أخبرني ليس الأمر وكأنك أحد الشخصيات المهمة! ونحن جميعاً هنا نعرف والدتك فهي بائعة هوا رخيصة ، فلماذا تخفي وجهك بالشال وقبعة تخفي شعرك ناهيك عن كونك ترتدي نظارات شمسية؟ مالذي يوجد في وجهك لتخفيه هكذا؟ .

ليرد أحد الفتية:
لابد وأنه مشوه أو ربما فتاة خجولة .

ليبدأ جميع الفتية بالضحك .

ولكنه لم يهتم لهم إنما أكمل طريقه للخروج من هذه الساحة .

ليردف فتاً أخر :
أنت إلى أين تظن أنك ذاهب لقد سألك الرئيس لذا لتجب وإلا لن ندعك تخرج .

وبمجرد أن أنهى الفتى حديثه حتى حاوط آزر العديد من الفتية من كل جانب .

ليتحدث آزر ببرود عكس العاصفة التي تهدر بداخله :
أنتوني الأفضل أن تخبرهم بأن يبتعدوا ، كان
شرطك أن أحضر المال الذي سُرق منكم مقابل أن تعطيني نصفه وقد وافقت ولم يكن هناك أي شروط أخرى تقتضي بالإجابة على أسألتك ، علاقتنا علاقة أخذ وعطاء ولست مدينا لك بشيء ، وإن كان هناك شيء لاأرغب به لن أفعله أنا لست أحد الكلاب التي تلعق أحذيتك لذا أبعدهم فهذا أفضل لك ولهم .

ليلتفت له وينظر بنظرة حادة مع أن هذا ليس واضحا بسبب النظارات ولكن هذا أشعر أنتوني وبقية الفتية بالبرد في عمودهم الفقري .

ليردف أنتوني :
إبتعدوا ودعوه يمر .

ولم يجرؤ أحد على الحديث أو المعارضة بل إبتعدوا من حوله فورا وكأنهم كانوا ينتظرون أن يؤمروا بالإبتعاد .

ليكمل آزر طريقه إلى خارج الساحة بلا أن يوقفه أحد .

حسنا حتى لو أرادوا هم يعلمون أنهم لن يستطيعوا ، فهذا الفتى ليس سهلاً وهم يعلمون هذا ، ولكن الذي جعلهم يتشجعون هو كونهم أكثر منه وأنهم ظنوا أنهم سيخيفونه وربما يعرفون عنه ولو شيئاً بسيطاً فهو غامض بالنسبة للجميع ولكن خاب ظنهم فهذا الذي أمامهم هو آزر الغامض .

•♡•♡•♡•♡•♡•♡•♡•♡•♡•♡•♡•♡•♡•

ياأهلا وسهلا بالجميع إشتقت لكم ولتعليقاتكم المشجعة.

هذه رواية جديدة سبق وكانت في المكتبة التي عفا عليها الزمن في رأسي.

إذا أيها الحلوين مارأيكم بها كفصل أول
هل أستمر بكتابتها أم أتوقف🙀؟.

من فضلكم إن نالت إعجابكم فلا تبخلوا بالضغط على النجمة بالأسفل لأن هذا يشجعني😺.

وإن أردتم تعديل شيء ليس عليكم سوى أن تطلبوا وأنا سأكون في الخدمة😉.

إذا مع السلامة أيها الحلوين👋.

 سكون وسط الضجيجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن