فَتحَ الباب ليرى أمامه حمراء الشعر، نظر لها باستغراب من تواجدها أمام باب غرفته، بينما أردفت هي بابتسامة :
صباح الخير .تحولت ملامحه للإمتعاض، وهو يردف بدوره يتجاهل تحيتها :
مالذي تفعلينه هنا أيتها التفاحة؟ .نفخت وجنتيها بحنق وأردفت :
ليس من الأدب أن تتجاهل تحية أحدهم ياوقح .مشى بخطواته نحوها وتجاوزها وهو يجيب :
وهل من الأدب أن تقف فتاة أمام غرفة فتى لاتعرفه ولايعرفها؟ .اتبعت خطواته ولم يصدح سوى صوتها في الممر الطويل والفارغ من أي بشري سواهما :
بل أنا أعرفك وأنت تعرفني فأنت آزر وأنا روسانا إن لم تتذكر، كما أنك مسؤول عني من الأن وصاعدا، من الأفضل ألا تكون قد نسيت .زفر بصبر وتحدث :
أنتي حقا تفاحة غبية .أجابت بامتعاض :
لست غبية أيها الوقح .تجاهل حديثها وهو يتجه نحو غرفة المعيشة التي يجتمعون بها عادة، ويتمتم بسخط :
سحقا لكي وللعجوز ولي وللعالم أجمع .سمعت تمتمه ولكنها ادعت عدم سماعها له وهي تسرع من خطواتها وتتسائل :
أخبرني لما ترتدي الكمامة دائما؟ .نظر لها بطرف عينه وأجاب :
هذا أمر لايعنيكي .عبست وهي تردف بحنق :
أنت لئيم! .ابتسامة سخرية علت شفتيه، وهو يتحدث :
شكرا على المديح، ومبارك على المعلومة الجديدة التي تعرفينها عني .التزمت الصمت حتى وصلا لغرفة المعيشة، فتح الباب لتقابله الأرائك المتوزعة في أنحائها، والتي يجلس فوقها كل من جيل وزين، ورودي الذي أردف :
تأخرتما! هيا اجلسا .جلس آزر بجانب زين على الأريكة الطويلة الملاصقة للحائط، بينما جلست روسانا على أريكة فردية وهي توزع نظراتها في أنحاء الغرفة، فقد نال تصميم الغرفة البسيط على إعجابها، فقد كانت تحتوي على خمس أرائك زرقاء باهتة، اثنتان من الأرائك كانت زوجية والتي جلس على إحداها جيل والأخرى فارغة، وأركتين فرديتين جلست هيا على واحدة، بينما الأخرى جلس عليها رودي، وهناك أريكة ملتصقة بجدار الغرفة، وهي أطول أريكة والتي جلس عليها كل من آزر وزين، وتتوزع وسائد بيضاء على الأرائك، ناسبت لون الجدار الأبيض، وتلك النافذة التي احتلت جدارا كاملا تطل على الحديقة اليانعة بالخضرة، بينما جدار أخر تربعت عليه شاشة سوداء كبيرة واحتلت نصف الجدار تبعث شعورا وكأنك في سينما .
وماانتشلها من شرودها في أثاث الغرفة هو صوت رودي الذي نهض من أريكته، واتجه صوب الشاشة يشغلها مردفا :
أنتم الأربعة ستكونون معا بمهمة اليوم .توقف عن الكلام لحظة يوزع نظراته عليهم ويسترسل حال ظهور بعض الصور التفصيلية لمبنى ما عليها ويشير له :
مكان مهمتكم هو الميناء، حيث ستصل شحنة مخدرات لأحد رؤساء الشركات الكبيرة، وهي شركة النقل LOSFIRA، حاولت الشرطة الإمساك بهم لعدة مرات، ولكن في كل مرة يتملصون من التهمة بحجة انه ليس هناك دليل كافي، وبالفعل مهما بحث أفراد الشرطة فإنهم لايجدون أي نوع من المخدرات على أي من الحمولات، ولذا... .