آلَفُصّلَ آلَثًآمًنِ

88 10 90
                                    


قصر عائلة آديلان .

خطى بخطواته المتئدة على الدرج بغية النزول، هيبته واستقامة ظهره لم تتحدثا عن عمره، وملامحه الحادة صغرت من عمره عشرات السنين تجعله يبدو كشاب في الأربعين من العمر .

دخل غرفة المعيشة حيث مجلسه المعتاد، والذي لايشاركه فيه سوى زوجته وزوجات أبنائه، وبعض من أحفاده، حين يكون أبنائه في العمل وبقية أحفاده مع أصدقائهم، تنهد يفتح باب الغرفة ليتفاجئ بأبنائه الثلاثة وابنته الوحيدة مع أفراد عائلاتهم ببساطة جميع أفراد عائلته مجتمعون .

أثار هذا استعجابه ليردف بصوته المهيب يستفسر :
أرى أن الجميع هنا اليوم! لا عطلة ولا مناسبة، مالخطب؟ .

التقت رماديتاه مع زرقاوتي زوجته المتوهجة، والتي أجابته بنبرة منزعجة : 
ومالك أنت مستغرب على اجتماع أبنائك! ألا ترغب باجتماعهم أم ماذا؟ .

ابتسم وأردف وهو يتجه للجلوس على الأريكة الجالسة عليها زوجته بغية الجلوس جوارها :
ومال عزيزتي ريتا منزعجة، هل أغضبك الأولاد؟ .

أعقب لكلامه ابنه البكر ألفريد بظلم :
ولما نحن المتهمون في كل انزعاج لزوجتك سيد أرنولد؟ هناك الكثير من الأسباب التي قد تزعجها، كما أننا كنا ننتظر قدومك لتكون بصف أبنائك المظلومين لا بـ... .

لم يكمل كلماته حتى قطعتها نظرات والدته الحادة المتجهة نحوه، بينما أردف أرنولد يجيب ابنه :
لأنه ياسيد ألفريد فزوجتي العزيزة متأقلمة مع كل الظروف وأنا زوجها أجعلها أسعد امرأة فلما تنزعج من الأسباب الأخرى وأنا أمنعها عنها، غير أنه للأسف ولسوء الحظ لديها أبناء لايريحونها ويزعجونها .

نظر له أبنائه بكفر وقهقه أحفاده باستمتاع بينما أومأت زوجته، والتي أردفت بحنق لزوجها :
صدقت حبيبي أرنولد، صدقني ولو كنت وقفت بصفهم ضدي فلن تهنأ لباقي حياتك القصيرة، ألا ترى كيف أصبحو عاقين لنا! ابنك البكر ألفريد أصبح ينشغل بالعمل والعمل والعمل، نسي ان لديه أبناء وأبوين لا يرونه إلا كل عطلة فقط، أما ابنتنا الوحيدة فلا نراها إلا مرة في الشهر على الأكثر، وقد يرجع هذا للصهر العزيز ريفان فقد لايرغب برؤيتنا، والأحمق إدوارد انشغل ببحثه عن ابنه سندريلا الضائعة، ولم يعد يعير والديه أي اهتمام، أما أخر عنقود السيد إيثان لاينشغل إلا بخطيبته وبنوع الهدية التي سيأخذها لها، دون أن يتذكرنا ولو بأبسط هدية، هذا وهو خطيبها إن تزوجها فأتسائل إن كان سينسى أننا من ولدناه بالفعل! والأحفاد الكرام نسو أجدادهم لايلهيهم إلا أصدقائهم وهواتفهم التي سأكسرها قريبا .

استمع لها زوجها حالك الشعر وابتسامته تتسع مع كل كلمة تقولها، بينما العكس يحدث مع أبنائه وأحفاده، إذ الإمتعاض واليأس احتل ملامحهم  .

 سكون وسط الضجيجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن