آلَفُصّلَ آلَثًآنِيَ

134 17 28
                                    


بعد خروجه من تلك الساحة إتجه آزر نحو منزله أو ربما كلمة منزل كبيرة لوصفه فهو لايتكون سوى من بعض من الألواح الخشبية المهترئة ، والتي لاتقي لابرد الشتاء وأمطاره وثلوجه ، ولاحر الصيف وشمسه الحارقة وحشراته .

ولكن ماباليد حيلة فهو لن يستطيع العيش بغيره حتى لو أراد .

ليدخل إلى هذا المنزل ، وبمجرد دخوله إتجه نحو إحدى الزوايا في المنزل وحفر حفرة صغيرة يستخدمها لوضع المال الذي يجنيه من أعماله التي يقوم بها ، أخرج من جيبه كيساً صغيراً ووضعه في الحفرة ثم ردمها .

ليتجه بعد ذالك إلى الفراش الموضوع على الأرض ويجلس عليه وهو ينظر نحو السقف .

آزر :
سحقا! هل كان عليهم قول ذالك الكلام؟ لماذا يجب على أحد أن يأتي ويذكرني بحقيقتها كلما حاولت تناسيها؟ .

ليس الأمر وكأنني فرح بعملها المقرف هذا ، ألم تجد عملا غيره من بين كل أعمال العالم؟ لم تجد غير هذا القرف ، كنت لأرضى حتى لو كانت مجرد متسولة ، وليس أن تكون أمي إمرأة تبيع شرفها مقابل عدة فرنكات قليلة .

الحاجة ليست حجة لتذل كبريائها هكذا! كم أتمنى لو تتوقف عن هذا العمل ، أن تأتي لتحضنني أو أن أعود لأجدها تعد بعض الطعام .

لكن أن أعود وأجد البيت خاليا ، ولاتعود له إلا مرة كل أسبوع أو لاتعود نهائيا أو عندما لاتجد رجلا تنام معه ، وحتى عندما تعود مالذي تفعله غير كونها تنظر إلي باشمئزاز وبرود .

لن أكون مستغرب إن قالت أني ولدت من رجل عشوائي في الشارع ، سحقا! سحقا! .

لما يحدث هذا ؟ كم أتمنى لو أستطيع الخروج من هذه المدينة المقرفة المليئة بالمقرفين ، ولكن لن أستطيع ذالك الأن بالمال الذي معي ، إنها أمنيتي التي لن أتخلى عنها مهما حدث .

سأخرج وسآخذ أمي معي لنعيش في منزل طبيعي ومدينة طبيعية ، وأن تتوقف عن عملها هذا ، وأن أستطيع الدراسة في المدرسة(تنهد) .

حسنا لندرس الأن .

لينهض بعد ذالك من فراشه ويبعده ليخرج مذكرة وقلم وكتاب ويبدأ بالدراسة ، إستمر بالدراسة لحوالي أربعة ساعات والساعة الأن الحادية العشرة والربع قبل منتصف الليل فاتجه لينام فيجب عليه غدا الذهاب للعمل مبكرا .

في العاصمة السويسرية برن .

وفي ذالك المنزل الفخم ، والذي ينضح بثراء من بداخله من بعيد .

يجلس ذالك الأربعيني على كرسيه الجلدي البني خلف مكتبه ، وأمامه على تلك الأرائك تجلس إمرأة في منتصف الثلاثينيات ولكن هذا لايبدوا عليها فهي تبدوا في العشرينات من العمر ، تجلس بكل غرور وتكبر وتناظر الجالس خلف مكتبه بابتسامة .

ليحادثها الجالس خلف مكتبه بتمعن :
إذا أنوين أنتي تقولين أنك تحتاجين بعض المال صحيح؟ .

 سكون وسط الضجيجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن