عند أول خيط شعاع للشمس في السماء كانت أنوين تقف أمام باب منزلها .بمجرد شروعها في فَتح الباب، فُتح الباب من الداخل ليظهر أمامها أكثر شخص تحتقره وتشمئز منه .
ولكن حاولت ضبط ملامح وجهها لتصنع إبتسامة في وجه الذي من المفترض أنه إبنها .
آزر :
بمجرد أن فتحت الباب رأيتها أمامي، وهذا غريب حقا فهي لاتأتي في أوقات كهذه والغريب أكثر أنها تبتسم مع أن إبتسامتها متكلفة وواضح أنها تبتسم غصبا إلى أنني سعيد نوعا ما .تحدثتُ :
صباح الخير أمي أهلا بعودتك .تجاهلت حديثي وسألت :
إلى أين أنت ذاهب .شعرت بخيبة لم أظهرها بصوتي :
إلى العمل أمي .زادت من إتساع إبتسامتها وقالت :
لاداعي للذهاب للعمل .أردفت :
لماذا ؟.ردت بتساؤول :
أخبرني ماذا تعمل .تجاهلتني مرة أخرى ولاأعرف ماذا أخبرها، فأنا أعمل بثلاث مهن وهي لم تسأل يوما، ولكن لنخبرها عن الذي سأذهب له الأن فحسْب أجبت :
في حمل البضاعة لأحد المحلات .ردت :
أوه هكذا إذا حسنا لاداعي لأن تعمل هذا العمل بعد الأن لأن هناك عملا أفضل منه في العاصمة، أدخل إلى المنزل وأحضر أشيائك المهمة فقط .ماذا هي تمزح صحيح! أنتقل إلى العاصمة معقول؟ هل ربما ستتوقف عن عملها ونعيش معا هناك .
لم أجبها دخلت للداخل وأخذت حقيبة الظهر الوحيدة لدي وأخرجت المال من الحفرة التي أحفظ بها المال، ثم أخذت ملابسي على كل هم ليسوا كثر لذا لم يأخذوا أي مساحة، وأخذت كتبي وأوراقا مهمة .
خرجت وجدتها واقفة تنظر إلى ساعتها في معصمها الأيمن وبمجرد شعورها بي نظرت إلي وأردفت :
إتبعني .تبعت خطواتها وبجرد خروجنا للشارع الرئيسي حتى ركبت في سيارة أجرة كانت متوقفة على جانب الطريق، ركبت في الخلف وإنطلقت السيارة ويبدوا بأنها متجهة إلى المدينة المجاورة، ومع أنها مجاورة إلا أنها تبعد مسافة ساعة .
وصلنا إلى محطة القطار ونزلنا دخلنا إلى داخل المحطة لتذهب أمي لتبتاع التذاكر ثم ركبنا القطار المتجه إلى العاصمة برن .
جلستْ بمحاذاة النافذة وجلست بجانبها أشعر بالإرتباك والضياع والحيرة، لست أصدق أننا تركنا تلك المدينة حلمي تحقق .