خرج آزر من الغرفة ليرى آدم لايزال جالسا على الأريكة وزين واقف بجانبه .كلاهما يتطلعان فيه مصدومان آدم يبدوا كبوما من شدة فتحه لعيناه على وسعهما، وزين كذالك غير أن فمه أيضا مفتوح كمغارة تحدث زين وهو لايزال مصدوما :
مـ مـلاك .رفع آزر أحد حاجبيه بتعجب بينما كبح آدم إنصدامه وهو يوجه الحديث لـ آزر :
ظننتك مشوها بما أنك كنت تغطي وجهك وعيناك، لم أعتقد أنك تخفي هذا الجمال ورائه أخبرني، مالسبب الذي يجعلك تخفي مظهرك؟ .تردد آزر في الحديث لثوان غير أنه تحدث في النهاية :
في الحقيقة هذا لأن وجهي قد سبب لي العديد من المشاكل لذا قررت إخفاءه بنصيحة من أحدهم .همهم آدم متفهما، بينما تحدث زين :
كيف يمكن أن يتسبب وجهك بمشاكل، لابد أنك لم تنظر لنفسك بالمرآة سابقا صحيح أنت كملاك ساقط من السماء .رد عليه آزر :
بل أنت تبالغ .وعندما كاد زين يعترض قاطع حديثهما آدم وهو يحادثهما :
خذه معك وعلمه أنت وجيل مايلزم، وأنت آزر فلتأتي كل يوم إلي عند الساعة الثانية ظهرا مفهوم .رد زين :
مفهوم .وخرج زين يتبعه آزر بخطواته وبمجرد أن أغلق الباب ورائه، حتى أمسك زين بيده وأخذه معه إلى الطابق الثاني وإلى إحدى الممرات حيث يقع صف من الغرف .
فتح زين الغرفة بمفتاح كان في جيبه وأدخله معه آزر وبمجرد دخوله وزع عينيه الزبرجدية في الغرفة الواسعة بالنسبة إليه، والتي تتكون من ثلاثة أسرة متجاورة ولايفصل بينها سوى أدرج وهناك مكتب دراسة وخزانة متوسطة نسبيا تحدث مخاطبا زين حين ثبت زبرجديتاه عليه :
لما أحضرتني إلى هنا .رد الأخر وهو منهمك في البحث في أحد أدراج المكتب :
للبحث عن مرآة .بتعجب أردف آزر
ولما أنت بحاجة للمر.... .قاطعه زين :
وجدتها .أخرج من الدرج مرآة مستطيلة صغيرة نسبيا ووجهها نحو آزر الذي لايزال واقفا بجانب الباب .
قال زين :
أترى نفسك؟ .أجابه آزر :
أجل لماذا؟ .إبتسم زين مردف :
هذا لأنك قلت أني أبالغ، أنظر إلى نفسك جيدا .نظر آزر للمرآة وتنهد، إنعكس على المرآة وجه وسيم بكل ماتحمله الكلمة من معنى، ببشرة بيضاء تكاد تكون شفافة لتبرز العروق داخلها، وعيون واسعة بحدقات زبرجدية ورموش طويلة وكثيفة لونها محايد للون شعره الرمادي المائل للبياض، غير تلك الشفاه الحمراء وكأن الدم قد صبغ بها .