تفخر أسرة (درسلى) التي تقيم فى المنزل رقم أربعة بشارع (بريفت درايف بأنها أسرة طبيعية تمامًا.. وهم كذلك فعلاً، لم يكن أحد ليتصور أن تتورط هذه الأسرة فى أى أمور غريبة أو غامضة؛ لأنهم ببساطة لا يوافقون
على مثل هذا الهراء يعمل السيد (درسلي) مديرًا لشركة جروننج للنسيج.. وهو رجل ضخم بدين.. لا تكاد رقبته تظهر من بين كتفيه.. مع أن له شاربًا كبيرًا جدًّا.. أما زوجته فهى نحيفة شقراء... رقبتها أطول مرتين من أي رقبة عادية.. تستفيد منها في التجسس على الجيران حيث تقضي معظم وقتها في مد رقبتها فوق سياج الحديقة لمعرفة ما يفعلون...
ولهذه العائلة ابن صغير وحيد اسمه (ددلى)، وفى رأيهما أنه أحسن طفل
في العالم.
وتمتلك أسرة (درسلى) كل ما تحتاجه في الحياة.. إلا أن لديهم أيضا سرا... سرا خطيرًا.. يكادون يرتعدون خوفًا من أن يكتشفه أحد.. وسرهم هو عائلة (بوتر).. ورغم أن السيدة (درسلى) والسيدة (بوتر) شقيقتان.. فإنهما لم يقابل بعضهما بعضًا منذ سنوات عديدة.. بل إن السيدة (درسلى) تدعى أنه ليس لها شقيقة على الإطلاق؛ وذلك لأن أختها وزوجها التافه كانا على عكسهم وهم يخافون من مجرد التفكير فيما سيقوله الجيران لو أن عائلة (بوتر) ظهرت فجأة فى حياتهم.. خاصة أن لديهما أيضًا طفلاً صغيرًا لم يروه قط من قبل... إلا أنه كان سببا آخر مهما فى تباعدهم حتى لا يختلط تماما
(ددلي) بطفل مثل هذا! حتى كان أحد أيام الثلاثاء.. يوم معتم رمادى.. وفيه بدأت قصتنا هذه... عندما استيقظ السيد والسيدة (درسلى) فى ذلك اليوم، لم يكن هناك شيء في
