السماء الغائمة في الخارج يوحى بكل الأحداث الغريبة والغامضة التي ستجرى قريبا في كل أنحاء البلاد أخذ السيد (درسلي) يدندن وهو يلتقط إحدى أكثر أربطة عنقه خلوا من الذوق استعدادًا للذهاب إلى عمله. بينما السيدة (درسلى) تثرثر بسعادة وهي تضع (ددلى) الذي لا ينقطع عن الصراخ والرفس فوق كرسيه العالي، ولم يلاحظ أى منهما بومة صفراء تطير عابرة وراء النافذة. في الثامنة والنصف، تناول السيد (درسلى) حقيبته.. وربت على خد زوجته
وحاول عبثا تقبيل (ددلى) الذي كان يصرخ عاليًا وهو يقذف بطعامه إلى
الحائط. وأخيرًا ترك المنزل وهو يغمغم: ولد صغير شقي... وركب سيارته
ورجع بها إلى الخلف مغادرا الممر الخاص المؤدى إلى منزله.
وعند ناصية الشارع، لاحظ الشيء الغريب الأول فى ذلك اليوم رأى قطة
تقرأ في خريطة.. لم يستوعب ما يراه من الوهلة الأولى، فأدار رأسه لينظر
مرة أخرى، ورأى فعلاً قطة رمادية تقف على ناصية الشارع، ولكنها لا تقرأ
شيئًا... عاتب نفسه.. هل هذا معقول؟! لابد أنه خداع الضوء طرف السيد
(در سلى) وحدق إلى القطة، فحدقت بدورها إليه، وعندما استدار بسيارته عند
ناصية الطريق... رآها مرة أخرى فى المرآة - القطة نفسها - وهى تقرأ اللافتة
المكتوب عليها اسم الشارع لا لا.. القطط لا تقرأ الخرائط ولا ..اللافتات وهز رأسه يبعد عنه التفكير في القطة.. وقرر أن يركز تفكيره فى صفقة النسيج الضخمة التي كان يأمل
عقدها اليوم. لكن عندما وصل إلى أطراف المدينة.. وتوقف وسط زحام مرور الصباح المعتاد... شد انتباهه أمر آخر غريب؛ لاحظ مجموعات من الناس في ملابس غريبة ؛ عباءات مختلفة الأشكال والألوان كم يكره هؤلاء الذين يرتدون الأشياء الغريبة، فكر أولاً أنها بعض الأزياء الغريبة التي يرتديها شباب هذه الأيام... وتصور أنها إحدى تلك الموضات الجديدة السخيفة.. أخذت أصابعه تخبط على عجلة القيادة في ضجر حتى وقعت عيناه على مجموعة من ذوى