مكانها، وأخذ يفكر وهو يجدل شاربه.. لا .. (بوتر) إنه اسم متداول... هناك الكثير من الناس يحملون نفس الاسم، ولهم ابن يدعى (هاري). ثم إنه لا يعرف اسم ابنهم على وجه التأكيد، فهو لم يره من قبل.. وربما كان اسمه (هارولد) أو (هارفي).. ليس هناك داع لإزعاج السيدة (درسلي) خاصة أنها تشتعل غضبًا إذا ذكر أحدهم اسم شقيقتها أمامها .. ولها كل الحق في ذلك؛ فمن له مثل هذه الأخت يجب ألا يتذكرها على الإطلاق. ومع كل ما فكر فيه إلا أنه ظل متوترا.
وجد (درسلى) صعوبة فى التركيز في عمله.. وفي المساء.. عندما دقت الساعة الخامسة ، أسرع خارجًا، وهو لا يزال متوترًا.. حتى إنه اصطدم برجل قصير في طريقه.. وكاد أن يسقط الرجل أرضًا.. وأسرع بالاعتذار: «آسف» ومرت عدة ثوان قبل أن يدرك أن الرجل يرتدى عباءة قرمزية، ولكن الرجل العجوز القصير لم يبد عليه أى غضب، بل على العكس... ابتسم ابتسامة
واسعة...
وقال له بصوت عال جعل المارة يحدقون إليهما لا تعتذر يا سيدي.. لا شيء يمكن أن يتسبب لي فى أى مضايقات اليوم ابتهج أخيرًا رحل (أنت - تعرف - من وحتى أنتم أيها العامة... يجب أن تحتفلوا بهذا اليوم السعيد.... جدا جدا!»
واحتضن الرجل القصير السيد (درسلي) من وسطه ثم مضى.. تجمد (درسلي) في مكانه.. ثم هرع إلى سيارته، كان حائرًا فيما يحدث.. لقد احتضنه رجل غريب، وصفه بأنه من العامة... اتجه إلى منزله.. وهو يتمنى أن يكون ما حدث له.. هو مجرد وهم.. وهو شيء لم يتمنَّه من قبل؛ لأنه لا يؤمن بالأوهام...
عندما أوقف السيد (درسلي) سيارته فى الممر الخاص بمنزله.. كان أول ما وقعت عليه عيناه هي القطة الرمادية التي رآها في الصباح.. ولكنها هذه المرة كانت تجلس على سور حديقته.. ولم يكن لديه شك في أنها نفس القطة.. كان لها هذه الدوائر حول عينيها
