فيور***
غادرت بيرلا، وعدت أدراجي إلى محلي العزيز. ركنت دراجتي إلى جانب الرصيف، خلعت الخوذة ووضعتها داخل الصندوق، ثم دخلت إلى الداخل. تنفست بعمق، فها هي رائحة الأزهار تملأ المكان مجددًا، تبث في جسدي نوعًا من الراحة الغامضة. شعرت بالاسترخاء، كأن ما كان يشغل بالي تبخر في الهواء. حان وقت العودة للعمل.
تنقلت من مكان إلى آخر، أرتب الزهور في أماكنها حسب الترتيب المعتاد، أزيل الأشواك منها بمهارة لم تخلُ من بعض الألم. إحدى الأشواك اخترقت إصبعي، ثم أخرى... حتى انتهى بي الأمر أترنح من الوخز، خمس إصابات دفعة واحدة! توجهت إلى الدرج القريب، حيث أحتفظ بصندوق الإسعافات الأولية—عادة لا أستغني عنها. أخرجته، جلست على الأرض، وبدأت بتعقيم جراحي ثم لَففت لاصق الجروح على أصابعي الخمسة.
لو رآني جاري الخباز الآن، لأطلق ضحكته المدوية وقال ساخرًا أمام زبائنه: "بائعة الورد الخرقاء جرحت أصابعها مجددًا!" سيعيدها مرارًا لأيام وربما أسابيع.
هززت رأسي ساخرة من نفسي. هذا أنا، فماذا أفعل؟ أنا نفسي لا أفهمني، فكيف للآخرين أن يفعلوا؟!
رفعت يدي أتأمل أصابعي المغلفة باللاصقات، تنهدت، ثم أعدت الصندوق إلى مكانه. استقمت واقفة، وتوجهت إلى الكرسي القريب أنتظر إن كان أحد سيأتي اليوم... أو، كما هو المعتاد، لا أحد.
مر الوقت ببطء، وبدأ الملل يتسلل إلى داخلي. قررت إغلاق المتجر مبكرًا. أمسكت بالمفاتيح، وما إن هممت بالتحرك حتى رن صوت الجرس. رفعت رأسي بسرعة، وابتسمت قائلة:
"أهلًا وسهلًا!"
لكن الكلمات علقت في حلقي حين رأيت الرجل الذي اقتحم متجري بجسده الضخم، ونظراته الحادة، وشفتيه العابستين. كانت عيناه مسلطة حول المكان، قبل أن تستقر عليّ... عندها نغزني قلبي، وشعرت بالخوف يعتلي صدري. جسدي استشعر الخطر بشكل غريزي.
أول زبون لي منذ أسبوع! لا، أنا لست خائفة... نحن في وضح النهار، ما الذي قد يحدث؟ لن أفوت هذه الفرصة!
اقتربت منه بسرعة ووقفت أمامه بابتسامة مهذبة:
"سيدي، هل تبحث عن أزهار معينة؟"
ألقى عليّ نظرة باردة، وبدأت ملامحه تنقبض باستياء. للحظة، خطر ببالي... هل من الممكن أنه...؟
"سيدي، هل أنت لا تستطيع التحدث؟ لا بأس، إن كنت بحاجة لورقة وقلم، فأنا أحتفظ بهما هنا، يمكنني إحضارهما إن أردت."
لكن وجهه تهجم فجأة، وغضب بطريقة أربكتني. ثم نطق بكلمة واحدة قبل أن يستدير:
"ثرثارة."
وغادر، دافعًا الباب خلفه بقوة.
تجمدت في مكاني، أحدق بذهول نحو الباب المغلق. هل قال عني... ثرثارة؟! زبوني الأول! عبست بغضب، وتمتمت شاتمة:

أنت تقرأ
سِّيمفونِية الجَحِيم
Vampiriجزيرة انشئها أقوى زعماء المافيا بعيدة عن العدالة والقانون أصبح هو قانون على المجرمين والسفاحين والقتلة المأجورين حيث أنها جزيرة يخرج منها وحوشًا لا بشرًا يقترفون جميع أنواع الجرائم الشنيعة ، لا شرطة لا قانون، ولا حتى الجيش أستطاع دخول عالمهم ولا...