الفصل1:ذكريات

1 0 0
                                    

ضوء الشارع يسقط عليه عبر النافذة العالية و هو مستلق على سريره الفخم.
يدخن لفافته الاخيرة قبل النوم، و يتأمل خيوط الدخان كالأحلام سابحة في نهر الضوء، تأفل في فضاء القبو كالغياب.
كان يومه عاديا، كيوم اي قاتل عادي.
يغرق عند المساء في التعب، يفكر في ضحيته الجديدة غدا. و لكن ما الذي طير النوم من عينيه؟
ذنوبه المتراكمة؟
اعدائه؟
ابنته الوحيده؟
زوجته؟
"لا...لا"
قال هامسا باضطراب و رعشة.
فأطفئ لفافته...و راقب الضوء عبر النافذة مستلقيا يجتر يومه المتعب باسترخاء.
سمع في داخله صوتا مخنوقا صوتا يشبه نبرة هدوئه و راح يرسم الصوت كنوبات على الضوء فيختنق الصوت اكثر فأكثر، و يوحي إليه بالضياع و الوحدة.
و شعر ان الصوت المخنوق سيبوح اخيرا بفنائه، ممجوجا بلهجة تأنيب.
فضهر له على شكل ذكريات:

قبل 5 أعوام

عندما رآها كتمثال عاجي تستلقي أمام الباب و الدماء التي حولها توحي لك بالحزن و الفزع الشديد و ابنتها التي هرعت إليها بجنون باكيتا فرفعتها إليها و صرخت
"امي!!"
كان ذلك المنظر يذير في النفس الرهبة. فبكى دمعا فائرا و لم يجد مناصا برغم ضياع الحقيقة فعندما حملها بين ذراعيه و ذهب بها إلى أقرب مشفى و كان الجميع ينظرون إليه بصمت او قل يشمتون بعد أن عرفوا حقيقة عمله.
فآل به الأمر أن يخرج الطبيب من غرفة العمليات يعلن وفاة الزوجة. فترعرعت عينا الطفلة بالبكاء و سقط الرجل من الصدمة و الحزن.

الحاضر

و كاد يمضي الليل حتى اوقد أرواح هائمة مهبطة الوحي في ذاكرته، ففتح عينيه عنوة...غشاوة الدمع اسرف في التقاط الضوء، و هو يرمش ثم يمسح دموعه بكم قميصه الداكن عن وجهه.
فكان يحاول نسيان وجعه ببعض الذكريات السعيدة القليلة و التي لم تعد موجوده و تذكر اول لقاء له مع فكتوريا(زوجته) فأصبح يسترجع ذكرياته و هو يضحك بهستريه ممزوج ببكاء و دموع كان يخبئاها طوال هذه السنين.

قبل عشر سنوات

قبل عشر سنوات

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 01, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

karma:violetta's storyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن