" الفصل الثالث "

974 18 2
                                    

رواية العائلة.




الفصل الثالث.


" ليسَ لكَ خيارٌ فِيمّا أنتَ عليه ، لم يكُن لكَ خيارٌ في مَنٌ سَتكُون عائلتك ! ، كيف سَتكُون ملامحك وِتدويرة وَجهك ! ... ليسَ لكَ خيارٌ في الصوت الذي سَيسمعهُ الناس مِنك ! ، وَلا اللُغة التي تتحدث بها منٌ صِغرك ! ... يرتديك النهار كَشمسٍ وَ يتخلَّص مِنك اللّيل بإرغامك على النوم تعباً ، وَبعٌد كومة الفروض هَذه أصبح لك وَجهان ... وجهٌ بائس الصقيع يرسم لهُ عينان ، وَوجهٌ أنيق تُقابل بهِ المارَّة الأتعس مِنك ، وَالأوفر حَظاً ، وَلكنٌ لا شيء يظهر للِعلن غير " صورة إنسانٍ مُكتمل" ... لم تختر بِداية الحكاية وَلنٌ تختار نهايتها ، سَتتوقف عِندَ مُنعطفٍ لم تكُن تتوقعه ، لكنٌ كُن مُؤمناً أنَكَّ " لنٌ تتكرَّر ".

                  •••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

مرتّ الأيام حتيَ أصبحوا في نهاية الأسبوع ... إنُه يوم " الجمعة " لا يُوجد عَمل بِالشركة فَذهب جميع الرجال لِصلاة الجمعة وَعادوا يقضون هَذا اليوم بِرفقة بعضهم البعض بِالمنزل وَتبقتّ النساء وَ الفتيات في المنزل يحضرّون الطعام منٌ أجلهُم وَمنٌ أجل وصول " عزيز المالكي و أولاده " اليوم.
جلسوا الشباب بِالمنزل وَكانٌ برفقتهم " حمزة " فَ " هارون المالكي " يعتبرُه جُزء منٌ العائلة و يقضي مَعهُم كُل يوم جمعة منٌ كُل أسبوع.
كانٌ يجلس " رفعت برفقة فريد " في صالة القصر يتحدثون في أمور العمل ... وِ هارون في غُرفته ... للِمرة الأولي في حياتُه يشعُر بِالتوتر هَكذا ... يشعُر بِالتوتر لعودة إبنه الثالث ! ... سَيلقاه بعٌد فُراق دَامَ سَنوات عديدة ! ... الكثير منٌ المشاعر المُتخبطة داخلُه الآن ! ... سعادة وَ خوف وَ إرتباك وَ توتر شديد وَ حماس أكثر ... لكنٌ السعادة تطغي علي كُل شيء ... ظلٌ جالس علي مقعده الخَشبي في غُرفته يحتضن صورة إبنه بينٌ يديه ينظُر إليه بِحنين وَ إشتياق وَيُفكر في أموره ... كيف أصبح الآن ؟! ... هلٌ تغيرت ملامحُه أم لا ؟! ... وَكم أصبح عُمره الآن ؟! ... وَكيف يكُونوا أحفاده ؟! ... هلٌ سَيحبونُه كَمّا يحبهم هوَ ؟! ... وَ السؤال الأهم هُنا ... هلٌ سَيظلوا معُه إلي الأبد أم سَيعودوا مرة أخُري وَ يبتعدوا ؟!
أسئلة كثيرة تدور داخل عقلُه كَطاحون الهواء ... لكنُه لم يصل إلي إجابات وَلا يُريد إجابات الآن فَيكفي أنّ يري إبنه وَ يأخُذه بِأحضانُه وَحَسبّ !
إستمعَ إلي رنين هاتفُه ... فَأخذَ الهاتف فَوجدَ المُتصل السائق الخاص بهِ الذي كلّفّه بِأخذ " عزيز المالكي " منٌ المطار عِندَ وصولُه .. فَأجاب بِلهفة ولكنٌ ظلّ صوتُه ثابت هاديء.

هارون :: ألو يا سعيد.

سعيد :: عزيز بيه وِ أولاده طيارتهم وصلت يا باشا وَأنا في إنتظارهُم دلوقتِ يخرجوا منٌ المطار وَهَنيجي علي البيت حالاً.

رواية " العائلة " .. بقلم الكاتبة " شروق محمود ".حيث تعيش القصص. اكتشف الآن