هدُوء مَا قَبل العَاصفَة

230 32 6
                                    

الفَـصـل الخَـامِـس
.
.
.

عَادت الأمُور لمجَاريها بَعد ذلكَ "المَوعد" ،
فيلكس عَاد للتعَامل مَعي برَاحَة وعفويَته المعتَادة ،
لَم يَعد يَنتظرني لأنَام كَي يَأتي لحُضني بَل بَات هو مَن يَسحبني للسَرير ،
وأنَا أحبُ ذلكَ في الوَاقع،
الإستيقَاظ على وَجهه اللطيفِ وتعَابيره المرتخيَة والنَاعمَة كَالنعيم ،
حسنًا ربمَا أنَا مُعجَب به لكِن لَم ولَن أسمَح لمشَاعري أَن تزدَاد عن ذلكَ،
لَن أقع في الحُب مَع قَاصر! ثمَ لَن أسمَح لي بتَدنيسه وتَلطيخ برَائته،
أو عَلى الأقَل سأحَاول..

بتُ أكرَه عَملي في المنظمَة وكَثيرًا ما أتغَيب عَنه أو أترُك ضحَايا أحيَاء وحَسب ،
لطَالمَا شَعرت بالنَشوة في القَتل لكن الذرَة التى كَانت تريدُ مني التوَقف بَاتت أكبَر وأكبَر ،
كلمَا رَأيت فيلكس وفَكرت به أشعُر بتلكَ النشوَة تذهَب مَهب الريَاح ،
بحيَاتي مَا كنتُ مشوَش ومضطَرب هكذَا ،
ربمَا لأنني لَم أمتلِك شَخصًا لأقلقَ بشَأنه من قَبل،
أوَد فقَط الهَرب من كُل هذه الافكَار والتَعقيدَات،
أخرَجني من أفكَاري نقرٌ خَفيف على كَتفي ونَبرة مُحببة لي تحَادثني،

_ هيُونغ بخَيرٍ ؟

عينَاه القَلقة وشفَاهه العَابسة تلكَ تَجعلني اوَد الاحتفَاظ به لنَفسي فقَط ،
تَنهدت انفُض تلكَ الأفكَار بَعيدًا وجَذبته من خَصره أدفَن رَأسي ببطنه وهو وَاقف بينَ قدمَاي ،

_ هيُونغ بخَير ، مرهَق فقَط.

_ أمم هَل أصنَع لكَ حَلوى لتصبحَ بخَيرٍ ؟

لَم أُرد إبطَال حمَاسته تلكَ لذَا أومَأت مُبتعدًا عَنه أحَرره من ذرَاعاي وفورًا قَد ركَض للمَطبخ ولَحقته بدَوري ،
و حمدًا للهِ أنني فَعلت لأنَه حَرفيًا لَم يَستَطع الوصول لمعظَم الأشيَاء،
كَان يَدندن وهو يَتحرك هنَا وهنَاك يَخلط المَزيج الذى إتَضح كونَه برَاونيز ،

_ هيُونغ الفُرن من فضلك ~

قَهقَة خَافته غَادرت ثُغري في حينِ نَهضت لاضَع القَالب في الفُرن مُلتفتًا لأمسَح الدَقيق عَن خَديه ،

_ لَطيف ~ أذهَب لتَستحم أنتَ ملطَخ بكُل مكَان وأنَا سَأخرجهَا حينَ تنضج.

وبالفِعل غَادر فيلكس للغُرفة وعَادت الافكَار تَغزوا رَأس وتَنهشنِي بلا رحمَة،
كيفَ سمحتُ لنفسِي بإيذَاء ذلكَ الفَتى البَريء وكيفَ سيتأذَى أكثَر وأكثَر كلمَا بَقي بجوَاري ،
كنتُ أنَانيًا ورَغبت به لنفسِي ولَم أسمَح لَه حَتى بإتخَاذ القرَار ،
مَاذا لو كَان متضَرر من البقَاء مَعي وفقَط لا يوَد الحَديث؟،
مَاذا لَو كنتُ مصدرَ إزعَاج لَه ؟ ،
ثمَ إلى مَتى سَأبقيه بجوَاري بحجَة المَنزل ؟ ،
شَهرين ، ثلاثَة ؟،
ثمَ مَاذا ؟،
هو يتحَسن وبَات كَثير الخرُوج مَع أيَان وفَتى أخَر أيضًا ،
ويَوم بَعد يَوم ستزدَاد معَارفه وسأصبح منسيًا ،
مَا كَان يَجب عليَّ التَهور والانجرَاف بمشَاعري لتلكَ الدرجَة أبدًا ،
قَاطع حَديثي الدَاخلي ذَاك رَنين الفُرن بإنتهَاء المدَة لذَا نَهضت بقلبٍ مثقَل أخرجُ الصينيَة من الفُرن،
وعَن غَير قصدٍ لامسَ ظَهر يَدي مَعدن الفُرن السَاخن ،
لم أهتَم حقًا لذلكَ اللسعِ حينَ رَأيت فيلكس يَنزل بهُودي فضفَاض أبيَض وشُورت أزرَق أطوَل منه بقَليل،
بَدى مشعًا كالعادَة وشَعره الأبيَض المُبلل جَعله يَبدوا ألطَف وألطَف وبعبُوس أقتَرب مني بالمنشفَة والفُرشاة،

𝐀𝐧𝐠𝐞𝐥 𝐨𝐟 𝐃𝐞𝐚𝐭𝐡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن