love love love || VK

#4

"أنت تكذب كثيرًا"
لكني رفعت رأسي لأنظر له وقلبي رجف بخوف بسبب كلامه

"ما الذي.. تعنيه؟"
رجف صوتي بشكل طفيف، لا أعلم ما الذي بدأ بالتحدث عنه فجأة
لكنني متأكد أنه لم يعد يتحدث عن كذبتي حول الأريكة الآن
بل بدأ بالتحدث حول أمور أخرى
وكم أتمنى بداخلي ألّا يكون قد كشف أمري بأي طريقة
فقلبي على وشك التوقف بسبب هذا الرعب
فقد يكون يُظهر هذا اللطف والطيبة أمام مينسو فقط
وقد يُظهر وجهه الحقيقي لي إن علم بحقيقة هويتي

"أنت تكذب بأمور عدة، منذ لقائي بك وأنت لا تكف عن الكذب..
كذبات كبيرة، وكذبات أخرى صغيرة!
لكنك تكذب بكل كلمة تقولها"

"أنا لا أكذب!"
قلت بكل ثقة هذه المرة، من المستحيل أن أكشف أمري بأي طريقة

همهم ليبدأ بالنظر بالأرجاء، إلا أنه لم يبتعد عني بعد
ومازلت متوترًا مما قد يقوله
فسوف أقع بمصيبة إن لم يصدقني

"ربما كلامك صحيح، لكنني أشعر أنك تخفي شيئًا ما، وربما أنا مخطئ بهذا الشعور أيضًا، لكنني متأكد أن كذباتك جميعها بيضاء"
ضحك بخفة نهاية حديثه وشعرت بشعور غريب من كلماته

لم يبدو عليه الشر أبدًا
كان يخبرني أنني أكذب ليس لإيقاعي بالمصائب وفضحي،
بدا وكأنه يخبرني أنه شخص يؤتمن به، وأنني أستطيع مصارحته بأي شيء كان دون القلق منه أبدًا
بدا حديثه وكأنه يريد صدقي للتقرب منّي وليس لأي أمر آخر
فقد منحني عذرًا على الفور بنعت كذباتي بالبيضاء
وهي ليست بيضاء على الإطلاق

لم أقابل أحدًا من طبقتنا مثله في السابق
هذا هو ما يخيفني منه
لكنه صادق وطيب، أنا أشعر بذلك
كما وأنني أثق بمينسو، وأعرف جيدًا أنه من المستحيل أن يدع أحدًا خبيثًا داخل حياته
بل إن مينسو حذرًا للغاية لدرجة أنه لا يملك أي صديق عداي
ثقتي الكبيرة بمينسو هي من تجعلني أثق رويداً رويدًا بهذا الغريب، جونغكوك، والذي فجأة أصبح يأخذ حيّزًا داخل تفكيري بالرغم من أنني تحدثت معه لأول مرة البارحة

"أصبحت المائدة جاهزة!"
ابتعدت خطوة واستدرت للخلف عندما سمعت صوت مينسو
وهرعت بسرعة نحو المائدة لأجلس بجانبه
بينما لحق بنا جونغكوك ليجلس أمامنا

شعرت بشعور غريب ومريح بذات الوقت
لستُ معتادًا على الجلوس بهذه الأريحية على أي مائدة طعام
الطوابق والرسميات خانقة للغاية
لا أستطيع رفع رأسي عادةً بكل تلك الموائد

لكن الآن..
أجلس بكل راحة وسعادة بجانب صديقي مينسو، والذي لا يعلم حقيقتي، إلا أن إخفائي عنه لحقيقتي هو لجعله يرتاح بالتصرف معي
بينما يجلس أمامنا جونغكوك، والذي مازلت أجهل عمله ومنصبه وحتى عائلته
لكنه مرتاح، وكأنه مثلي أيضًا يهرب من تلك الموائد المليئة بالزيف والتصرفات الرسمية المزعجة