#6

4.1K 239 137
                                    








"إنها تنبعث مني أنا"

ضحك بخفة، لكن هذه المرة تعابير وجهه كانت مختلفة للغاية
لم يكن كالمعتاد عندما يضحك على أي شيء أقوله
بل أخفض رأسه ليغمض عينيه بخفة دون أن تمحى إبتسامته
وشعرت بتوتر فما يجب علي فعله الآن وأنا أمامه بهذا القرب وهو لا ينظر لي؟

رفعه بعد لحظات ليميل برأسه وهو ينظر بعيناي
جاعلًا من روحي تنتعش من جديد
"أنت صريح لدرجة تجعلني أتسائل إن كنت أستطيع مجاراتك!"

رمشت عدة مرات لأنظر بالأرجاء
كلامه غير صحيح على الإطلاق
"أنت من طرح ذلك السؤال، أنا أجبت وحسب"

استرقت النظر له لأجده يومئ برأسه وهو ينظر للأسفل وكأنه لا يصدقني
"إذًا، ما رأيك بهذا المنظر الجميل؟"
نظرت بالأرجاء لتتوسع ابتسامتي مجددًا، أشعة الشمس ليست قوية
ونسيم هواء خفيف منعش يحرك الزهرات وبتلاتها من حولنا

نظرت له بصعوبة بعد أن تحرّك من مكانه قليلاً لتضرب أشعة الشمس وجهي فقد كان يحجبها عني بوجهه سابقًا
"انظر، شعرك يتحرك مع نسمات الهواء"

ضحك بخفة ليشير نحو شعري
"حتى شعرك أيضًا"
أخفضت رأسي فقد أصبحت الرؤية صعبة بسبب أشعة الشمس

"تايهيونغ؟"
رفعت وجهي مجددًا لأنظر له، هو لا ينادي اسمي حتى
لكنها المرة الثانية التي يناديني بإسمي اليوم

"أشعر بالسوء أنني أرغمك على النظر لي بعد أن توقفت عن حجب الشمس عنك، لكنني فعلت ذلك عمدًا، هل رأيت عيناك مسبقًا تحت أشعة الشمس؟"
يخبرني أنني صريح ولا يستطيع مجاراتي بذلك
لكنه يقول بعدها هذا الكلام الذي لا أملك ردًا عليه

"لا يوجد سبب لأفعل ذلك!"
استدرت مانحًا ظهري له لأبدأ بالمشي بين الحقل بشكل عشوائي هاربًا من سؤاله ومنه فقد بدأ بإرباكي كثيرًا

لكن لحسن حظي تذكرت موعد عودتي هذه المرة
فلا يجب علي التأخر خاصة أنني لا أهرب عادةً بهذا اليوم وخرجت فقط لأقابله لهذا الوقت القصير

استدرت إليه لأبتسم عندما وجدته ينظر لي
ثم عدت للنظر للأسفل نحو خطواتي فالمشي بين الزهور صعب خاصة أنني أتفادى دهس أياًّ منها عن طريق الخطأ

"لنعود!"
"هل يجب عليك ذلك؟"
"نعم، هربت اليوم من والدي بالرغم من أنني لا أفعل ذلك عادةً بهذا اليوم"
قهقه فيبدو أنه تذكر
"صحيح، أنت تأتي كل أحد وثلاثاء فقط!"

بدأت أسلك الطريق الذي دخلنا منه نحو الحقل وأسمع خطواته خلفي
لكنه ليس قريبًا كالسابق، تفصل بيننا الآن مسافة كبيرة
ولا أريده أن يشعر على اهتمامي به، لذا اكتفيت بالمشي دون النظر له

love love love || VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن