زهرة فى مهب الريح
البارت الرابع
لكزة مؤلمة بكتفها اخرجتها من شرودها، استمعت لتأنيبه وبراكين غضبه التى لا تنطفئ بصمت متاحشية النظر له حتى لا تثير غضبه أكثر ولكن ذكره لهذا الاسم جعل كل خلية بجسدها تصرخ بندم وحسرة وهى تقبض على فمها بصعوبة حتى لا تنفلت إحدى تلك الصرخات فتعجل من عذابها.
عادل بغضب جحيمى : ريحاله، ايه حنيتى ليه، مش هو ده على الخروف ولا نسيتى، دلوقت بقا فى نظرك رجل وهيحميكى منى ادينى اخدتك من قدامه ولا قدر يفتح بقه.
أغلقت عيناها من جديد، وقد انسابت دموعها التى حفرت مجراها بقسوة على وجنتيها، تهمس بداخلها..
" على طول عمره رجل، انا ال مكنتش أستاهل واحد زيه، اه لو الزمن يرجع بيا تانى"
دوامة عصفت برأسها لتعود بها إلى الخلف تستند على ظهر الكرسى خلفها وعيناها غائمة بمكان اخر ووقت مضى.
عادت إلى غرفتها غاضبة حانقة من تصرفات أهلها بحقها، كيف يفعلون بها شيئا كهذا؟
زهرة وهى تتحدث لحالها بعصبية: يعنى بيجينى عرسان زى اى بنت زى زينب حتى وبيرفضوها مع نفسهم من غير ما اعرف، حتى حق ان احس انى مرغوبة حرموه عليا لا وكمان لو شايفين ان العريس مناسب هيوافقوا عليه من غير حتى ما ياخدوا رأى!
ايه الحياة دى، انا مش هقدر أكمل حياتى كده.
******
فى الجامعة كانت تجلس وحيدة لأول مرة بدون رفيقتها تجلس على العشب، أصابها بعض من الضجر، أخذت تجول بعينيها حولها، ابتسامه حالمة رسمت على وجهها وهى تتابع ذلك الثنائى من بعيد، أخذت تراقب يد تلك الفتاة وهى تلتف باصابعها حول كف الفتى بجوارها، لتستقر بالنهاية داخله.
لم تشعر بنفسها وهى تفعل مثلها تزامنا معها حتى استقرت يدها بكف يدها الأخرى.
نكست رأسها لاسفل وهى تتنهد بعمق.
"الحب حلو مش كده"
كان هذا صوت عاليا المتابعة منذ مدة.
" ما اعرفش، إذا كان حلو ولا"
عاليا وهى تجلس جوارها" فايتك كتير، امال فين النص التانى بتاعك مش واقفالك غفر يعنى"
زهرة بضيق" زينب غايبة انهاردة، وبعدين ايه وقفالك غفر دى كمان"
عاليا بخب.ث وهى تراها فرصة لا يجب أن تفلت من بين ايديها" مش عايزاكى تزعلى يا زهرة، اصل كل الدفعة عارفة ان زينب عاملة عليكى حظر تجوال"
زهرة بح.ده" لا طبعا ما فيش الكلام ده، انا مش عيلة ومحتاجة حد يحرسنى"
عاليا" انا بقولك ال الكل ملاحظة"
صمتت زهرة وهى ترى نفسها بالفعل تتشبث بها كطفلة مذعو.رة تتعلق بأمها.
ملامحها المنزعجة عيناها الشاردة، راقوا لتلك المراقبة كثيرا، اكدوا لها انها على الطريق الصحيح فيما نوت.
عاليا بمك/ر: خلاص فكك رووقى.
ارجعت رأسها إلى الخلف لستند على الشجرة بظهرها تنظر لها بحالمية مزيفة متابعة: خلينا فى موضعنا الحب حلو.
زهرة ببعض الحز.ن: صدقينى ما اعرفش.
عاليا: بس انا اعرف.
زهرة وقد انتبهت بكل حماسها لتنظر لها بلهفة تسالها: قوليلى.
عاليا: ايه.
زهرة: حلو.
_احلى حاجة فى الدنيا.
_عامل أزاى؟
_زى ال طاير فى السماء، عارفة احساس انك تاكلي ايس كريم فى عز الثلج هو ده الحب.
زهرة بانجذاب وفضول لحديثها: وايه كمان.
عاليا وهى تشير على ذلك الثنائى بطرف عينيها: عارفة اللحظة ال يدك بتدفئ فى ايد حبيبك، رجفه بتمشى فى عروقك لحد ما توصل للقلب بعدها بتحسى بدفء وان الأمان كله فى اللمسة دى.
زهرة بحالمية: وايه كمان.
عاليا أخذت تتغزل بالعشق ووصفه بمعسول الكلمات لم يأخذها اى رأفة أو رحمة بقلب تلك الزهرة الأخضر التى تركته يتلهف للمزيد.
زهرة دون أن تعى لكلماتها: تعرفى ان الحب ال وصفتيه احلى بكتير من ال بنشوفه فى التركى والهندي.
عاليا بضحكة ساخرة انعقد لها حاجبى تلك الزهرة: هههههههههههه ده اسمه لعب عيال يا ماما.
زهرة باندفاع: بس البطل لما باا.
صمتت ولم تكمل ليصل لعاليا طرف الخيط لتغمزها بعينيها : برضه لعب عيال، عندك واتس اب؟
زهرة تحرك رأسها بلا.
هاتى تليفونك وتعالى جنبى شكلك خيبة خالص.
جلست تشاهدها وهى تحمل التطبيق وشرحت لها طريقة التعامل معه.
عاليا: والنهارده يا ستى استنى منى لينك بالليل هبعته منه هتعرفى الفرق بين ال كنتى بتتفرجى عليه وفكراه حب وبين الرومانسية الحقيقية والعشق.
زهرة: ممكن اسالك سؤال عن حاجه بقالها مده محيرانى ومش قادرة اتكلم مع حد فيها وحاسة انك انتى ال هتفدينى.