زهرة فى مهب الريح
البارت السادس والأخير
*******
لم تاتى بابنتها من منزل اباها، شاردة به ذلك الشاب ذو الجسد المثالي طويل القامة عريض المكنبين قوى البنيان خصلات شعره المصففه بعناية بلونها البنى الداكن، أخذت نفس عميق وهى تتذكر تلك النظرة التى خرجت من بندقيه عيناه لتصيب قلبها مباشرة.
نزعت عنها حذائها بإهمال وهى تجلس على الفراش تبتسم ابتسامة صغيرة ضربت بيدها بخفه على جبهتها متذكرة أحداث هذا اليوم الأكثر من رائع بالنسبة لها.
بعد رحيل السكرتيرة، عادل بابتسامة نورتى أستاذة زهرة.
زهرة: مرسى، ممكن اعرف طبيعة شغلى هتكون ايه؟
عادل : اكيد، بس فى حاجة مهمة الأول لازم تعمليها قبل ما نبدأ.
زهرة وهى عاقدة لحاجبيها: ايه هى؟
عادل: تعتذرى.
زهرة بدون فهم: من ايه؟
عادل بتمثيل مصطنع وهو يمسك بكتفه بالم: من كتف الراجل الغلبان ال اخذتيه فى وشك وانتى داخله الصبح.
شهقة صغيرة مع وضعها ايدها على فمها تنظر له باعين متسعة تشير عليه ببلاهه متسائله: هو حضرتك.
هز رأسه بتأكيد وهو ينظر لها بتسليه فتلك الزهرة بها شئ ما يجذبه لها.
تلك الأعين التى تضاهى أعين القطط بلونها ولمعتها تنظر له بطفولية ورجاء محبب راقه كثيرا تعتذر منه كيف يقول لا؟!
عادل: اوك بس على شرط الاعتذار ده يكون معاه فنجان قهوة مظبوط تعزميني عليه فى البريك.
هزت رأسها له مبتسمة : اكيد.
عادل: ودلوقت اتفضلي معايا اعرفك على طبيعة الشغل وباقى الزملاء.
مكتبه ومكتب جميع العاملين بالقسم معه بنفس الدور بدون فواصل لذا كان من السهل عليه تعريفها بالجميع وأشار لها على مكتبها الواقع بالزاوية اليمنى فى مواجهته.
مر الوقت بهما سريعا وهو يشرح لها ماذا عليها أن تفعل وقد أبهرته حقا بمدى ذكائها وسرعة استيعابها حتى أتى وقت الراحة.
بالفعل اتجها لاحد الطاولات بالمقصف الخاص بالشركة.
عادل: برافو ذكيه يا زهرة أتمنى تفضلى كده على طول.
يحرك رأسه بشك متابعا تضايقى لو قولت زهرة كده من غير القاب.
زهرة بابتسامه ساحرة خجلة: اكيد لا أستاذ عادل حضرتك احنا زملاء وحضرتك رئيسى فى العمل.
عادل: لا حضرتك ورئيسى الاتنين سوا ما ينفعش بصى هنا كل الزملاء بيقولولي يا عادل أوك.
زهرة : أوك.
عادل: ممكن اسالك سؤال
زهرة: اتفضل
عادل :مش شايفة انك صغيرة على لقب مدام ده، يعنى مكتوب فى ملفك انك حديثة التخرج وسنك كمان صغير اوى على ده.
زهرة: انا اتجوزت فى أخر سنه اولى بالجامعه.
عادل: اه وليه الاستعجال ده.
تلبكت وتوترت فى جلستها لينظر لها بشك.
عادل: اسف لو اتماديت فى سؤالى، بس انتى من الشخصيات المريحة والكلام جاب بعضه.
زهرة: لا ابدا بس هو كان عريس كويس ومكنش وقتها فى سبب للتاجيل.
هز رأسه بتفهم ينظر لها بابتسامة.
عادل : البريك خلص يا لا بينا.
تهز رأسها وهى تخرج بعض النقود من حقيبتها.
عادل بحاجبين معقودين: بتعملى ايه؟
زهرة: هحاسب على القهوة.
عادل: زهرة أمشى قدامى ورجعى الفلوس مكانها.
زهرة: بس انا ال عزمتك.
عادل: لما ابقى سوسن ابقى حاسبيلى انتى يالا بينا.
تحرك امامها وهى خلفه تنظر لظهره برهبه تملكت منها هناك هالة محيطة به تجعلها لا تحيد بنظرها عنه.
عادت من شرودها تمسك بالحاسوب، ولجت إلى صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي بحثت عنه حتى وجدت حسابه الشخصى، أخذت تبحث بين الصور، عيناها تتنقل من واحدة لاخرى،تلك التى على الشاطئ والأخرى بأحد المطاعم مع رفقاته، واخرى يبدو أنه بملهى ليلى من الإضاءة والاجساد المتمايلة الواضحة فى خلفية الصورة.
وقفت على ايقونه إرسال طلب الصداقة، وحيرة اصابتها هل ترسل ذلك الطلب ام لا ليعمل ذلك الوسواس بعقلها مبررا لها الأمر.
"مديرك فى الشغل، عادى لما تبعتيله طلب صداقة"
قالتها وارسلته على الفور ، ليقبله بعد ثوان، لتضحك معلقه.
" هو قاعد على الفيس هو كمان ايه السرعة دى؟"
نظرت إلى الساعة على الجهاز.
"يا ترى سى على اتاخر ليه بقا، أوف هو مرة كان قايل حاجة كده بخصوص السنتر، مكنتش مركزة يالا مش مهم، البنت عند ماما يعنى انام براحتى اليوم كان طويل.
مرت الأيام تقارب كلا من عادل وزهرة بحكم وجودهم سويا بنفس المكان كما ساعدت تلك المحادثات التى تتم بينهم ليلا على موقع التواصل الاجتماعي على تقوية العلاقة بينهم تحت مسمى الصداقة، ليقص عليها عادل عن حياته وزيجته السابقه من ابنه عمه وقد كانت أقل بكثير مما يرغب ويحلم بفتاة أحلامه وإنه زواج مدبر بناء على رغبة والده لم يشعر معها بالحب لينفصل بعد عام من الزواج، لم يذق به السعادة يوما .
شجعها حديثه على البوح بما يعتمر قلبها تخبره بمدى البؤس الذى تعيشه مع زوجها ، تشعر كما أنها ليست متزوجه، كيف أن حالها مثل حاله فزوجها أقل منها بكثير في التعليم والمستوى وانها تزوجته بناء على رغبة والديها، وإنه ليس من كانت تطمح للزواج منه.
عادل: عارفة يا زهرة.
زهرة: ايه؟
عادل:مين هى فتاة احلامى ال نفسى ارتبط بيها.
زهرة ببعض الغيرة: مين، حد نعرفه؟
عادل: معانا بالشغل بشوفها كل يوم وبتكلم معاها بكره يوم الاجازة علشان بتحرم منها، كلامنا سوا على الفيس هو ال بيهون عليا وحدتى والفراغ ال عايش فيه.
زهرة باصبع مرتجف تخطو كلماتها بتمنى: مين يا عادل؟
عادل بعد صمت دام لدقائق جعل قلبها كمن يقلى بالزيت: انتى.
صمتت تحاول تستوعب ما قرأت، ليكمل عليها دون إعطاء فرصة لالتقاط أنفاسها.
ياريتنى عرفتك من زمان يا زهرة، انتى ال ذيك حقها تعيش ملكة متوجة تأمر تطاع ، الدنيا كلها تكون تحت رجليها، انتى ال ذيك ما يمشيش على الأرض.
زهرة: انت بتقول ايه يا عادل؟
عادل: بقول ال مش قادر اخبيه انا بحبك يا زهرة وعارف ومتاكد انك كمان بتحبينى.
زهرة: انا متجوزة.
عادل: لا انت لا محصلة متجوزة ولا مطلقة مش سعيدة معاه قلبك مش معاه مستعدة تفضلى الباقى من حياتك كده بالوضع ده، تعالى يا زهرة نورى دنيتى ونعيش سوا الحياة ال اتمنناها وايامنا ال حلمنا بيها وعشنا عكسها مع الشريك الغلط، وافقى وانا هقف فى وش الدنيا دى كلها عشانك.
زهرة بتردد: سبنى افكر يا عادل، قرار زى ده مش سهل عليا ان اخده فى دقيقة، لاحظ ان عندى بنت صغيرة.
عادل: خدى وقتك بس وحياة عادل عندك بلاش تقتلينى وتسمحيله يقرب منك يا زهرة انا نار بتنهش فى قلبى كل ما بتخيل انكم مع بعض فى مكان واحد.
أغلقت دون أن تجيب شاردة به ، يدخل على من الباب دون أن تشعر به ينادى عليها أكثر من مرة حتى انتبهت له.
زهرة: ايه فى ايه بتزعق ليه؟
على: ما فيش انا بس كنت بنادى وانتي ولا انتى هنا، اومال فين رقيه؟
زهرة: عند ماما.
يقترب منها طب كويس يجلس جوارها يمرر يده على ذراعها هامسا: وحشتينى.
تقم من مجلسها: وانا تعبانه وعايزة انام.
قالتها وتدثرت بالغطاء جيدا تاركه اياه ينظر لها بخيبة فليست تلك زهرة التى أحبها وارتبط بها.
مرت الايام، لم يجعلها عادل تغيب عن عينيه ولو لحظه كانت كلما رفعت رأسها له تجد نظراته مسلطه عليها، يستدعيها من الوقت للاخر، يدعى عدم انتباهه وهو يشير لها على الملفات ويده تلمس يدها لتنظر له بشك يبادلها هو برفع كتفه مؤكدا أنه عن غير قصد.
الشيكولا التى تجدها كل يوم على مكتبها بانتظارها،
الهدايا التى تصلها بالبيت، رسائله من حين للاخر على الواتساب بالعمل يشاكسها.
"وحشتينى"
ترفع رأسها له ترى تلك الابتسامة اللعوب على وجهه لترد عليه.
" ما انا قدامك"
"بس مش فى حضنى "
نظرت له ببلاهه ليغمز لها بمشاكسه.
رقص قلبها فرحا لتلك الأفعال التى تعيشها معه لأول مرة.
حتى جاء احد زملائها وهى تستعد للرحيل يسألها بخصوص شيئا ما بالعمل ليسخر على حاله بعدما اوضحت له ما يريد بطريقة ظريفة اضحكتها واشعلت النار بقلب ذلك المراقب، لتخرج من المكان بعدما ألقت سلاما عليه بعيناها لم تتلقى جوابا منه لترحل وهى محتارة بامره .
وقفت أمام المصعد ما أن خطت للداخل، تفاجأت بدخوله خلفها وقد أغلق المصعد عليهما، لتكن تلك المرة الأولى التى تكن بها بمفردها معه، نظرت له مشدوه ونظرته كانت لها غامضة ما هم المصعد بالحركة ليضغط على زر الوقوف ، يقترب منها وهى تتراجع إلى الخلف ليحاصرها بين ذراعيه، هامسا لها بصوت منخفض حاد دافئ وحنون بنفس الوقت.
" اول واخر مرة يا زهرة اشوفك بتضحكى مع راجل تأنى غيرى فاهمة"
هزت رأسها بطواعيه، ذبذبذت قلبه بالاخص بقربها المهلك له، ليميل عليها يسرق قبلته الأولى منها، يسند جبهته على جبهتها وهى مغمضة العينين والضمير مبعثرة المشاعر.
"مش قادر ابعد يا زهرة مش قادر وافقى بقا وافقى"
زهرة بصوت مبحوح: موافقة.
عادل: ايه؟
زهرة تنظر له باعين تلمع بالعشق وهو البطل الخيالى الخاص بها، عاشت معه كل ما تمنت وهو بعيد فكيف يكن قربه اذا؟! لتنطق مرة أخرى .
زهرة : موافقة يا عادل مش هضحك على نفسى اكتر من كده انا بحبك يا عادل بحبك.
أخذها بين ذراعيه بقوه يحتضنها يستنشق عبيرها المحرم عليه بإنتشاء .
ينظر لها بقوة بعدما أخرجها من احضانه: يبقى من انهاردة مش هتباتى على ذمته اتصلى عليه يجئ على بيت ابوكى يطلقك هناك.
زهرة: بس.
عادل: من غير بس خلاص مبقاش ينفع تكونى على ذمته مش هسمحلك ترجعى لبيته تانى يالا بينا.
زهرة: واهلى هقولهم ايه؟
عادل: انا معاكى ومش هسيبك.
***
بعد وقت تقف زهرة أمام البناية بعدما هبطت من سيارة عادل.
زهرة ارجع انت وخليك بالعربية لحد ما انا اتكلم معاه يا عادل.
عادل: مش هسيبك لوحدك معاهم.
زهرة : بلاش انت فى البداية علشان مايعاندش ويطلق على طول .
صوت الهاتف بيدها يرن.
عادل : مين ده؟
زهرة: احمد اخويا، ثوانى، الو ايوه يا احمد كلكم فوق طيب ثوانى انا جايه سلام.
نظرت له : اتجمعوا فوق انا طالعة ليهم، استنى هنا وانا اول ما هحتاج ليك هرن عليك.
هز رأسه بايماءه صغير.
بعد وقت بالأعلى.
الصمت هو المسيطر على المكان، يقطعه على متوجها لها يسألها من جديد لعله ما استمع له كان خطأ.
على: عايزة ايه؟
زهرة بقوة وثبات وتحدى: عايزة أطلق.
والدتها: ليه يا بنتى.
والدها: لو فى مشكلة نحلها على طيب وبيحبك.
زهرة وهى تنظر لعلى وانا مش بحبه ومش عايزاه.
احمد: ايه ال أنتى بتقوليه ده انتى اتجننتى.
زهرة: ما تنساش انى اختك الكبيرة يا دكتور يعنى تكلمنى باحترام.
والدها: انتى خليتى فيها احترام لحد، وعايزة تخربى بيتك ليه يا زهرة هانم.
زهرة بلا مبالاة لقلب ذلك الرجل الناز.ف أمامها وهى تضع على جر.حه الملح: هو كان خربان من الاول يا بابا جوازه غير متكافئة فى كل حاجة، فعلشان كده يا على بقولك بهدوء ومن غير شوشرة وفضايح طلقني، انا مش قبلاك يا على هتقبلها على نفسك.
والدتها: يا بت اعقلى حتى علشان خاطر بنتك تتربى مع ابوها وما تتحرمش منه.
زهرة: لا هى اول ولا اخر بنت ابوها وامها يطلقوا.
لو اطلقنا يا زهرة مش هسيبلك بنتى الي رمياها لأمك من الأساس وو.
لم تدعه يكمل حديثه لتجيبه بما صعقه وصعق الاخرين: مش عايزاها، خليها معاك انا كده كده كنت باخد وسائل منع حمل علشان مخلفش منك تانى.
والدتها: يا بت ايه ال جرالك اعقلى وبوسى راس جوزك واستسمحيه.
زهرة بوقاحه: لا ده انا دلوقت ال عقلت خلاص فاض بيا من عيشته ال تقرف كفاية اوى لحد كده.
على: انتى طالق يا زهرة طالق ..
قالها وأخذ ابنته من بين يدى جدتها ورحل من امامهم، يخرج من البناية شارد يشعر بالثقل الخيبة والحزن لم يعى لذلك المتابع له بابتسامة وقد فتن هويته على الفور ليخرج من سيارته موقنا بأنه الوقت المناسب لصعوده.
بينما بالأعلى.
وقفت ثابته بمكانها لثوانى عقب خروجه مهما كانت الأنثى تطالب بها ولكن وقع تلك الكلمة على أذنها صعب.
"طالق"
أمسكت بها والدتها يدها من ذراعها: ايه ارتحتى دلوقت ارتحتى لما اطلقتى، عملتى كده ليه.
احمد: استفدتى ايه يا زهرة ليه كده على رجل محترم خسرتيه يا زهرة.
والدتها: لا نسيبه يومين يهدئ وابوك يكلمه هو والحج كامل ويتصالحوا ولا ايه يا حسين.
الحج حسين بنظرة ثاقبه لبنته: مين ده ال علشانه هدمتى بيتك يا زهرة، تأنى مرة توطى رأسى فى الأرض يا ترى علشان مين المرة دى؟
"السلام عليكم "
التفوا لهذا الصوت القادم من الخلف.
احمد: مين حضرتك؟
عادل: عادل المصرى مدير زهرة بالشغل.
حسين : وياترى الاستاذ جاى هنا ليه؟
عادل: اطلب ايد زهرة منك.
حسين: انا بنتى متجوزة، اسف معنديش بنات متجوزة.
عادل: بس انا عارف انها لسه مطلقه.
حسين: هترجع لجوزها يا ما بيحصل بين اى اتنين وهيتصافوا.
زهرة وقد فاقت على حالها: مش هرجع لعلى تانى يا بابا.
حسين : يعنى ايه؟
زهرة: انا بحب عادل وعايزة اتجوزه.
صفعة تلقتها على وجنتها من اخاها لتسقط والدتها على المقعد جوارها وقد غابت عن الوعي، لتميل الى الخلف على اثرها يمسك بها عادل حتى لا تقع.
احمد بعصبيه: شيل ايدك من عليها بقولك.
قالها وهو يزيحه الى الخلف بعيدا عنها ثم أمسك بسكين صغير بجانب طبق الفاكهة على الطاولة يهم بتسديد ضربه له بيده توقفه يد اباه.
حسين: بلاش يا بنى، توسخ ايدك، هما الاثنين ما يستهلوش تضيع نفسك علشانهم.
ينظر إلى ابنته: انتى عايزة تروحى معاه، موافقة على طلبه.
هزت رأسها مسرعة.
" يبقى تخرجى بره بيتى، واعملي حسابك بمجرد خروجك من الباب ده مش هيتفتح فى وشك تانى، وقتها كل ال هيسالنى هقول بنتى ماتت، فاهمة يا زهرة، ماتت"
اهتز ثباتها عقب سماعها لتلك الكلمات توقعت ان يثور يغضب يضربها ولكن ان يتبرأ منها يقصيها عن حياتهم لأنها حبت عشقت .
فى محاولة لاستماله اباها لها ومنحها الفرصة لشرح موقفها: بابا.
حسين: اوعى تكملى، انا ماليش بنات الا اذا بعدتي عن ال واقفه بين ايديه من غير حياء ولا خشاء وبوستى راس جوزك ورجله وطلبتى منه السماح.
وضع يده على كتفها لتنظر له باعين دامعه، ليحركها باتجاه الباب خارجين منه سويا يهمس لها .
" كله بيتصلح ولما نتجوز ويشوفوكى مبسوطة معايا هيرضوا عنك ويصالحوكى فى الاخر هما مالهمش غير سعادتك"
هزت رأسها له تتذكر تلك الفترة فى بداية زواجها من على وكيف تحدثوا معها بعد حملها وسعادتهم بولادة اول حفيدة لهم"
مرت الأيام حتى انقضت شهور العدة كانت فى تلك المدة تجلس زهرة بأحد الشقق المفروشه وقد استأجرها لها عادل ، لم يبخل عليها بمعسول الكلمات ورسائل الغزل الصريح بها وبجمالها شوقه لها، الهدايا التى كان يغدق بها عليها مشاكسته لها بالعمل، لم يمهلها لحظة للتفكير فيما فعلت وما خسرت.
اليوم التالى مساءا عند مكتب المأذون تم عقد القران، لياخذها ويرحل سريعا بسيارته.
زهرة بسعادة: هنحتفل بجوازنا فين بقا؟
عادل: فى البيت يا قلبى.
زهرة: انت مش قولتلى انك حجزت لينا فى مطعم على النيل هنقضى السهرة هناك.
عادل يمسك بيدها يقربها من فمه، يلثمها بشوق: بصراحة كنت ناوى اعمل كده بس بمجرد ما المأذون قال" بارك لكما وبارك عليكما "
وانا مش قادر خلاص حبك أتمكن منى يا زهرة شوقى ليكى عدى الحدود، انتى مش مشتقالى ولا ايه.
هزت رأسها بخجل.
عادل بغمزة يبقى على بركة الله.
دلفت إلى باب الشقة محمولة على ذراعيه لم يمهلها فرصة لمشاهدتها واستكشافها منطلقا بها إلى غرفة النوم مغلق الباب خلفه بقدمه.
مر بهما الوقت بسعادة يغدق عليها عادل بعشقه وعلى الرغم من عنفه الا انه راقها وللغاية حتى أتى ذلك اليوم ، قامت بتوضيب امتعتهم للسفر إلى الجونا لقضاء شهر العسل.
عادل: جاهزة يا حبيبتى.
زهرة: اه خلاص يا حبيبى يالا بينا.
عادل وهو يقترب منها: ما نخليها لبكرة وتعالى اقولك كلمة سر.
زهرة بدلال: عادل بطل بقا .
لعن بصوت واطئ جعلها تضحك وهو يستمع إلى صوت جرس الباب.
عادل اشوف مين بس هادم اللذات ال على الباب الأول وبعدها رجعلك يا جميل، خرج من الغرفة ليغيب بعد الوقت يعود بابتسامة.
عادل: زهرة ماما واخويا بره جاين يباركوا تعالى سلمى عليهم.
زهرة: اكيد يالا بينا، خرجت معه متشابكى الأيدي لتنظر والدته إلى أيديهم بسخط وعدم رضا، تقترب منها زهرة ترحب بها بحرارة بادلتها الأخرى إياها بفتور، تميل بعدها على عادل الجالس جوارها تاركين زهرة تتجاذب اطراف الحديث مع أخاه.
والده عادل بهمس: بقا هى دى ال سبت بنت خالتك علشانها وما رضتش تتجوزها؟!، على الأقل التانية بنت بنوت وعارفين اخلاقها كويس تسيبها وانت مطمئن ، مش وحده رمت بنتها وجوزها وراحت لراجل تانى وأهى قاعده تتساهر مع اخوك ولا على بالها كأنها تعرفه من سنين، نايم جنبها ازاى يا بنى ومديها الأمان.
تهجم وجه عقب حديث والدته لتبتسم هى بنصر لنفسها تعلم طبع إبنها الحامى وغيرته العمياء هى فقط أشعلت الفتيل، تعلم أنها لم تخطئ بكلمه ستترك الباقى له.
انتهت الزيارة، ليغلق عادل الباب عقب خروجهم. زهرة بحسن نيه: مامتك لطيفة اوى حسيت انها مضايقة شوية منى بس لاجل عيونك كله يهون.
عادل: واخويا؟
زهرة: ده حته سكره.
عادل: عجبك؟
زهرة: اوى، شاب دمه خفيف ذكى لماح بجد ما شاء الله عليه.
دوى صوت صفعة قوية على وجنتها أسقطتها أرضا من شدتها، نظرت له بصدمه وهى تضع يدها على خدها.
زهرة بتهته: عادل، ايه ال انت عملته ده؟
لتعلى صوت صراخها متابعه
" عملت كده ليه انطق ؟
رفعها من على الأرض وهو يقبض بخصلات شعرها من تحت حجابها حتى وقفت فى مقابلته.
عادل بفحيح: صوتك ما يعلاش فاهمة؟
هزت رأسها برعب منه وهى تراه ملامحه المخيفة تلك لأول مرة.
عادل: مش مكسوفة من نفسك وانتى بتتغزلى فى راجل تانى قدام جوزك.
زهرة: ده اخوك.
عادل:راجل ولا مش راجل ولا انا مش مالى عينك يا هانم فقاعدة تتغزلى فيه قدامى.
فى الفترة التى امضتها معه علمت أنه طبعه يغلب عليه الغيرة لذا بررت له موقفه سريعا.
زهرة: اسفة يا عادل غلطة ومش هتتكرر.
عادل: لا ما هى لو اتكررت رد فعلى مش هيعجبك يا زهرة،بس فى البداية لازم عقاب صغير ليكى، ارجعى غيرى هدومك ما فيش سفر ، قدامى واتغزلتى فى اخويا أومال لو غفلت عنك شوية ارجع الاقيكى ملبسانى العمه.
زهرة: انت اتجننت ايه ال انت بتقوله ده.
عادل وهو يمسك بفكها: ايه يا ختى هو انتى نسيتى انك عرفتينى على الخروف ال كنت متجوزاه، بس انا مش ذيه .
صمتت بعدما وجهه لها القدر اكبر صفعة تلقتها بحياتها.
عادل وهو يجذبها خلفه من ذراعها نحو الغرفة ودلوقت هعرفك قيمة الراجل ال معاكى، لتأخذ ثانى صفعة لها وهو يذيقها عقابه بطريقته الخاصة وقد تفنن باذلالها وحديث والدته وحديثها عن أخاه لا يغادر مخيلته.
********
بعد يومين من الصمت التام بينهما، تقرب منها من جديد يراضيها يخبرها عن مدى عشقه وهوسه بها كيف أن الغيرة اعمته وان ما حدث لم يكن بوعيه، لترضخ له وتقبل اعتذاره.
زهرة وهى تضع احد حبات العنب بفمه: دولا هو احنا كده المفروض من بكره هنرجع الشغل.
عادل بضيق: امممم.
زهرة: مالك يا حبيبى.
عادل: ما تسيبك من حكاية الشغل دى، وارتاحي فى البيت ملكة لازمتها ايه المرمطة والبهدلة بس.
زهرة بتعقل: ده تعب سنين مذاكرة يهون عليك تعب زهرة حبيبتك يروح كده وبعدين الشغل ده كيان للست.
عادل: كيان الست فى بيت جوزها، بعيد عن حد يسمعها كلمه كده ولا كده ولاحد يضايقها بكلمه حتى.
زهرة: ده لو انا بعيد عنك بس احنا سوا مع بعض تحت عنيك ولا ايه.
عادل: مش عارف بطاوعك ليه.
زهرة وهى ترتمى بين ذراعيه: علشان بتحبنى.
عادل وهو يشتد بضمها: بموت فيكى.
*****
باليوم التالى بالعمل وبعد قاما الزملاء بتهنئتهم بزواجهم رغم همهماتهم وتهامسهم عليهم، جلست على مكتبها ليأتى لها زميلها يبارك لها بزواجها يقدم لها وردة بيضاء كلافته منه راقتها كثيرا واشعلت نار الغضب بزوجها بعدما تبين هوية ذلك الزميل وإنه هو نفسه من تبادلت معه اطراف الحديث وضحكت على حديثه سابقا.
توجه لهم بسرعة، امسك بالزهرة من بين يديها، دعسها تحت اقدامه، وقد لفت نظر جميع الموجودين.
الزميل: ليه كده يا أستاذ عادل؟
عادل: انا مقبلش ان مراتي تقبل هدايا من حد وخصوصا الورد مفهوم ولا لا نظر للجميع وياريت كل واحد يحط لنفسه حدود وهو بيتعامل معاها بدل ما هيكون فى تصرف تانى ما احبش ان الجأله.
شعرت بالخزى من تلك النظرات المسلطة عليها لتأخذ حقيبتها وتخرج مسرعة ، دلفت إلى المصعد بدموع، وصل إلى انفها رائحة عطره لتتحدث دون أن تلتف وقد علمت بوجوده خلفها: جاى ليه ورايا، المرة دى مش هقبل اى عذر منك، انت احرجتني خليت شكلى زبالة قدام الموظفين هوريهم وشى تانى ازاى بعد كده.
بالفعل اغلق عليهم المصعد متحدثا بسخرية: وشكلى انا ايه لما الهانم تاخد بعضها وتمشي من غير ما تاخد أذنى كانى هواء شفاف.
زهرة التفت له بصد.مة: ايه؟ هو ده ال فارق معاك، انت مش طبيعى مش طبيعى.
عادل: وال كنتى واقفه معاه ومقضياها تسبيل وورد هو ده ال طبيعى.
زهرة: ده زميل وبيباركلى.
عادل وقد بدأ لا يستمع لها من الأساس: وانا اقول متمسكه ليه بالشغل اتارى الموضوع فيه زميل يعنى راجل تانى فى دماغها.
زهرة بصراخ: ايه ال انت بتقوله ده انا يستحيل اعمل كده.
عادل وهو يمسك بفكها: قولتلك صوتك ده ما يعلاش وما تعشيش الدور عليا انتى ناسية انى قربتلك هنا وفى نفس المكان ده وانت مسلمانى نفسك على الآخر وكنتي على ذمة واحد تانى، اسمعي علشان شكلك قدام زمايلك وعلشان تعرفى انى بفكر فيكى انا هقدملك استقاله باسمك ليا وهقبلها.
زهرة بدموع: طلقنى يا عادل طلقنى.
مسح على وجهه عدة مرات يهدى نفسه تحت نظراتها المرتابه من تصرفاته، فتح باب المصعد تحاول الخروج سريعا منه، ليمسك بها سريعا يسحبها خلفه متوجها نحو سيارته.
عادل: على فين يا حلوة، مش عيب تخرجى قبل جوزك.
زهرة: تقف أمام السيارة تقاوم زجه لها للصعود ببكا :سبنى أمشى يا عادل وكل واحد يروح لحاله.
عادل: على فين ان شاءالله وابوكى متبرى منك.
زهرة: فى اى مصيبه بس سبنى يا عادل.
عادل دفعها بقوة: ناظرا لها بغضب : يبقى فى راجل تانى فى حياتك يا هانم وانا بقا هعرف بطريقتى هو مين.
أغلق الباب بعن.ف بعدما صعد هو الأخر، يقود بسرعة جنونيه حتى وصل إلى منزله.
دلف بها إلى الداخل، يدفعها دفعا حتى سقطت على الأرض.
ينزع عنه حزام بنطاله ويمسكه بيده يتقدم منها ببطئ مميت: مين هو.
زهرة: والله ما فى حد.
عادل وهو يهوى على جسدها بالحزام: اومال قوة قلبك دى جايبها من فين يا بت حسين، انطقى.
قالها تزامنا مع ضربة أخرى من حزامه ، صوت هاتفها صدح بالارجاء، لينتبه ذلك الواقف إلى شئ ما، يمسك الهاتف بسرعة يجد رقم مسجل باسم هالة، يفتح المكالمة وعندما تأكد من إنه صوت انثى أغلق الهاتف بوجهها وأخذ يبحث بين جهات الاتصال لديها وعلى الواتس اب.
ينظر لها باعين جحيمية: ايه الرجالة دى كلها.
زهرة بر.عب : دى أرقام زمايلى فى الشغل والله حتى ما بكلم حد فيهم على اى موقع.
عادل: ما هو ده ال ناقص كمان.
امسك بالهاتف وأخذ يدعس به تحت قدميه حتى أصبح اشلاء.
زهرة: انت بتعمل كده ليه، حرام عليك.
عادل: مش هو ده التليفون كنا بنسهر عليه سوا تشكيلى همك وهم عيشتك مع الخروف قبل ما يجي من شغله.
أخذت تلطم على وجهها بندم متمتمة: انا ايه ال عملته فى نفسى ده، ايه ال عملته فى نفسى ده.
اخذ المسافة بينهما بخطوة يمسك بيدها التى تلطم وجهها: قائلا بوعيد سبيلى انا المهمة دى.
زهرة بنحيب: طالما انا ست مش كويسة سبنى لحال سبني.
عادل: للأسف بحبك وما اقدرش استغنى عنك بس قادر اعيد تربيتك من اول وجديد.
لتكن تلك البدايه الحقيقية لجحيمها نوافذ وشرفات موصدة من الداخل بالواح خشبيه، أصبحت تلك الشقة الفارهة سجنها الذهبي، لا هاتف لا تلفاز وباب مغلق بالمفتاح عقب خروجه وعودته، وعقاب لا ينتهى ما أن اخطأت بكلمه، ما أن تذكر فعلتها وكأنها فعلت ما فعلت مع أحد أخر غيره،غيرته من الهواء ما أن تنفست حتى عنفه فى العلاقة تحول بالتدريج لسادية ازهقت روحها