.زهرة فى مهب الريح
بقلم مروة حمدى
حلقة خاصة
*******
أصوات عالية وضجيح يتخلله ضحكات صغار أخرجها من شرودها، شبح ابتسامة رسم على محياها وهى تعود بذاكرتها لتلك الأيام، عندما كان اكبر مخاوفها ان تحصل رفيقتها زينب على فانوس جديد اجمل من خاصتها، تعالت الاصوات من حولها، هناك من ينادى على الآخربالوقوف فى محاذاته ومن يطلب احضار الحبال ذات اللون السماوى لتكون فى المقدمه، مناداتهم على الجيران لفتح النوافذ والشرفات لتعليق الحبال.
" واضح ان زينة رمضان السنة دى هتجيب الشارع من اوله لأخره"
هكذا همست لنفسها ببسمة صادقة، لتتأهب حواسها عند سماعها لصوت احدهم يطلب منهم الحرص فى رفع الفانوس حتى لا يتضرر قبل ان يتم تعليقه فى المنتصف.
دفعها فضولها لمعرفة كيف ستبدو زينة الحى و كيف هو شكل الفانوس الجديد ، تحركت بكرسيها تجاه النافذة بغرفتها، رفعت يدها وفتحت النافذة بصعوبه بسيطة، اقتربت منها حتى يتسنى لها الرؤية لتتراجع بظهرها للخلف تغمض عينيها بألم تتساءل بخوف ماذا لو راءها أحدهم كيف ستكون نظراتهم لها؛شفقة، نقم، تحقير أو حزن؟
اخرجها من صخب أفكارها، فتح باب غرفتها، لتبستم وهى تعرفه هوية الدالف، فهو لا يتركها تختلى بنفسها ساعة واحده على الاقل.
تتساءل بحيرة، معروف ان الأطباء دائما منشغلين يقضون معظم اوقاتهم بالمشفى والعيادات الخاصة بهم، فلما الوضع مع اخاها مختلف؟
تجزم أنه يكاد لا يتحرك من المنزل ملاصق لها يشاكسها دائما يتحدث بلا انقطاع بمرح لم تتخيله أبدا به وهو الطالب المجتهد جاد الشخصية، لا تنكر أنها سعيدة بهذا التقارب بعلاقتهما ووجوده إلى جوارها.
احمد وهو ينظر لأخته من الخلف يتابع شرودها بألم، تنفس بعمق وهو يسترجع حديث صديقه فؤاد المتابع لحالة زهرة منذ خروجها من المشفى بعد ذلك الحادث المشئووم.
فؤاد: اسمع يا احمد انا مش هتكلم عن حالة زهرة من الحالة العضوية لان زى الدكتور المتابع ليها ما وضح ان بعد العمليه هتحتاج جلسات علاج طبيعى ومع العزيمة والارادة بالتدريج هترجع تمشى من تانى، انا ال هتكلم معاك فيه هو الحالة النفسية الخاصة بيها ودى ال هتأثر بشكل كبير على حالتها العضوية زى ما انت عارف.
احمد: والعمل يا فؤاد؟
فؤاد: بعد ال قولتهولى احب اقولك ان الموضوع كله فى أيديك انت واهلك.
احمد: ازاى ؟
فؤاد: زهرة هتتوقع لوم معاتبة تقليل منها ومن أخلاقها اتهامات كتير هتتوجه ليها غضب عليها منكم لو مكنش بالفعل هيكون بالنظرات على الأقل ده غير انها هى نفسها شايفة أنها مذنبة وتستحق العقاب ده حتى لو وصل الأمر انكم تضربوها.
احمد بزهول: نضربها؟
فؤاد وهو يحرك رأسه بتأكيد: اه ما تنساش أنها طول فترة جوازها التانى كان ده هو الأسلوب ال بتكفر بيه عن اى غلطة عملتها، بس مش هى دى المشكلة الوحيدة.
احمد وهو يبتلع ريقه بصعوبه: فى ايه تانى ؟
فؤاد: المريض فى وضعها ده بيكون حساس فحتى المعاملة الكويسة معاها هتزود احساسها بالذنب ناحيتكم.
احمد بحيرة : والعمل؟
فؤاد وهو يعود بظهره للخلف: ما تسبوهاش لافكارها غصب عنها ما تخليش الفكر يشدها لوراء للى هى عملته، من غير كلام بالفعل فهموها ان الله غفور رحيم وان لسه المستقبل مفتوح قدامها كلنا بنغلط محدش معصوم من الغلط بس المهم نتعلم من أخطاءنا، أختك مش محتاجه جلسات تأهيل نفسى اختك محتاج لعيلتها تسندها وتقويها محتاجاكى انت بالذات تكون سند ليها فهمتنى.
احمد وهو يهب واقفا من مكانه يهب للخارج: فؤاد خدلى اجازة من المدير من غير مرتب.
فؤاد وهو يضع يده خلف رأسه ينظر فى اثره: اخدتهالك من امبارح يا حبيبى بس نسيت اقولك.