اعجبتني

54 5 0
                                    

يقولون ستُثلِج، ألديك خبر؟
ماذا سنفعل بالثلج؟
هناك اقتراحات كثيرة:
ربما سنرتجف برداً، ولا نجد ما يدفئنا، ولا من يدفئنا!
ربما ستغيب الكهرباء، وهي دوماً غائبة، حسناً، غيابها اليوم يمكن أن أصفه تجاوزاً بالشّاعري، فلتأخذ راحتَها، اليوم مع الثلج سأرحّب برائحة الشموع وقبسها الذابل.
ربما ستكون ليلة مثلِجة، مما يعني ألّا نقصد أعمالنا ومدارسنا غداً، انظر.. هذا أفضل اقتراح، وليلاً، إن جافانا النوم لأننا ننتظر الثلج يمكن أن نفرقع بعض الفوشار أو نفصّص البذور واللحاف فوقَنا وعينانا على الشباك، نفتحه كل حينٍ راضين بالبرد لنتفقّد هل أثلجت أم لا.
ربما تُثلج حقاً، ويُكسَى ما حولنا بالبياض، أيمكننا عندها تكوير الثلج ورميه على بعضنا؟ إن لم نستطع، سيكفينا على الأقل جمعه ضِمن كفّينا وتشكيلُ قلبٍ صغير به، هذا القلب سيشبه قلبك، بحجمه الضئيل، وبرودته، لم أقصد قصف جبتهك، الموضوع سِلمي، سأكمِله كذلك..
ماذا سنفعل بالثلج؟
يمكننا أن نكره صقيعه ونشفِق على أطرافنا الباردة وعلى كل مَن يستقبلونه في العراء، لكن دون أن نكرهه بذاته، يمكننا أن نعشق الطريقة التي يهطل بها، لأنه يهمي بصمت، ووقار، وكبرياء، وثقل، في هذه أيضاً يشبهك، ها قد مدحتك لأراضيك بعدَما ذممتك قبل قليل، الرائع في الثلج أنه يمكنني اتخاذُه حجة لأراسلك وأطمئن عليك، سأكتب في رسالتي:
يقولون ستثلِج، ألديك خبر؟ وهل أثلجَت عندك حقاً أم لا؟ أتشعر بالدفء؟ طمئنّي، انهض وأعدّ كوباً من مشروب ساخن، أنا أشربه الآن، فلنرتّب أوقاتنا ولنحتسِه في اللحظة ذاتها، مهما كنّا بعيدَين، ندين بكل هذا التواصل للثلج، سواء هطل، أو لم يفعل!

#الكاتبة_رغد_النابلسي

اقتباسات متنوعة 📚📚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن