"يشـعر المـرءُ أحيـاناً بعـد حصـوله علـى ما يريد، أو وصوله حيـثمـا يريد؛ بـشعـورِ يشـبه عدم الاستـحقـاقيـة، حيـنمـا يبـدأ بـالنـظر لـبعـض من حوله ممَّـن عانوا أكثـر منـه للـوصول، وحيـنمـا يتـعثَّـر أصغـرَ تعـثّر يُفـقِدُهُ جزءً من اتزانِه، فـيرى أنّه وصل لـمكـان لا ينـاسبـه، وأن من حوله أفضـل منـه وأكثـر ملاءمة هنـا، أما هو فـمجـردُ دخيـلٍ أدَّت الصُدَفُ إلى وصولِهِ حَيـثُ هو الآن، مثـل هذه المـشاعر يصـعب السَّـيطـرة علـيهـا لأنّهـا لا تتـشكَّـل لـسبـب خارجي، بل تتـكوَّن بِـسبَـبِ تفـكيـره الدّاخلـي، ونظـرته العـامة لـنفـسه وقدراته ومؤهلاته، ولِـمَا هو قادر وعدم قادر علـى فعـله، ولـكيـفَ يرى الوسط المُـحيـطَ به.
يَتَـسبَّـب مِثـل هذا الشُّـعورٍ بِـقلَّـة ثقـة في النَّـفس ،وعدم اعتـزاز ،أو افتـخار بـالإنجـازات الشَّـخصـيّـة، كمـا يسـبب إحسـاساً مصُـاحبـاً بـالنَّـقص رغم التَّـقدُّم، وبِـمحـاولة دائماً للـوصول إلى الكـمال المَـرجو، ومحـاولة إثبات النَّـفس بـعدَّة طرق قد لا تكـون صحّـية، مثـل الضَّـغط علـى النَّـفس وَوَضعِـها في مواقِفَ صعـبة لا طائلَ منـها ظنَّـاً منـه أن هذا سَـيشـعرهُ بأنَّه قد بذل جهـداً يسـاوي ما بذله مَن حوله لـيسـتَطـيعَ الافتـخار بِمـا هو فيـه مثـلهـم."