البـارت الأولّ

9K 174 3
                                    


تقدمت خطوة زياده من ورا الباب على أمل
تسمع شي من الحوار ..
لكن للأسف صوت همسات عجزت تميز الكلمات
تنهدت بقهر و رجعت للمطبخ ..
هتان بصوتها الطفولي :نوره أبي مويا
نوره تفكر ليش خالي جاي ؟ معقوله يبي يأخذنا ؟
لا مستحيل هي تركتنا وحنا صغار هالحين حنتّ علينا ؟
هتان بصوت اعلى : نوره
نوره اللتفت لها : هلا هلا
هتان : ابي مويا ممكن ؟
نوره : طيب ياقلبي
دخل محمد وعلى ملامحة العصبيّة :خلصت القهوة؟
نوره بتوتر : اي اي واخذت الصينية ومدتها له
كانت بتسأله عن الي جالس يصير
لكن نظارات محمد ما كانت تطمن ان الوضع بخير ..
محمد اخذ القهوة و اتجهه للمجلس وهو يحاول يكتم غضبّة .. مهما كان هذا خاله ، اخو أمه مهما صار .. الخال سعود بصوت عالي :
انتو ما تحسون ؟ اقول لكم امكم امكم تبيكم
خالد وهو يهز رجوله :خالي الله يطول بعمرك ، تكلمنا بهالموضوع
اكثر من مره ، امي الي هان تتركني انا واخواني بعد ما توفى ابوي بشهرين وبغضب : خالي شهرين
تركتني وعمري ما يتعدى ١٢ سنة مع اخواني وهالحين لما كبرنا و واجهنا الحياه بكل ما فيها ؟
تبينا نسامحها !
الخال سعود : ادري ان امكم غلطانه و ادري بكل شي وقلت لها هالكلام قبل ١٨ سنة ، مردك لعيالك
بس ما سمعتني ! بدت رضى ابوي عليكم .. بس يوم جت لبيتي و طلبتني اتوسط لها عندكم
توقعت انكم بتحنون على امكم !
و تسامحونها لكن صدمتوني يا عيال منصور !
محمد اللتفت بحده : الا طاري ابوي !
خالد : المهم ياخال ! لك الاحترام و الحشيمة
وجيتك هذي اسعدتنا و زين امي ذكرتكم ان لكم
عيال اخت .. لكن
قاطعه الخال سعود : الا هالشي ياخالد !
انت كنت كبير و فاهم ! و تذكر اهل ابوك شسوو فينا
محمد بقهر : من فعايل اختكم
ابوي توفى ما صدقت تركتنا و راحت تتزوج
الخال سعود : اخطت بس ما كفرت الزوج من حقها
وهذا انتو عايشين بخير و امان و كبرتو
و الي تزوج والي تخرج ما عليكم قاصر !
محمد وقف وبحده : لا صادق ما علينا قاصر وبخير !
لانك لا انت ولا اختك شفتو الي شفناها ،
نروح من بيت لبيت زوجات عمامي ما استحملونا
وانا ما الومهم لان امنا ما استحملتنا !
شلون بنات الناس يستحملونا !
انتو ما تدرون عن نوره وهي بعمر ٧ سنوات
تطبخ لنا !
ما تدرون ان خالد وماجد يشتغلون من الصبح لليل عشان
يوفر لنا الريال بدون منّة عمامي !
ما تدرون عن الايام عشناها و شفناها وإذا حنا بخير
هالحين الفضل لله ثم لخالد وماجد .. و هالحين يا ليت اذا خلصت كلامك تتفضل .. حنا مشغولين
سعود بصدمة : تطردني !
محمد : مثل ما طردتونا لما جيناكم لبيتكم
سعود بغضب : انت ليش تنبش بالماضي ؟
و تذكرني بكل لحظة قلت لك يا ابن الحلال
حنّا غلطانين و جاين لكم نبي السماح و نبيكم تجون تعيشون ببيت جدكم و خيره مع امكم و خالاتكم و عيال خوالكم !
و تتركون هالقاطعه !
١٨ سنة مرت ما طفى غل قلوبكم ؟
محمد بقهر : والله ١٨ سنة وهي تزيد !
ما نقصت
وطلع بغضب .. الخال : وانت ياخالد ؟
خالد : كلامي من كلام محمد ، و ياليت نسكر
هالطاري ، اذا بتجي تشوف بناتها
حياها الله ، بس خواتي ما يدخلون بيتكم .. الخال سعود : بيت جدك يا خالد !
خالد : قصدك البيت الي وقفنا عنده لا ملابس
ولا شي جايين نبي بس مكان ننام فيه و طردوني ؟
الخال سعود :
ياخالد جدك كان مقهور من ابوك وعمامك !
انت تعرف الي بينهم من سنين !
كيف وقتها بيدخلكم بيته و عمامكم يحالفون
و يتوعدون !
خالد : ما هو عذر يا خالي ، أقلها كان ترك
امي عندنا
الخال سعود : ما ندري عن ذيك الفتره !
يمكن اهل ابوك رفضو امك تعيش معكم
خالد بحرقه : سالت سالت هالسوال كل عمامي
حلفتهم بالله اذا هم كانو السبب بالي
صار لنا ، قالوها و بسخرية : قالو ما لنا دخل بالمره و عيالها ! حنا مشكلتنا مع ابوها
ولا نبي نفرقهم ونحرق قلبها عليهم !
الخال سعود تنهد بقلة حيلة : اجل انا استاذن
ياوليدي و فكرو بالموضوع اكثر من مره .. وحنا نتنتظركم باي وقت .. الخال وهو طالع صادف ماجد ينزل من سيارته .. ماجد بوقتها ما انتبه له ..
نزل يأخذ الأغراض وهو يغني بصوت قصير ورايق .. الخال سعود وقف وهو يتأمله و الذكريات ترجع
فيه سنين ورا .. ماجد لما انتبه له بصدمة : خالي
سعود : اهلين ياماجد شلونك
ماجد : زين الحمدلله .. وانت بشرنا عندك
وعن صحتك وعن جدي؟
سعود : كلنا بخير الحمدلله ، وامك بخير .. ماجد تنهد وهو يتجاهل اخر كلمة .. سعود : ما هقيت قلوبكم قاسيه يا عيال
منصور
ماجد بعد صمت دام لثواني : من الي شفناه
يا خال .. !
اتجهه لسعود لسيارته وهو يفكر كيف
بيقول لا اخته .. صح انها كانت متوقعه يردونها ، بس مو كلهم !
مو كل عيالها ما يبونها .
-
في بيت الجد ..

يا فهد صرت أشرب الماء ولا يقطع ظماي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن