أيُعَدّ انتحارًا؟

46 11 14
                                    

SELF HARM

« متى كانت آخر مرةٍ حاولتي الانتحار فيها؟! »

« مالذي تتفوه به!؟ بالطبع لم أقم بذلك قط! »

« إذن...أريني يدكِ.... »

رفعت كُمّ سترتها الواسعة والطويلة الأكمام لتظهر جميع آثار الحياة على أوردتها
« إذن كيف تفسرين هذا؟ »

أنزلت بصرها للأسفل قائلةً
« هذا لا يعد انتحارًا... »

___________________________

لطالما كنت أرفض فكرة الهروب من الواقع بالانتحار، أعني ليس فقط بسبب تحريمه، بل أيضًا لا أرى بأنه حلٌ مناسب، كيف يعتقد الإنسان بأن الموت هو الحل وسبيل الراحة دون حتى أن يقوم بتجربته

رغم مروري بالعديد من المعضلات في حياتي إلا أنني لم أفكر بشيء كهذا من قبل، من المستحيل بأن أخسر دنياي وآخرتي في لحظة يأس.

كنت دائمًا أسخر من الذين يعلنون بهذه الأشياء، وأرى أنهم يفعلون ذلك فقط من أجل لفت الانتباه والحظي بالاهتمام.

حتى مررت بفترة من حياتي حسنًا لن أقول بأنها كانت أسوأ من غيرها ولكن لنقل بأنني كنت قد وصلت لأعلى مراحل السأم والضجر من حياتي، فأصبح أولئك الذين أسخر منهم، أفعل ما كنت منهم بسببه استهزئ...

وبالرغم من ذلك فأنا لم أقل بأنني فكرت في الانتحار حتى الآن... لقد كنت أحاول إخراج جمّ غضبي على نفسي، كنت أعتقد أن الراحة في إيذاء نفسي التي قد جُرحت احشاؤها الداخلية قبل أنسجة جلدها الخارجية.

كنت إذا سُئلت عن محاولتي للانتحار قبلًا فكنت أجيب بالنفي

« مالذي تتفوه به!؟ بالطبع لم أقم بذلك قط! »

فيصبح الذي أمامي يتعجب من حديثي وينظر إلى سبب سؤاله مستنكرًا، كنتُ لا أرى بأن هذه تعدّ محاولات انتحار، ولكن كنت ادري بأنها ذنوب تكتب في سجلي لإيذائي نفسي التي وهبها الله أمانة لي.

كنت استغرب ممن يفعلون ذلك فاكتشفت بأنها تشبه التدخين، ألا يدري المُدخن بأنه يضرّ رئتيه بسلوكه ذلك؟ أم هو يستمتع باستنشاق اول أكسيد الكربون السام؟

يسرني القول بأنه ليس كذلك، إنها عادة سيئة اعتاد عليها ولم يقدر على التخلي عنها، الأمر سيان بالنسبة لموضوعنا..إنها عادة سيئةٌ نتجت بسبب لحظة ضعف الإنسان وقلة إيمانه وعقله، انسان يشعر بالقهر لظلمه وعدم مقدرته على استرداد حقه وما مضى له فيقوم بالانتقام من نفسه التي كانت ضحيةً للشيطان الذي استغل ضعفها فوسوس إليها ليقلل إيمانها بربها.

إن جاءتك تلك الأفكار فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وابحث عن مساحتك التي تخرج بها مشاعرك المكبوتة، لكل إنسان مكانٌ هنا فإذا جئتني فأهلا بك♥

"هِيَ حَيَاةٌ"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن