6:00Am
لقد ذهب ظلام الليل بالفعل..وأذن المؤذن لصلاة الفجر..كنت طول الليل في عراكٍ مع ذكرياتي حتى أنني قد حرقت الكثير من السعرات داخل جسدي فشعرت بالجوع، ذهبت إلى المطبخ وقررت تناول شطيرة جبن
أخرجت بضع أشياء من الثلاجة وجهزتها خارجًا لسبب مجهول، لا أدري لماذا لم أتناول طعامي فورًا.. خرجت وذهبت إلى غرفتي وبدأت بتسريح شعري فجأة رغم أنه لا يحتاج إلى ذلك
فتحت بعض المقاطع الغير هادفة على الهاتف وأصبحت أشاهدها بينما أسرح شعري وحين انتهيت منه شعرت برغبتي في طلاء أظافري، حسنًا أنا لا أقترب من هذه الأشياء عادة ولكن واتتني رغبةٌ ملحةٌ في ذلك لا أدري لماذا
بدأت بتقليم أظافري بالمبرد الذي استعملته أخيرًا في وظيفته دون شيء آخر، حين انتهيت نظرت إلى أظافري وجميعها متساوٍ في الشكل ونظيفة، انتقل نظري إلى زجاجة طلاء الأظافر
تذكرت بأنني سوف أقوم بالعبث في المطبخ ولذا إن طليت به أظافري فسيتوجب علي الانتظار حتى يجف، ولكن لا أدري في لحظة ما تخليت عن الفكرة وخرجت قاصدةً المطبخ
اتجهت ناحية الخبز والجبن وقمت بإعادة كل الأغراض مرة أخرى إلى حيث كانت دون تذوق شيء منها حسنًا الكسل يغلب الجوع أحيانا، ثم أغلقت جميع أضواء المنزل الغير ضرورية واتجهت إلى سريري، لن أنام اليوم لأنني حين ذهبت لأخذ الدواء الذي اعتبره بمثابة منوم لي، اكتشفت بأنه لم يتبقَ سوى قرصٍ واحدٍ وهو غير كافٍ
أنا الآن على موعد مع نفسي، أحاول جاهدة أن أردعها عن محاولة تذكيري بأشياء لا أرغب بتذكرها ولكنها لا تتوقف، ويعود ذلك الشعور وكأن جبلًا على صدري وأرغب باستفراغ قلبي، أنا لا أقوم بالتعبير مجازًا ولكن هذا شعوري بالفعل!
ذكريات الماضي والحاضر والمستقبل تتجمع داخل رأسي، أفضل أمنياتي فى هذه الأوقات تكونُ برغبتي في الدخول في غيبوبة طويلة فتمر هذه الأوقات أسرع، ولكن ألن ترافقني الكوابيس في الغيبوبة؟
مضى وقت طويل على وجودي بالمنزل، أنا لا أعلم كيف يكون الطقس بالخارج.. أخبروني بأنه متقلبٌ فلم يبدأ الصيف بعد..ورغم ذلك فأنا قد أخرجت ملابسي الصيفية منذ وقت طويل...ربما لأن المنزل أحيانًا يكون أدفأ من الخارج
هل يا ترى كل طعنةٍ تصيب قلبي أحصل مكانها على حسنات في ميزاني؟ في الحقيقة هل حارس السجن يأخذ سيئات عوضًا عنها عند الله؟ في الحقيقة هذا ما يشغل تفكيري بالفعل..أيعقل بأنني لستُ مظلومة وحلال ما يحدث لي؟...
ولكن أنا لم ارتكب أي جرم..
بأي ذنب سُجِنت؟
أنا أحاول جاهدة أن أكون صالحة فلماذا يحدث ذلك؟
الإجابة هي أن الله إذا أحبّ عبدًا ابتلاه
ولكن ابتلائي كبيرٌ يا الله وأنا لم تعد لدي طاقة لأي شيء
لقد ٱتُهِمتُ بإثمٍ عظيم...لا أستطيع التخطيّ بسهولة، ليس وكأنني تخطيتُ أي شيء مما مضى..ولكن الآن ضعفي يؤثر على حاضري ومستقبلي..ما يزيد ألمي شعوري بالذنب تجاه من حولي، الجميع يبذل جهده من أجلي ولكن يا الله أنا لا أستطيع التحمل.. الجميع يتألم لرؤية حالي وأنا لا أريد هذا، ولكنني لا أستطيع حتى التظاهر بالسعادة، وحتى إن فعلت ذلك فأصبحُ نهاية كل يومٍ كما أنا عليه الآن
7:40Am
عيناي الآن تؤلمانني وأشعر برغبة في إغلاقهما، ولكن النومُ عسيرٌ عليّ، كثرة التفكير ستؤدي بي إلى الجنون، وهذا ليس بيدي ويحدث رغمًا عني..التفكير بأنك أضعت مرحلة كاملة من حياتك لأجل من يتهمك في النهاية بالتقصير، هل ذهب كلُ هذا سدًى؟ أعلم بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.. ولكن ألمي كبيرٌ يا الله
أنا لم ولن أحزن على أي أنسٍ مهما كان في حياتي، ولكنني أشعر بالحسرة على نفسي التي صبرت وتحملت كثيرًا ونهايتها كانت بهذه الطريقة..لقد أرادت فعل الكثير.. أرادت تجربة الكثير.. لماذا حُرمت من أبسط حقوقها؟
ما عساي سوى أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل وما أجري إلا على اللهانتهى
التعليقات مفتوحة لإخراج المشاعر المكبوتة
أنت تقرأ
"هِيَ حَيَاةٌ"
Novela Juvenilمُجَرَّدُ مِسَاحَةٍ لِـتَفْرِيغِ الْمَشَاعِرِ الْمَكْبُوتَةِ..