قبل بضعةِ أشهرٍ بدأت بنشرِ مقالاتٍ تدل على فترة كنت أمر فيها بأزمات نفسية، كانت مقالاتي قصيرةً جدًا مقارنةً بما كنت أمر به ولكن لم تكن لدي الإمكانية حتى بأن أكون وحدي أعبر عن مشاعري.
كنت مراقبةً أخافُ من ظلي ومن داخلي أرغب بالصراخ، حتى أثناء نومي لم أشعر بالأمان وكأن مسبب الرعبِ سيهجم عليّ وأنا نائمة.
بعد تلك الفترة وبعد اختفاء مسبب أزمتي النفسية، أعتقدت بأن الأمور ستعود إلى مجاريها وستتحسن حالتي ولكن اكتشفت بأن فترة التخطي تكون أصعب من فترة الابتلاء نفسه.
في تلك الفترة كنت أخدع نفسي بإخبارها أنها سعيدة ولكن فليشهد الله أنني كنت أسير في الشارع وأنا أتحدث إلى نفسي، كانت تصيبني حالة غريبة خلال النوم، كنت أجدني وأنا نائمة يتم الأحكام على فكي فأجدني أكز على أسناني حتى أسمع صوتها على وشك التحطم، كان أسوأ مافي ذلك أنني أسمع صوت احتكاك أسناني ببعضها فما استطيع فعل شيء سوى أن أدعو الله بألا تتفتت الاضراس ناحية فكي، ناهيك عن الألم الذي كان يصاحب رقبتي وفكّاي بعد الاستيقاظ من هذا العذاب.
بحثت كثيرًا في ذلك الأمر وكان له تفسيرات علمية وأخرى روحانية، من الناحية الروحانية فيقولون بأن ذلك يكون الجن الذي يلازمك أثناء نومك، أما من الناحية العلمية فكانت حالة تصاحب الإنسان حين يمر بضغوطات نفسية وفي النهاية انتهى الأمر بأخذي أدويةً للإكتئاب.
لا أذكر أن عقارات الاكتئاب كان لها أي تأثير عليّ ولكنني كنت أتناولها بناء على طلب أمي من خلال وصف الطبيب، حسنًا لم تكن تضرني في شيء اذا لا بأس من أخذها.
وأكره الاعتراف بذلك ولكنني في تلك الفترة كل ما كنت أحتاجه صدرٌ أصرخ فيه وأخرج جميعَ ما كتمته بين أضلعي، ولكن من سوء حظي تزامنت تلك الفترة مع بداية سنتي الأخيرة بالمدرسة، كما يقولون إنها ليست مجرد سنة دراسية، بل إنها تحديد مصير ومستقبل وإلخ..
أذكر أنه في أحد المرات من تلك الفترة كنا في أحد التجمعات العائلية وكنت مستلقيةً بتعبٍ على السرير، فلقد كان يومًا مشمسًا ومليئًا بالصراخ بحكم افتعالي أفعالًا خرقاء.
كانت أمي بجواري لا تكفّ عن الصراخ ولومي بينما أفراد العائلة يحاولون تهدئة الوضع بينما كان عقلي في مكان آخر من الأساس، كنت أفكر في الأمور التي حدثت معي الفترة الماضية لتعود لي مشاعر تلك الفترة بينما أمي بجانبي مازالت تثرثر وتوجه تُهم الباطل لي ولكنني لم تكن لدي الطاقة حتى للدفاع عن نفسي.
أمي تصرخ بجانبي وأصوات أفراد العائلة يشاركون في الحديث وعقلي مزدحمٌ بالفعل بمشاكل أخرى، كنت أتعرض للضغط من جميع النواحي فقمت من مكاني وانا أصرخ بأعلى صوتٍ لدي بأن يخرس الجميع.
أنت تقرأ
"هِيَ حَيَاةٌ"
Ficção Adolescenteمُجَرَّدُ مِسَاحَةٍ لِـتَفْرِيغِ الْمَشَاعِرِ الْمَكْبُوتَةِ..