خنجر البلعوم
لا أبكي بقدر حُزني إنما أبكي بقدر حجم خيبتي
وبقدر صمتي، حين لا أُجيد الكتابة وقُدرة التعبير عمّا في صدري
إنني أبكي لِأُترجم حُروفي على هيئة دموع
أستثقل الحديث عمّا في صدري
من أين أبدأ؟ وكيف أبدأ؟ ومع منّ أبدأ؟ ولماذا أتحدث؟
وهل يُجدي حديثي نفعًا؟
تساؤلات تجعلني أرفض فكرة التحدُث تمامًا
إن المواساة لا تروق لي
وتوضيح ضِعفي لا يروق لي
وكوني أتلقى نظرة الشفقة لا تُناسب إمرأةً مثلي
تمضي حافية في درب مليء بالشوك والسكاكين ولا تنزف
إمرأةً لو أنقسمت إلى خلايا مُحطمة
تنهض من كُل خلية إمرأة قارئه
إمرأة كاتبة
إمرأة تصنع الكثير
بِلغة فقط
-
لذَلك إنني أُطلق على الحروف العنيدة
خناجر البلعوم
لأنها حقيقةً هي ليست أحرُف
إنمّا نُواح وتأوُّه وتألُم وأنين
لا يخُرج إلا على هيئة أحرُف عنيدة