فراشة
أكره وقت ما بعد مُنتصف الليل
وقتٌ مُكتظّ بالحُزن
تستفيق الذاكرة
وتسترجع ذكرياتها السيئة
وتُحادث قلبي بإن يشتاق لذِكراه
ويحنّ لإشخاصٌ قد مضوا وتوارو
بين الزِحام، بين الحشود، كأنهم غُرباء
ويُقرر قلبي أن يَعتب على أُناسٌ لا يحقّ لي عِتابهم
ولكني بالرغم من ذلك
أصنع قهوتي
أختار كتابٌ لهذه الليلة
وأستعين بِقلمي ودفتري
وأجلسُ وحيدة في غُرفتي بين نبتاتي
أقرأ تارة، أشرب قهوتي تارة، أكتبُ تارة
أُهذبُّ قلبي تارة، أبكي تارة
إلى أن يحينَ الصباح
وأتعرّى من حُزني
ومن تَعبي ومن تفكيري ومن مُعاناتي
ومن الليل المُتكظّ بِأنين قلبي
ومن كُل شيءٍ كان سبب لمسرحيات قلبي الوهمية
ومن كُل شيءٍ جعل من فؤادي محطٌّ للحُزن
-
في النهاية
إنني إمرأة حديديّه، أبكي من حُزني لوحدي ليلاً
ونهارًا أخُرج مُبتسمةً بهيّةً مُفعمة بالنور
وكأنني من شدّة تَخفُفي من الحُزن
فراشةً في بُستان، أو عصفورٌ على غُصن شجرة
أو ألوانُ الطَيف في سماءٌ مُمطره