Part 2

3.7K 168 52
                                    


Enjoy 🌺

"أهذِهِ هيَ النهاية؟"

استيقظَ لِيام من نومِهِ في الفجر، يتجهّزُ للذهابِ إلى المدرسة. ارتدى بنطالهُ الكُحلي محاولاً جعله يبدو مرتباً قدر المستطاع، ولَبس قميصهُ الأبيضَ الذي يحافظ عليه كما لو أنّه قطعة قيّمة. هو بالفعل كذلك للصبي. فقد عانى حتى اشترى قطعتين ليذهبَ بها إلى المدرَسة.

مدرَسَتهُ مدرسة حكومية أي أنّ قسطها قليل، وفقط يدفع عند الولوج. لكنّها لم تكن كباقي المدارس يُتَّبعُ فيها قوانين تُرتِّب نظامَ الأولاد وتُقيِّمَهُم، فبالكاد يستطيعُ أن يسيطرُ الأساتذة على التلاميذ، فهم غير منتظمون ويتصرّفون بعشوائية. ولا يبقى مكان للتصرف في حال حدوث حادثة كتعرّض أحدٍ للتنمّر أو للضرب.هذه الأشياء تحدث في الخفية ولو حدثت في العلن لن يأبه للاستغاثة أحد.

مشى بخفّة نحو المطبخ لكي لا يوقظ أمَّهُ، فهو يعدُّ الطعام لها كل صباح قبل أن تستيقظ، والسبب أنَّهُ لا يريد التعرّض للضرب. فمرّةً غلبه النعاس واستيقظ على عجلة وذهب ليلحق بالدوام، وعند عودته تلقى ضرباً جعله يغيب يومين من التعب.

انتهى من تحضير كلِّ شيء، نظر إلى المائدة المرتّبة يتنفَّسُ الصعداء.هذا الفتى لم يتذمّر في حياته، أساساً لم يكن لديه شخصُ ليستمعَ لمعناته ولا قريب يستطيع مشاركته هذا.

خرج لِيام من المنزل من دون تناول الفطور فهو ليس جائع، أو هكذا يشعر. فجسده بحاجةٍ للغذاء لكن نفسيّه ليست كذلك.

وصل لأبواب المدرسة المصدئَّة، والتى على وشك الاهتراء من التَّلف. كان الملعب مليءٌ بالتلاميذ، والضجيج يعمُّ المكان، لطالما كانت الأماكن المزدحمه ما يَبغَضُه الفتى الفُستُقي، والتخفّي عن الأنظار كانت واحدة من أمنياته نظراً لأنه يعاني اضطراباً اجتماعي.أي أنَّه يهابُ المجتمع ومن فيه.
وصل لصفِّ حصَّتهِ الأولى ،الرياضيات، حسناً هو يجيدُ حلَّ مسائل الرياضيات المعقَّدة لكنّهُ لا يُطيقُ المعلِّمة فهي دائماً ما تبحث عن أصغرِ الأشياءِ لتوبِّخَهُ.

دَلَفَ الطلّاب إلى الصَفِّ كُلُّ يجلِسُ مكانَهُ لحين قدوم المعلِّم، فلا زالَ هُناكَ خمسةُ دقائق عل بِدأْ الحصَّة.

كان لِيام مشغولٌ بالنظر إلى خارجِ النافذة عندما شَعَرَ بوخزٍ على كَتِفِهِ. نَظَرَ إلى صاحب الأصابع التى كادت أن تُحدث بِهِ فجوة من شدة ضغطها عليه، كان ماكس، المتنمِّر الرئيسي عليه، أو الرأس المُدبِّر كما يُلَقِّبونه.

كان يقف وينظر بسُخرية لليام وعلى وجههِ ابتسامةٌ خرقاء."هل أطعَمَتكَ أمَّكَ الحليب اليوم؟ لأنَّهُ حَسَبَ ما أرى لازلت صغيراً". تكلَّم بنبرة استهزاء، فهو كلَّما وَجَدَ فرصة ألقى عليهِ بالكلمات السيئة أمام باقي زُملائه ليحرقَ كبرياءَهُ.

Mafia's Sonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن