Part 13

1.5K 97 14
                                    

Enjoyy💓



كان ليام يمشي في أروقة المدرسة الّتي تعجُّ بالطلّاب نحو مكتب المدير. هو لا ينكر أنّه متوتر ولكن رُغمَ ذلك هو لن يغفل عن الحق ويعلم أنَّ ما قام بفعله ليس إلا ردّة فعل دفاعاً عن نفسه.
كانت الأفكار تجولُ برأسه يفكّر ما إذا كانت علاقته بوالده متوتّرة أم هي فقط لحظة عابرة، هو يلومُ نفسه ويخافُ بأن تكون ردّة الفعل قبل قليل لا تستحق كلَّ هذا. وهو فقط محقون منَ الأحداث الأخيرة.
وصل مكتب المدير وطرق الباب طرقاً خفيفاً يُعلن وصوله.هو غير متأكّد ما إذا سمعهُ المديرُ أصلاً.
"تفضل". لقد سمعه.
دخل ليام وأعينهُ على الأرض في البداية غارقٌ بالتفكير لكنّه سرعانَ ما رفعهُ لينظُرَ إلى الجالس أمامَ مكتب المدير ورجلهُ فوق الأخرى يُحدّقُ به بسكون مخيف.
ارتاب ليام لمنظرِ والده والّذي لا يشبهُ والدهُ الذي يعرفه.
"ليام تفضل". أومأ له المدير ليجلس على الكرسي المقابل لوالده الذي لم ينبس بأي حرف حتّى الآن. هو قرّر ترك زمام الأمور للمدير،ليفهم ما حدث مع ابنه.
"وصلتني شكوى بحقك ليام والسيّد فولكوف هنا جاء بناءاً على طلبٍ منّا". أردف المدير برزانة ينظرُ إلى ليام الشّارد. وما هذه المشكلة بحق الّتي تدعو لوجود والدي؟
لم يفصل إدوارد نظرهُ عن ليام يدرُس تغيُّرَ ملامحه من التوتر إلى الصدمة.والمدير أكمل قائلاً.
"لقد تشاجرت مع أحد الطلّاب في صفّك، لقد اشتكوا لي منذُ قليل. ما الذي حصل أريد سماع جانبك من القصّة".
نظر ليام إلى والده لبرهة والذي أقلقه بصمته الرّهيب،لما لا ينفعل لما يحصل.
"انا..أنا فقط". توقّف يسترقُ النظر إلى أبيه الذي رفع حاجبه عندما نفى ليام برأسه يكملُ كلامه.
"أنا لقنتهم درساً حضرة المدير. تجاوزوا حدودهم معي وأنا أعدتُ بنائها على طريقتي".
كان المديرُ مصدوماً ممّا قاله فهو منذ رأى ليام لم يتخيّل أنّه يستطيع النظر في عينيه حتّى لشدّة حيائه. وقبل أن يقول أي أحد أي شيء.
"ولما هما ليسا هنا ؟ أليسا أيضاً مشاركين بالشجار. أساساً هما من بدأا هذه المهزلة". لم يرتفع صوت ليام ولكنّه توقف عن الحديث عندما سمع والده ينادي باسمه.
"ليام ، إلزم حدودك". وجّهها إليه بنبرة حادّة. وهذا لم يزد ليام إلا غضباً وانكسار.
صمتٌ حلَّ لثواني ليقف ليام وينظر إلى المدير بوجهٍ بارد.
"هما من بدأا بدفعي ونعتي بألقابٍ بذيئة. لست من بدأ ليتمَّ إحضارُ ولي أمره. وبالمناسبة أريد تقدمة شكوى بخصوصهما" .
حمل حقيبته وخرجَ من الغرفة وعيون والده تتبعه.
بعد أن أُغلق الباب خلفه وقف إدوارد يودّع المدير الذي لم يتجرأ بأن يعلّق على ليام.
خرج إدوارد إلى الخارج ورأى ليام العابس وجيس الحارس الشخصي ومساعده الأيمن يقطع الطّريق على ليام الذي يكتّف يديه وينظرُ إليه بغضب.
استلطفه إدوارد بشدّة ولكنّه أعاد ملامح الجديّة على وجهه. ومشى باتجاههم.
"لا بأس جيس،سأهتمّ بالأمر".
"حاضر سيدي".
تراجع إلى مكانه يقف جانب السيّارة السوداء.
وإدوارد أمسكَ ساعد ليام، يشدّهُ معهُ إلى السيّارة. هو لا يضغط عليه ولكن ليام لا يفوت الفرصة.
"أبي، أنتَ تؤلمني". تحدّث ليام إلى اللاشيء بالتحديد، فكلامه كان هباءاً منثوراً في الهواء ولم يستمع إليه أحد.
أجلسه في المقعد الخلفي وصعد إلى جانبه. وأشار للسائق بمباشرة القيادة.
.
ترجّل إدوارد من السيّارة يتبعهُ ليام الذي مازال العبوس يحتلُّ جبينه.
لقد وصلوا للبيتِ للتو. دخل إدوارد البيت المعتم،وليام نظرَ حولهُ باستغراب.
ضغط على أزرار الإضاءة لتشتعل أضواء المنزل بأكمله مع انطلاق صرخةٍ أفزعت كيانه.
"كلُّ عامٍ وأنتَ بخير ليام". في الواقع كانَ هذان ليو وإيلا من صرخا وباقي العاملين يقفونَ مصطفين يصفقون ويغنونَ له.
"أهو عيدُ ميلادي؟". سأل بغباء.
حطَّت يدُ إدوارد على جبينه بعد استماعه لما قاله وأحاطه بذراعه يقرّبهُ منه.
"لا عيدميلادي أنا،ما رأيك؟". سأله إدوارد.
"حقاً؟كلُّ عامٍ وأنتَ بخير أبي". ابتسم ليام له. هو بالتأكيد نعس.
"يا للهول، عيدميلادك يا ذكي". نقر على رأس ليام الذي تأوّه ومسّد بيده مكانَ الضربة.
"تشه، لقد نسيت الأمر بالكامل".
"ولكن كيف علمت؟". أكمل موجّها سؤاله لوالده وينظرُ بعينيه بعمق. وليو وإيلا في عالمٍ آخر يحاولان نفخ الشموع الكثيرة التي من المفترض أن يطفأها ليام ولكنّه مشغولٌ بسؤال أسئلة تافهة.
"أنتَ ابني بالتأكيد سأعرف عنك كلَّ صغيرة وكبيرة". ابتسم إدوارد بخفّة نهاية حديثه.
"آخ، هناك الكثير لتعرفه بعد". تمتم ليام بهمس لنفسه.
"ماذا قلتَ ليام؟". خرج من شروده على صوت أبيه كالعادة.
"قلتُ لنقطع الكعك أنا جائع".
.
.
بعد الاستمتاع بتناول الكعك، نهض ليام يستأذن من أبيه وعمّه ليصعد ويبدّل ثيابهُ المدرسيّة. لكن استوقفه مناداة إيلّا باسمهِ وهرولتها باتجاهه بقامتها القصيرة لتحتضن ساقيه وتمتم كم هي تحبّه.
"لي أنا أحبّكَ جداً". في بداية الأمر كان ليام مدهوشاً نوعاً ما ولكنّه ولأوّل مرة انحنى بجذعه وحملها إليه يرفعها إلى مستوى عينيه ويقربها منه، يخبّئها بحضنه الأخوي.
"وأنا أحبُّكِ جداً". هو مشى معها بكلماتها الصغيرة الّتي تناسبُ عمرها، استبدلَ كثيراً بجداً كتلك خاصتها.
كان إدوارد ينظرُ بلينٍ تُجاههما، فهو سعيدٌ بعائلته الصّغيرة وعلاقتهم مع بعضهم البعض. هو يعلمُ أنّهما يفتقدان إلى طرف الأم في حياتهما. ولكن إن كان أفضل بدونها فهو مُستغنٍ عن الطّرف الآخر وهذا ما يحصل.
في ظلِّ الأجواء السّعيدة، ليو كانَ يُحتظر. هو يحبُّ التمثيلَ الدرامي. وما يؤكّدُ ذلك أكثر، عند مجيئ ليام  ورؤيتهِ له لأوّل مرّة، لم يضيّع فرصة ليمثّل عليه.
كان يقفُ في الوراء وينظرُ إليهم وملامحه مكشَّرة وكأنَّهُ على وشك البكاء.
خطى ليام نحو الدّرج وإيلا لا تزالُ بينَ يديه تلعبُ بشعرهِ البندُقي الناعم وتضحكُ كلّما وقعت خصلةً على عينيه. لاحظ إدوارد وهو يشاهدهم أنّ ليام يحتاجُ إلى قصّة شعرٍ قريبة.
"ليام توخّى الحذر". نده عليه أبيه ما إن رآه يصعدُ السّلالم مع إيلّا.
"حاضر أبي". أجابهُ ليام بصوتٍ عالٍ قليلاً وأبطأ بحركته كي يُحافظَ على إيلّا.
"حاضر أبي". كان هذا صوتٌ صغيرٌ يُردِّدُ ما قالهُ ليام كالببغاء ولم تكن إلّا إيلّا الّتي جعلت جميع من حولها يضحكونَ لبرائتها واللّطافة الّتي تتمتَّعُ بها.
.
.
.
وضع ليام إيلّا على سريره ودلف غرفةَ الثّياب ليغيّر زيّهُ المدرسي. انتهى يعودُ إليها بعد عدّة دقائق ليجدها تعبَثُ باللّوحِ خاصة المدرسة والّذي قد نسيهُ هناك.
تقدّم منها وهي لم تنتبه له لشدّة انغماسها بالّذي بين يديها. قرّب يديه يُريدُ أخذهُ ولكنّها شدّت بأناملها عليه حاضنةً إياهُ تُريدُه لنفسها.
"إيلا، هذا خاصٌ بالمدرسة لا نستطيعُ العبث به صغيرتي، هل يمكنكِ أن تعطيني إياه من فضلك؟". مدَّ يدهُ إليها ونظرَ إليها بابتسامة صغيرة، هو يحاول معها بالطّريقة الّتي تُناسبُ سنّها.
كانت إيلّا تنظرُ إليه بتمعّن تُحاول فهم ما قاله لتعبسَ شفتيها وتمُدَّ اللَّوحَ ليديهِ.
"أحسنتِ إل". أردف ليام بحماس طفولي من أجل أن يغيّرَ مزاجها ووضع التابلت على المنضدة بجانب السرير وراحَ يدغدغُ إيلّا العابسة لتتغيّر ملامحها إلى أُخرى سعيدة بسرعة وتضحك بقوّة.
"أعدكُ سألعبُ معكِ باللّوحِ يوماً ما ولكن الآن لننزل قبل أن يأتي أبي إلينا، حسناً؟".
"حسناً". أجابته ترفعُ يديها إليهِ ليحملها وهو لم يتردّد بذلك أبداً.
.
نزلا إلى غرفة الجلوس حيثُ وجدا إد وليو يجلسان هناك ويتحدّثان سوياً.
"تعالا، كنّا بانتظاركما". نزلت إيلّا من بين يدي ليام وهرولت لوالدها فورَ سماعِ صوتهُ.
"بابا،سنلعبُ أنا ولي باللّوحِ خاصتهُ". كانت تحدِّثهُ بحماس وهو نظرَ لليام باستغراب الّذي رفع بكتفيه له.
"ابنُ أخي العزيز، ألن تُطالبَ بهديّتك؟". نبسَ ليو واستقام بجذعهِ يمشي نحو ليام ويضعُ يده حول كتفه يحاوطهُ ويسيرُ به إلى الخارج وليام مُستغرب وشعورُ جديد يسيطرُ عليه. لا يعلم أهو متحمّس أم متردّد؟
"تدا، هذه هي هديّتك". صرخَ ليو يفتحُ ذراعيهِ على وِسعها وخلفه سيارةٌ رياضيّةٌ بلونٍ أسودٍ غير لامع من نوع ميرسيدس.
"امم، ما هي؟". أردفَ ليام بتردّد فهو لم يفهم بعد، أيعدُّ هذا غباءٌ أم فقر؟
"السيّارة يا عزيزَ والدك". كان هذا والدهُ الّذي تحدّث من خلفه وإيلّا تستوطنُ يديهِ وتصفّقُ بحماس.
"الس..السيّارة؟". سأل ليام وقد أصابهُ توعُّكٌ خفيف. والأفكارُ السيّة عادت تُحاوطُ رأسهُ بتشويش، هل يستحقُّ هذا؟
"بالطّبع، إنّها لك وسُجِّلت باسمك ولكن ستنتظرُ سنة أخرى لتقودها". ابتسم ليو وأخذ ليام بين يديهِ يحضنهُ ويُباركُ له فيها.
"مباركٌ عليكَ بني". ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه إدوارد هو الآخر ووضعَ يده على كتفِ ليام يقربهُ منه. هذا أنسى ليام تفكيره منذُ قليل .
"وطبعاً لم أنسَ سكّرتي". حمل ليو كيساً ورقياً و أخرجَ منهُ لعبةَ باربي تحتوي على مطبخ وأغراضه مع قبّعةِ شيف لصاحبها والّتي توسّعت عيني إيلّا عليها وابتسمت بوسعٍ عليها حتّى أنَّ ليام نسيَ السيّارة وراءه وفرحَ لفرحِ أخته الّتي أحسَّ أنَّهُ سيتعلَّقُ بها كثيراً.
.
.
كان ليام يتجهّزُ للنّوم، يبعدُ ملاءة السّرير ليستلقي بهنى.نظرَ إلى السّاعة ليجدها الواحدة صباحاً، لقد تأخّر الوقتُ كثيراً وغداً دوامٌ مدرسي. لكن لا بأس هو استمتعَ كثيراً اليوم وفرِحَ بكل صغيرة وكبيرة. هذه اللّحظات هي أجمل لحظات مرّت عليهِ في حياته وسيقدّسها للأبد.
قاطعَ تفكيرهُ دخولَ والدهِ دونَ طرقِ الباب.
"الاستأذانُ يبكي في الزّاوية". تحدّثَ ليام بنبرةٍ لعوبة.
"لسانكَ يحتاجُ للقص بتُّ متأكّداً". اقتربَ منهُ إدوارد وجلس على جانبِ السّرير ووضعَ يدهُ على ليام يمسحُ على شعره بهدوء، وليام هنا استرخى بشكلٍ كامل يُريدُ فقط النّوم.
"ماذا لو كنتُ لا أرتدي ثيابي؟". كانَ صوتهُ خافتاً نظراً لأنّهُ سيغفو.
همهم لهُ والدَهُ لعدم فهمه وليام أعاد ما قاله بصوتٍ أعلى قليلاً الذي وصلَ لمسمعِ إدوارد ليُقهقه عليه.
"لا تمتلكُ شيئاً لم أرهُ سابقاً، ومع ذلكَ تكون ابني".
عبس ليام وطار النّعسُ من عينيه ليفتحهما وينظر إليه.
"لا يجوز أبي". تمتم له وكأنّهُ طفلٌ صغير يُعارضُ والده الّذي يمنعهُ من أكل الحلوى.
"كما تأمر سيد ليام، هيا انهض.سنذهب إلى مكانٍ ما".
نبسَ إدوارد يقفُ بسرعة وينتظرُ ليام لينهض.
"في هذه السّاعة؟". تحدّثَ ليام بانزعاجٍ ظاهر هو فقط يُريدُ النّوم.
"ألا تُريدُ هديّتي لك؟ لم تسأل عنها". ابتسم له بهدوء واقترب منه يهمسُ في أذنه.
"ستُعجبُكَ كثيراً". ابتعدَ عنه يبتسمُ ابتسامة جانبية وليام طرأ على فكره ألفُ سؤالٍ وسؤال.
استقام من نومتهِ وتبعَ والدهُ إلى الطّابق الأرضي ومن ثمَّ إلى الخارج.
اقشعرَّ بدنهُ لشدة برودة الطّقس فهو يرتدي بيجامة نومٍ خفيفة نظراً لدفء المنزل على عكس الخارج تماماً.
صعدوا السيّارة وشغّلها إدوارد، يُشغِّلُ بعدها التدفئة وتوجّه إلى اللامعروف بالنّسبة إلى ليام.
"بما أنّهُ لدينا الوقتَ لنصل، حدّثني بما حصل معكَ في المدرسة". تحدّث إدوارد برزانة وبصوتٍ أجش يُظهرُ جديّتهُ. هو يُريدُ أن يُبقي ليام مستيقظ ريثما يصلا.
ازدرقَ ليام بريقهِ ونظرَ إلى أبيه الّذي كانَ يقودُ بيدٍ واحدة والأخرى إلى جانبه ويرتدي ثياباً رسميّة سوداء بالكامل وإضافةً إليها معطفاً أسودُ اللّون.
زفر أنفاسهُ وأخذَ يروي ما حصلَ له بالتفصيل من لحظة دخوله إلى الصّف حتّى خروجهِ منهُ.
"وعندما ناداني المدير ووجدتُكَ هناك. خفت قليلاً لن أكذب". أنزلَ نظره إلى يديه يعبثُ بها في حضنه. وإدوارد استرقَ نظرهُ عليه ما إن سمعَ حديثه. ولكنّه ترك له المجال ليكمل.
"شعرتُ بالغضب والانكسار في آنٍ واحد، كنتُ غاصباً لأنّني مَن كنتُ أُحاسب وليسَ هما فهما من بدأا والخطأ يقعُ على عاتقهما ، وظننتُ أنّهُ سيجعلُكَ المدير تظنُّ أنّني من أخطأ". حرقتهُ عينيهِ بمياهها المالحة وعلقت غصَّةٌ في حلقه. هو أظهر ضعفهُ لوالده الّذي أوقفَ السيّارة على جنب الطّريق وأخذَ ليام بينَ يديه، تحت جناحيه يُمسِّدُ على ظهره بلطف وبطئ ويُحاولُ مدَّهُ بالأمانِ قدر المستطاع.
"هشش، صغيري أنا أعلمُ أنّكَ لم تُخطأ". كان وجهُ ليام على صدرِ والده وبلّلَ قميصهُ بدموعه ، هو أحسَّ بأنَّ هذا طفولي ولكن كان يفتقدُ طوال الستة عشر عاماً من عمره لهذه الحنيّة فلا عتاب عليه.
ابتعد بعد أن هدأ يمسحُ خديهِ المحمرّين أثر البكاء. لا يصدّق هو بكى كالأطفال!
قرصَ وجنتهُ والدهُ بأصابعه لشدّة استلطافه ولمنظرهِ المبعثر. هو يكادُ يُجزمُ أنَّ منظرهُ عند البكاء وهو صغير كان نفس الّذي يراهُ الآن.
ليام ردَّ بعبوس لأنّه مازال يُعامَلُ كطفل ولم يُعجبهُ الأمر.
ضحك إدوارد عليه وتابع قيادتهُ إلى المكان الذي يبعدُ خمس دقائق من مكان وقوفهم.
أطفأ المحرّك ونزلَ إدوارد يتّجهُ إلى جهة ليام الّذي عادت القشعرة إليه. لم يُفلت هذا من انتباه والده ليخلعَ معطفهُ ويضعهُ فوق كتفي ليام يبتسمُ على فرق الحجم، فالمعطف قد أكلهُ لحدِّ رُكبتيه وهو يصلُ إلى فخذي إدوارد فقط.
شعرَ ليام بالدفئ فوراً وسارَ مع والدهِ ينظرُ في الأرجاء المُعتمة وعديمةُ الإضاءة والمخيفة أيضاً.كيف يستطيعُ أبيه الرؤية؟
نزلوا درجاتٍ كثيرة،المكانُ كانَ واسعاً وحديثاً ويبدو الاهتمام الشديد به. من ديكور وإضاءة. كانت الأضواءُ كثيرة ولكنّها خافتة.
دخلا أماكن عديدة لم يستطع ليام حفظها ولو دخلها وحدهُ لتاهَ وعجز عن الرّجوع إلى البداية فالمكانُ كالمتاهة.
وصلا إلى بابٍ واسع وخشبي من نوع البامبو، وضعَ إدوارد إصبعه الإبهام داخلَ مكعَّبٍ معلَّقٍ  إلى جانب الباب العملاق.
صدرَ صوتُ تأكيد وتحدّثَ بعدها صوتٌ أُنثوي.
"مرحباً سيّد إدوارد تفضّل بالدّخول".
بعد هذا الرّد، فتحَ الباب بطريقةٍ ما بالنّسبة لليام الذي ظلَّ مندهشاً لما يراه، ولكنّهُ سرعان ما نسي تماماً ما رآهُ عندما رأى ما يوجَدُ خلف ذلك الباب.

بحاول ما إتأخر عليكم يا حلوين💫
وبالمناسبة رمضان كريم عليكم جميعاً 🌙🤍

Mafia's Sonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن