نادرة قلبي 32

10.2K 357 23
                                    


عدي الوقت ببطي و هدوء مخيف
حسن اترحل للسجن و نادرة ساكتة مش قادرة تتكلم مع حد و لا حتى بتعيط هي ساكتة و دا مؤلم أكتر
كانت قاعدة في اوضتها..
والدة حسن كانت في اوضة بحر و هي بتصلي و بتعيط بحرقة و قهر على إبنها اللي عمره هيضيع ظلم
سجدت لله و طولت جداً في السجود في خلوة مع ربنا
=يارب أنت العدل يارب إبني معملش حاجة يستاهل بيها أنه يضيع كدا... دا بيحبك يارب بيحبك اوي، يارب نجيه... نجيه من اللي هو فيه... نجيه علشان خاطر ابنه اللي لسه مجاش للدنيا دا
يارب انت الحق و مترضاش بالظلم... قويه في حبسته و صبره عليها يارب و انصره..... يارب انصره زي ما نصرت سيدنا يوسف و رديته لأهله
يارب رده لينا يارب.

في اوضة نادرة
كانت قاعدة على السرير و هي حاسة بوجع... وجع! قليلة الكلمة دي على الفاجعه اللي قلبها حاسس بيها.
قلعت السلسلة اللي كانت لابسها و اللي كان حسن هديها بيها و هم في أسوان، فتحتها تشوف المكتوب عليها

"تشبهين الفراشات في سحرها، تاخذين من الزهور دلالها..."

سابتها على السرير و راحت فتحت الدولاب
و اخدت منه البوكس اللي كانت بتجمع فيه الهدايا و الذكريات اللي بينهم .

حطيته على السرير باهتمام و قعدت تتفرج على كل حاجة كانت بينهم و غصب عنها دموعها نزلت و هي بتمسك الورق اللي كان بيكتب لها فيه ملاحظات
طلعت المصحف اللي ادهولها هدية في رمضان، حضنته و عيطت بقهر و كأنها كانت منتظرة اللحظة اللي تخرج فيها كل الكبت و الوجع اللي جواها شهقات عليت و الدموع زادت، وشها احمر و حست بوجع أكبر لان الجنين كان بيتحرك و كأنه بيضر"بها في بطنها
صرخت من الألم اللي حست بيها و هي مش قادرة توقف بكاء.
جليلة فتحت الباب بسرعة و راحت ناحيتها بسرعه و لهفة.

=مالك يا نادرة؟ اهدي بالله عليكي
انتي كدا هتموتي نفسك يا حبيبتي اهدي

نادرة بحرقة و هي بتحط ايدها على قلبها  :
=آآآه يارب آه.... قلبي يا جليلة هيقف اه يارب ارحمنا آه و أنا اللي كنت فاكرة الدموع دي أقصى مرحلة في الوجع طلعت ابسط بكتير آآه.... يارب أنا مش قادرة استحمل المرة دي صعبة اوي يارب صعبة اوي
خمسه وعشرين سنة ليه
علشان طيب و الطيب في البلد دي بينداس عليه.... خمسه و عشرين سنه يعني يطلع من السجن يكون عمره راح هدر يارب
طب أنا هعمل ايه لوحدي و ابنه هقوله ايه يارب انا مش اد الوجع دا كله... يارب لو هيفضل الحال كدا خدني... خدني عندك يارب

جليلة عيطت و حضنتها و هي بتعيط بهستريه و بتتكلم بدون وعي

=خدني يارب انا مش اد الوجع دا كله... علشان يتولد يتيم اب و أم اااههههه.. ااهه

جليلة بتعب و بكاء:
=بس يا بت متقوليش كدا حرام عليكي اهدي حرام عليكي نفسك

دعاء دخلت الاوضة و هي بتمسح دموعها، راحت ناحيتها و حضنتها بقوة
=هيرجع يا نادرة هيرجع علشان ربنا مبيرضاش بالظلم بس انتى اصبري و استحملي علشان لو خرج و مقالكيش هيموت في اللحظة الف مرة... علشان بيحبك اوي بيحبك اوي يا بنتي من زمان اوي
انا لما كنت بشوف لمعة عيونه لو عديتي ادامنا في الشارع كنت ابقى عارفه أنه هيموت عليكي، كنت بدعي كل يوم تبقى من نصيبه علشان هو طيب
و دلوقتي انا عندي ثقة في ربنا انه هيخرج بس لازم تجمدي علشانه و علشانك و علشان ابنكم يا بنتي...

نادرة قلبي🦋بقلم دعاء أحمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن