2.

220 26 24
                                    


من خلال الستائر الحريرية يتسلّل هواء الصباح شبه البارد ليحرّكها مُساعدًا أشعة الشمس أن تُنير غرفتها بينما تداعب خصلاتها الذهبيّة وتنام هي بسلامٍ على فراشها الأريَحيّ..

عقدَت حاجبيها لتنكمش جبهتها النّاعمة بعض الشيء لتتململ في فراشها بانزعاجٍ من النور؛ فهي لم تنَل كفايتها من النوم بعد..

"يا أميرتي، استيقظي! سيأتي حارسكِ الشخصيّ اليوم!!"

اعتدلَت جالسة في فراشها بكسل لتقول بصوتٍ ناعس:

"صباح الخيرِ ليز."

"صباح الخير رِيس، لديّ أخبارٌ لكِ."

قالَت ليز بحماس لتبتسم الأخرى بهدوء، لطالَما كانت ليزلي - خادمتها الشخصية وصديقة طفولتها؛ بل وصديقة عمرها الوحيدة- هكذا، نشطة وتحب الحديث وخصيصًا نقل الأحاديث المهمة كما تقول هي..

اكتفَت بالهمهمة لتحثها على الإكمال فجلست الأخرى على الفراش قائلة:

"سمعتُ الفتيات يتحدثن، يُقال أن هذا الأمير وسيمٌ حقًا إلّا أنّه مخيفٌ وقاسِ القلب بعض الشيء، وأيضًا هو المُفضّل لأبيه الملك.. مما يعني أنّ الأمير المفضل لأبيه الملك سيأتي ليصبح مرافقًا للأميرة المفضّلة لأبيها كذلك.."

قالَت ملاعبةً حاجبيها لتضحك الأخرى على طفوليّتها منتظرة إيّاها أن تكمل، رغم أنّها لا تهتمّ حقًا إلّا أنها تحب الاستماع لحديث رفيقتها..

"وأيضًا سمعتُ خادمات الملكة الأولى يقُلنَ أنّها لا زالَت مقتنعة أنّ ملك الجنوب هو مَن قتل ولي العهد وأنّها تكره حقًا الأمير القادم ليكون بجواركِ دون رؤياه حتى.."

أضافَت ليز بهمسٍ لتقول الأخرى بمللٍ اصطُحبَ بحزنٍ دفين:

"الملكة الأولى ليسَت حزينة على فقدان أخي ليز، هي حزينة لكونها فقدت فرصة أن تكون والدة الملك القادم، لم تحبّ أخي يومًا لكونه ابنها بل فقط لكونه وليّ العهد.."

سقطَت دمعة على وجنتها لتضيف:

"أخي كانَ يستحقّ حياةً أفضل، يستحقّ أمًا أفضل، كما يستحق ميتةً تليق به، لا أن يُقتَل غدرًا.."

لم تعقّب ليزلي على حديثها، كان وليّ العهد حقًا رجلًا يليقُ أن يصبح ملكًا عادلًا وأن يحكم هذه المملكة بفطنة عقله وحسن تدبيره للأمور..

"أصبح الأمير يونغي وليّ العهد الآن، أتمنى أن لا تصيبه الملكة الأولى بمكروهٍ حقًا."

أومأَت الأخرى على حديثها، لا تنكر خوفها على أخيها الأكبر، فالملكة الأولى كانَت تكرههما بالفعل، والآن قد يزداد كرهها أضعافًا ليونغي وربما قد تؤذيه بألاعيبها القذرة ولن تخشى أحدًا..

*****

*****

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وَعـدٌ لَن يُخـلَـف. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن