"كنتُ أسيرُ بين السيوفِ جميعها وأنا على يقينٍ بأنّي سأخرجُ منها سالِمًا، والآن أمام نصلَي عينيكِ أرتعد خوفًا، لا حولَ لي ولا قوّة.. أهذا ما يُدعى بالحُبّ يا تُرى؟!"
_Aelius Jungkook.
_Min Apricity.
تمّ نشرها في الرّابع مِن مارِس لعامِ ألفَين وثلاثةٍ...
في غرفة الطعام يجلس الملك على رأس الطاولة وعلى جانبه الأيمن وليّ العهد، بجانبه أخته الصغرى ثم والدته، وعلى يسار الملك تجلس الملكة الأولى..
منذ أيامٍ فقط كانَت المملكة بأكملها أمام القصر في مشهدٍ مهيب لتوديع جثمان وليّ العهد، وها هم الآن يكملون حياتهم أو على الأقل يحاولون..
"جلالتكم، قد وصَل الأمير الأصغر لمملكة الجنوب وينتظر في الخارج لحين الحصول على أمركم كي يتقدم للداخل."
قال أحد الجنود ليُعطيه الملك الأمر وبعد ثوانٍ دلَفَ الأمير متجهًا ليقف أمام طاولة الطعام مباشرةً..
انحنى بزاويةٍ قائمة ليعتدل في وقفته مجددًا قائلًا:
"تشرفتُ بقدومي إلى مملكَتكم يا جلالة الملك، ومرةٌ أخرى أكرر نقل تعازي ملك الجنوب بفُقدانِكم لوليّ العهد."
نظرَت إليه الأميرة التي قطعَ كلّ هذه الأميال لأيامٍ من أجلِها، وأوّل ما جالَ بذهنها أنّ ليزلي كانَت مخطئة حقًا..
قيلَ أنّه قويّ وهذا ما لَم تخطئ به صديقتها أبدًا، تبدو الشدّة مرتسمةً على جسده الذي وبالرغم من ارتدائه لثيابِ أميرٍ إلّا وأنّه يبدو كخاصّةِ محارب..
قيلَ أنّه وسيمٌ وبحقّ كلّ جميلٍ هو كذلك، لا بُدّ وأنّ الآلهة قد استغرقَت أيامًا عدّة ليُخلَق بشريّ بهذه المثاليّة..
لكن قاسِ القلب؟ كيفَ لِمَن يحمل كلّ هذه الرّقةَ على محياه الجميل أن يكون قاسيًا؟ قد تُصدّق أيّ شيءٍ سوى هذا..
كما أنّ نبرته العذبة قد أمطرَت على مسامعها غيثًا أنبَت ربيعًا في قلبها وجعلَ من أجنحةِ الفراشاتِ تتخبّط في معدَتها، أيّ خوفٍ قد يسببه هذا الرجل؟!
"نشكركم على خُلقٍ لا يتحلّى به سوى الملوك أيّها الأمير، والآن انضمّ لنا على الغداء، لا بُدّ وأنّ الطريق كانَ مرهقًا."
أومأَ المعنيّ متجهًا للجلوس حيثما أشارَ له الملك بجوار الملكة الأولى وفورَ أن جلس حتى هبّت هي واقفة لتقل:
"عُذرًا على وقاحَتي جلالتك، لكنّي لن أشاركَ طعامي معَ أحد قتلةِ ابني الوحيد."
رحلَت مسرعة وتبعنَها جارياتها بينما نظرَت الأميرة كما فعلَ أخوها الأكبر إلى المعنيّ بالحديث خوفًا من أن يكونَ قد انزعج من سوء تصرف الملكة إلّا أنهما اندهشا بعض الشيء..
لا يظهر على محياه إشارةَ انزعاجٍ ولو بسيطة، فقط ابتسامة ساخرة ظهرَت لبضع ثانية، إمّا أنّه لا يأبه حقًا وإمّا أنّه بارعٌ للغاية في إخفاء مشاعره..
"نعتذر على سوء التصرف يا بُنيّ."
قالَت الملكة الثانية بنبرةٍ حنونة لينظو هو إليها قائلًا بنبرة جامدة: