4.

205 26 43
                                    


تجلس في غرفةِ المكتبة خاصّتها تتكيء على ذراع الأريكة بجسدٍ شبه مستلقٍ وتقرأ كتابًا كعادتها..

هذه هي هوايتها المفضّلة والوسيلة الوحيدة كي تقضي وقتها دونَ مللٍ في القصر..

فُتِح الباب لتُغلقَ كتابها تنظر ناحية الباب كي ترى مَن يجرؤ على الدخول بوقاحةٍ دونَ طرق الباب لتراه..

وقفَ أمامها ولم تهتم لأن تعتدل في جلستها لتسأل:

"ألا يُوجَد ما يسمّى بأخذ الإذن في الجنوب؟"

"عليكِ أن تعتادي أيتها الأميرة، فأنا حارسُكِ الشخصيّ وسأكُن بجواركِ دائمًا."

أجابَ بنبرةٍ جامدة كعادته لتقول هي بابتسامة:

"اجلس إذًا أيّها الحارس."

أشارَت إلى ذاتِ الأريكة التي تفترشها هي لتعتدل في جلستها متيحةً له بعض المساحة كي يجلس براحة..

جلسَ دون حديثٍ لتُكمل قراءة كتابها في جوٍ يسوده الصمت، عيناه تجوبان الغرفة بأكملها وبعدَ دقائق بدأ الملل يسيطر عليه بالفعل..

"البقاء بجواري قد يكُن مملًا بعض الشيء، فكما ترى أنا لا أفعل الكثير حقًا."

قالَت عندما لاحظَت كثرة تثاؤبه ليجيب هو:

"واجبي ليسَ أن أشعر بالاستمتاع، إنه أن أحميَكِ."

أغلقَت الكتاب لتقول بابتسامتها الجميلة:

"تحميني من ماذا؟ من أن أُطعَن من قِبل الأوراقِ أم أن أموتَ غرقًا في قطراتِ الحبر؟"

"ليسَ من شأنكِ يا سمو الأميرة."

ضحكة أصدرَتها شفتاها لتقول:

"كُفّ عن مناداتي بالأميرة، أخبرني باسمك وسأخبركَ باسمي ولنُنادي بعضَنا دونَ ألقاب."

"جونغكوك.. ايليوس جونغكوك، لكن أفضل دعوَتي بجونغكوك."

"اسمكَ جميل، أتُدرُك معناه؟"

أومأ مجيبًا:

"ايليوس يعني الشمس، وجونغكوك يعني ركيزة الأمّة."

"هل سُمّيتَ تيمّنًا بالشمس لتُدلّ على دفئها؟ حينها سنكُن متشابهَين."

"لِمَ؟ ما اسمُكِ؟"

"أبريسيتي، ويعني دفءُ الشمسِ في الشتاء البارد."

قالَت بابتسامة هادئة بينما ضحكَ بسُخريّة مجيبًا:

"حينها أودُ إخباركِ أنّنا لسنا متشابهَين أبدًا.. فاسمي لا يُقصد به الدفءُ أبدًا."

عقدَت حاجبيها سائلة:

"ما المقصود به إذًا؟"

"أن أحرقَ الكونَ عن بكرةِ أبيه في طريقي لما أُريد."

"تبدو فخورًا بمقصد اسمكَ جونغكوك."

"كثيرًا."

لم تكُن ليزلي مُخطئة، من نظراته تكادُ تجزم أنّ هذا الرجل أمامها لم يعرف للرحمةِ سبيلًا يومًا..

"هل تتفاخر بكونكَ قد تتخطى الجميع كي تصل لغايَتكَ؟"

اقتربَ قليلًا قائلًا بنبرة رجلٍ يحق للجميع أن يهابه:

"بل وسأجعلُ من جُثمانهم سُلّمًا ليُساعدني على الوصول."

رفعَت يدها لتمرّر أطراف أناملها على وجنته قائلة بهدوء:

"يا حسرتى على هذا المَلمَح الحنّان ليحمله قلبٌ خَشِن كخاصّتك."

مقلتاه اهتزّتا، قلبه قد اضطرب، لذا أبعدَ يدها بعنفٍ طفيف لينهض واقفًا وقال محذرًا:

"الزمي حدودكِ يا سموّ الأميرة، لا أحبّ أن يتلمّسني أحد."

"عليكَ أن تعتاد أيّها الأمير، فأنا أهوى لمسَ كلّ ما هو جميل."

نسخَت أسلوب حديثه السابق واقفةً هي الأخرى أمامه مباشرةً ولا فرقَ طولٍ بينهما، أعينهما تتقابل في ذاتِ المستوى بمثاليّةٍ وكأنّهما خُلقا ليتواجها..

اتجهَت لخارج الغرفة ليقفَ هو لثوانِ لا يفهم ما قد حدثَ له منذ قليلٍ ومَن ثمّ تحمحمَ ليتبعها..

*****

*****

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وَعـدٌ لَن يُخـلَـف. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن