5.

186 25 43
                                    


يبحث عنها منذ الصباح ولم يتمكّن من إيجادها إلى أن أخبرته إحدى الخادمات أنّها بغرفة المكتبة..

دخلَ دونَ طرق الباب ليقول بغضبٍ إلّا أن نبرته خرجَت جامدة:

"ألن تتوقفينَ عن التصرف كالأطفال؟"

رفعَت رأسها إليه لتبتسم إليه قائلة:

"صباحُ الخير جونغكوك."

"ومِن أين يأتي الخير وأنا أبحث عنكِ طوال الوقت لأن جلالتكِ تفضّلين البقاء وحدكِ طوال الوقت؟"

قال بانفعال لتُعيد نظرها للكتاب مجددًا قائلة:

"أنا فقط أعطيكَ مساحةً لتفعل ما تُريد يا سموّ الأمير، صُحبَتي مملّة ومُحاربٌ مثلكَ لن يفضّل الجلوس بينما يراقبني أقرأ، ألا تظن؟"

جلسَ على كرسيّ مقابلٍ لها وقد سادَ الصمتُ محيطهما ليسأل بنبرةٍ هادئة:

"وكيفَ تعلمين أنّي محارب؟"

"رسالة والدك قد تنقّلَتها جميع الألسِنة في القصر، كما أنّ الجاريات يتحدّثن عن أوسم أمراء الجنوب وأقواهم.."

قالَت ثمّ رفَعَت عينيها إليه لتُضيف:

"بالإضافة لجسدك وسيفك الذي لا يترك ثوبكَ أبدًا بجانب ذاكَ الخنجر الصغير، وأيضًا.."

عقدَ حاجبيه بخفّة حينما رآها تقترب منه ببطءٍ لتجلس على ذراع الكرسيّ الجالس هو عليه..

رفعَت أناملها لتتلمّس أعلى وجنته لتُكمل:

"وهذه الندبة.."

مرّرَت أناملها عليها وعيناها تثبتان عليها ثمّ تلمّسَت ذراعه بأطراف أناملها هبوطًا حتى وصلت إلى كفّ يده لتتلمّس باطنه قائلة:

"وخشونة اليد هذه لم تكُن لتنشأ إن كنتَ أميرًا يهوى الرّسم أو كتابة الشعر، بل هذه علامات السيوف عليها.."

تأمّل محياها لبرهةٍ قبلَ أن يقول:

"لديكِ بوادرُ قدرة على الملاحظة إلا أنها ليسَت بهذه القوة يا سموّ الأميرة.."

عقدَت حاجبيها بخفّة لتسمعه يكمل:

"يدايَ لا تحتضن السيوف فقط، بل إنّها تفقد ذاتها في عشقِ الألوان ورَسمِ الطبيعة التي تهوى عيناي تأمّلَها، وإن كنتُ في حربٍ لأيام فهيَ تكتفي برواسب الفحم على أوراقٍ بالية لتمضية الوقت.."

وَعـدٌ لَن يُخـلَـف. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن