منذ ذاكَ اليوم عند الينبوع وهو يحاول قدر الإمكان أن يبقى بعيدًا عنها، فدقات قلبه في حضرتها ترهقه وتثير أعصابه غضبًا..إلّا أنّ ابتعاده عنها لم يساعد، ففي تدريباته يُشتّت كثيرًا إثر سيطرتها على أفكاره، وها هو جرحٌ جديد يصيبُ عنقه..
كانَ متجهًا إلى غرفته، حقًا كان ذاهبًا إلى هناك؛ لا يعلَم ماذا يفعل أمامَ غرفتها الآن..
فتحَ باب غرفتها لتعتدل في فراشِها وتترك الكتاب الذي كانَت تتسطح بينما تقرأه..
"جونغكوك؟"
همهمَ واقفًا أمام بابِها دون حراكٍ لتتجه إليه بينما تسأل:
"ماذا تفعل هنا في هذا الوقت؟"
كانَ الوقتَ بعد منتصف الليل بساعَتين ربّما، لم يجيب، هو ذاته لا يعلم ماذا يفعل هنا، قدماه جلبته إلى هنا دونَ وعيٍ منه حتى..
اقتربَت لترى دماءً على عنقه تحت ضوء القمر لتُمسكَ بيده كي تقرّبه من الشرفة كي ترى بوضوحٍ أكبر..
لا يُقاوم، فقط يذهب أينما تأخذه هي ويكفيه رؤيتها الآن..
أجلسَته على الأرض أمام الشرفة ثمّ خرجَت لتتحدث مع إحدى الخادمات وما هي إلا ثوانِ حتى أتَت تجلس أمامه بما يُساعدها لتطهّر جراحه كالعادة..
يستند بظهره على طرف الحائط خلفه بينما نظراته فقط ترتكز عليها ولا يعلم كيفَ لعينيه أن لا تتبع أوامره في عدم النظر إليها..
أمسكَت بالقماشة المبلّلة لتعتصرها كي تتخلص من المياه الزائدة ثم أخذَت تمسح على عنقه برقّةٍ أذابَت الجليد الذي يحيط قلبه..
"كيفَ لجسدكَ أن يجذب كلّ هذا القدر من الجروح؟"
سألت هامسة وهو لا يجيب، اقتربَ ليحملها من فخذَيها جاعلًا إياها تجلس على فخذيه مباشرةً..
"ماذا تفعل جونغكوك؟!"
"فقط، أريدكِ قريبة."
قالَ بإرهاقٍ بينما يتأمّلها، إرهاق لا يسبّبه الجرح، بل عيناها القلقَتَين عليه، هذا القلق يُشعره وكأنّه يستحقّ الحنان حقًا كالبشر جميعهم، ليسَ وكأنّه وحشٌ كما يعتبره الجميع بمملكته هناك..
أكملَت تنظيف جرحه، ولم يكن بذاكَ العمق لذا تركته كما هو دونَ الحاجة لتلفّ رباطًا حوله..
حاولَت الابتعاد ليُمسك بها كي لا تذهب..
"ابقِ هكذا، لبعض الوقت."

أنت تقرأ
وَعـدٌ لَن يُخـلَـف.
Fanfiction"كنتُ أسيرُ بين السيوفِ جميعها وأنا على يقينٍ بأنّي سأخرجُ منها سالِمًا، والآن أمام نصلَي عينيكِ أرتعد خوفًا، لا حولَ لي ولا قوّة.. أهذا ما يُدعى بالحُبّ يا تُرى؟!" _Aelius Jungkook. _Min Apricity. تمّ نشرها في الرّابع مِن مارِس لعامِ ألفَين وثلاثةٍ...