IV

128 12 5
                                    


" صباح الخير اشلي "
" كيف عرفت اسمي يا هذا "
" سالت احد الطلاب " خرجت من بيدري قهقهة صغيرة مستفزة
اعطاني دفتري وذهبت الى محاضرتي الاولى
انتهى اليوم بصعوبة ، بعد محاولة بيدري للبقاء معي طوال اليوم وازعاجي ، احقاً لم يجد غيري ليزعجه في هذه الجامعة الضخمة ، انه ليس سيء للغاية على اي حال ، لكنني لم اتقبله.

" لنذهب معا لمطعم خارج الجامعة ، سادعوك للطعام على حسابي"
سالني وهو يلحقني اثناء خروجي من الجامعة لِأرد عليه بهدوء مُحاولةً تمالك اعصابي
" لدي عمل جزئي ، وقبل ان تقول بعد ان انتهي من العمل ، لدي مشروع علي تقديمه خلال شهر ، وداعًا "
انهيت كل ما لدي واسرعت الى العمل غير مكترثة للصدمة التي سببتها له للتو.

في الحقيقة وبعد مرور شهران على قدومه ، نجح في تقربه مني ، اكتشفت بعد ذلك انه اصغر مني باربع سنوات ، مباشرة بعدما عَرف انني اكبر منه بدأ يتصرف كالرضيع ، كنت اساعده في دروسه كثيرًا وهذا كان يشغلني فوق انشغالاتي الخاصة ، لكن لم اعر الامر اهتمامًا ولم احاول وضع حدٍ لذلك لانه كان يخرجني من وحدتي نوعًا ما.. تفكيري بالأمر بهذه الطريقة جعلني اشعر انني انانية.

ذهبنا الى المقهى الذي اعتدت على الذهاب اليه سابقًا لِأساعده في بعض الدروس واثناء دراستنا وَصَلتهُ رسالة جعلته يقف مسرعًا متوجهًا الى الخارج ، رأيته من النافذة يجيب على هذه الرسالة متردد في ما يكتبه ، تلقائيًا تذكرت موقفي مع غابريال عند أول لقاء لنا..كل شيء يذكرني به.

سالته مُظهرة اهتمامي لكنه يجيب بلامبالاة انه ليس شيء ذو اهمية ، انهيت جلسة دراستنا بعد دقائق بعدما رأيته مُتعجل على الذهاب
" فلتذهب الان سنكمل لاحقاً "
" لا بأس استطيع البقاء المزيد من الوقت " اخبرني مُحاولاً تشتيتي لكنني اجبته بأني اشعر بالنعاس على اي حال واريد الذهاب

اكملت طريقي اخطو خطوات بطيئة في طريقي للمنزل ، مررت على المتجر وابتعت بعض الحاجيات وتوجهت مباشرة الى المنزل ، وجدت بطاقة اسفل الباب ادخلتها معي وتركتها على الطاولة ، حتى الاغراض من المتجر لم ارتبها الا عندما استيقظت.

كان بيدري يتصرف تصرفات غريبة مؤخرًا ، مما جعلني لا اشعر بالراحة ، وضعت حد لثقتي به منذ البداية ، كنت قد قررت الا اثق باحد لدرجة الا اشعر بالراحة امامه ، لكن بيدري وبطريقة ما كنت اشعر انه يعرفني كثيرًا دون ان اتكلم حتى..ذات يوم قد سألني عن موعد خروج اخي من السجن - مع العلم انني لم اذكر ان لدي اخ قط - لا ادري اهو حذق ام انه يبحث ورائي كثيرًا
هذا الموقف بالتحديد جعلني اشعر بعدم الراحة ببقائي معه.

Infected || مُصابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن