الفصل1♡:"اليوم الأول"

2.9K 99 25
                                    

"التنمر.. ذلك الكابوس الذي لم يفارق يونا يوماً."

كانت يونا معتادة على نظرات الاستهزاء، على الهمسات التي تتبعها أينما ذهبت، على الكلمات القاسية التي تقال خلف ظهرها و أحيانا في وجهها بلا رحمة. لم تكن ضعيفة لكنها تعبت.
تعبت من المحاولة، من المحاولة، من الدفاع عن نفسها، من اقناع الاخرين بأنها ليست كما يصفونها. كلما انتقلت مدرسة جديدة كانت تأمل أن يكون الوضع مختلفا، لكنه لم يكن كذلك أبدا.
و لهذا عندما سمعت عن أكاديمية UA للأبطال، شعرت أن هذه قد تكون فرصتها الوحيدة للهروب من الجحيم. ليست لأنها أرادت أن تصبح بطلة تقاتل الأشرار أو تحمي الأبرياء، بل لأنها رأت في هذه الأكاديمية مكانا لا يُحكم فيه على الشخص بناء على مظهره أو سلوكه، بل على قدرته. و هنا ربما، لن ينظر لها أحد بسخرية بعد الان.
لكن المشكلة كانت.. أنها لم تكن تمتلك قدرة قتالية أو شيء مبهرا يجذب الانتباه.
لم تكن تستطيع الطيران، أن التحكم في النار، أو تحطيم الجدران بقبضة واحدة. بدلا من ذلك، كان جسدها يصدر رائحة منعشة، كعطر طبيعي يبعث الراحة في نفس كل من يقترب منها.
هل هذه حقا موهبة تستحق أن تكون في أكاديمية الأبطال؟

البعض قد يسخر منها، كما سخروا دائما، لكن يونا لم تكن تهتم. بالنسبة لها، هذه القدرة كانت مميزة، بل ثمينة. لأنها كانت تؤمن أنها يمكن أن تستخدمها ليس لأنقاذ الأرواح في المعارك، بل لعلاج من يخوضونها. حلمها لم يكن أن تصبح بطلة مشهورة، بل طبيبة للأبطال.
"اذا كانت رائحتي تبعث الراحة، فلماذا لا أجعلها شفاءا أيضا؟"
بهذه الفكرة، أمسكت بحقيبتها باحكام ذلك الصباح، وقفت أمام المرآة لآخر مرة، متأملة انعكاسا. الفتاة التي تنظر اليها لم تكن ضعيفة، لكنها أيضا لم تكن واثقة كما ينبغي.
ارتدت ملابسها الفضفاضة، وضعت قبعتها التي تغطي جزءا كبيرا من وجهها، ثم وضعت نظراتها ذات الاطار الاسود السميك. لم تكن تحتاجها، لكنها كانت درعها الواقي، الطريقة الوحيدة التي شعرت بها بالأمان وسط العالم.
عندما نادتها والدتها، أخذت نفسا عميقا و خرجت من غرفتها. هذه ليست مدرسة عادية، و هذه ليست بداية عادية..

هذا يوم جديد، حياة جديدة، و فرصة جديدة قد لا تتكرر.

خرجت من المنزل بخطوات مترددة، تحمل حقيبتها باحكام و كأنها درع يحميها من العالم الخارجي. عندما جلست في السيارة بجوار والدتها، شعرت بقلبها ينبض بسرعة.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تلتحق فيها بمكان مثل أكاديمية يو أي، حيث يتدرب الأبطال المستقبليون، و حيث لن يكون التنمر مجرد كلمات جارحة، بل قد يكون أقسى بكثير.
"أنتِ بخير؟" سألتها والدتها بابتسامة مشجعة، لكن يونا لم تكن متأكدة من اجابة صادقة.
"نعم.. مجرد توتر بسيط" أجابت بابتسامة صغيرة، رغم أن عقلها يعج بالأسئلة و القلق.
عندما وصلت السيارة الى البوابة الضخمة للأكادمية، لم تستطع منع نفسها من التحديق بدهشة.
كان المبنى هائلا، ممتدا على مساحة واسعة، تبدو عليه العظمة و القوة. كان هذا المكان يضم أفضل الطلاب، أولئك الذين يمتلكون قدرات مذهلة و يحلمون بأن يصبحوا الأبطال رقم واحد.
لكنها لم تكن مثلهم!.
أخذت نفسا عميقا، نزلت من السيارة، و لوحت لوالدتها قبل أن تتجه نحو البوابة بخطوات مترددة. دخلت الى الممر الرئيسي، حيث كانت مجموعات من الطلاب يسيرون بثقة، يتحدثون عن تدريباتهم، قدراتهم، و عن الأساتذة الذين يدرسونهم. لم تكن تعرف أحدا هنا، و هذا جعلها تشعر و كأنها وحيدة وسط زحام من الغرباء.
لكن قبل أنني تتمكن من الاستمرار في طريقها، اصطدمت بشخص ما بقوة، مما جعلها تتراجع خطوة للخلف.
"هاري! ألا تملكين عيونا؟!"
رفعت رأسها بسرعة و التقت عيناها بعينين حمراوتين حمراوتين حادتين، يملؤهما الغضب و الانزعاج. كان شعره الأشقر فوضويا، و تعبير وجهه متجهما، كما لو أنه على وشك الانفجار من الغضب. أدركت على الفور من هو.. باكوغو كاتسوكي!.
ذلك الطالب الذي يقال أنه الأقوى في صفه، و الذي يملك قوة لا مثيل لها. كانت قد سمعت عنه قبل أن تأتي الى الأكادمية، سمعت عن غروره، عن عناده، و عن كونه لا يتحمل الضعفاء. و بالنسبة له، لا بد أنها بدت كواحدة منهم.
شعرت بتوتر يجتاحها، لكنها لم ترد التراجع. لم تعد نزيد أن تكون الفتاة التي تعتذر حتى عندما لا تكون مخطئة.
"آسفة.." قالت بصوت هادئ، لكنها لم تنحنِ أو تظهر خوفها.

أَنَا لَكَ طَبْعَا|I'm Yours Of Course حيث تعيش القصص. اكتشف الآن