مَكَانُنا المَعهُود

55 23 103
                                    

مَرَّ شَهرَين آخَرَين مُنذُ المِرسَال
إنَهُ اليَومُ المَوعُود
الأَول مِن يَناير
تَساقُط الثُلوج الأَول
السَاعه الأَن العَاشِره مَساءً
بَقىٰ سَاعتِين لِتَلقاهُ
دَائِماً مَا تَلاقَوا مَع بِلُوغ عَقارِب السَاعه
مُنتَصفَ الَلِيلِ.

إِستَقامت لِتَتجَهز
إِرتَدَت قَمِيصاً صُوفِياً أَبِيض
و بِنطَالاً بِنَفسِ الْلَون
يَعلوهُم مِعطَف أَزرَق الْلَون
و وِشَاحاً رَمادِى
وِشَاحَه
لطَالما أخبَرُها أَن هَاتِه الأَلوَان
تُضِئُوها
و بِالتَأكِيد لَن تَنسَىٰ كُحل عَينَها
وَضعَت القَلم مِن يَدِها
و نَظَرت المِرآه
هِي جَاهِزه
لَقد أمضَت الشَهرينِ المُنصَرمَين
بِتجهِيز نَفسِها لِتلكَ اللَحظه
مُتوتِره!....نعَم هِي كَذَلك
خَائِفه؟... إنَ الخَوف يَنخَرُ عِظامِها
رَغمَ كُل المَجهُود الَذي بَذلتهُ فِي
إعِدادِ نَفسِها نَفسياً
لَكن
لا تَرَاجُع الأَن
هِي سَتفعَل المُستَحيل
فَقط يُسامِحُها
حَسمَت أمرِها و إِنطَلقَت.
.
.
.
.
عَلي الأطرَافِ النَائيه لمَدينَةِ دايِغوُ
مَبنَي سَاعةٍ عِملاق
أطَلَّت عَليهَ مِن بُعدٍ قَريب، بِضعُ خَطواتٍ
ساعةُ المَدِينَه المُتَوقِفه عَن العَمل مُنذ
أَزلْ
لَم يَلتَفِت لَها أَحدٌ
غَيرِهما..
عِندَما كانَا بِالحاديةَ عَشرَ مِن عُمرِهُما
أثنَاء تَجُولِهمَ بَعد مُنتَصف الَلِيلِ
بَعدَما هَربَا مِن نَافِذة غُرفَتِها الصَغيرَه
كَعادَتِهما..
لَمعَت عَينَها
تَقِف عَلي بِداية العُشب الَذي يُحيطُ المَبني
خَطوَتِها مُتثاقِله
و أنفَاسِها خَافِته
تَحَامَلت على نَفسِها و أَكمَلت سَيرهَا
دَفعَت البَاب، و دَلفَت لِداخِل
المَبنَى
و سَارَت إلي أَن وَصلَت لِلمِنَصه الَتي تُواجِه
التِرُوس المَسؤولَه عَن عَمل العَقارِب
نَظرَت لِلمكَان
لا آثَر لهُ بَعد
لَكِن لَفتَ نَظرِها وجُود شَابه
تَجلِس على بُعدٍ قَريب
مُطَأطَأةُ الرَأس
تُنَاظِر يَدِها بِشرود
لَم تَرغَب كَاتّالِيا بِإزعَجِها
فَجلَست بَعيداً عَنها
رَغمَ أنَ الفُضولُ يَحرِقُها؛ لِتَعرِف إِن كَان
أحَداً آخَر لَفت إنتِباهَهُ المَكان
إِن أُخِذَ مَكانَهُم
و لَم يَعُد خَاصاً بِهم
و لِمَ شَابَه تَجلِسُ وَحدهَا هُنا
بِهَذا الوَقت
لَكِنها كَبحَت جِماحَ فُضولِها
و جَلسَت تَنتَظِر
.
.
سَاعَه مَرَت
فَالثَانِيه
و تَليهَا نِصفُ ساعَةٍ أُخرىٰ
تُناظِرُ سَاعَة مِعصَمِها
و هُو لَم يَأتِي بَعد
لَكِنَها عَزمَت أمرِها أَن تَنتَظِر و إِن تَطَلبَ الأَمرُ مِنهَا
أَن تَنتَظِره طِوال الَلِيلِ
لِلقادِم مِن حَياتِها كُلِه

سَمِعَت تَنهِداتٍ خَافِته مِن الفَتاه الجَالِسه
قُبَالتِها
فَحَزمَت آمْرِها و إستَقامَت إليهَا
وَقَفت بِجانِبها
قَامت بِتَنقِيةِ صَوتِها
و سَألَت :
" مَعذِرَةً، هَل يُمكِنُني الجُلوس هُنا؟"
لَم تَرفَع الفَتاه أعِيُنِها عَن الأَرضِ
و أَجابَتِها بِصَوتٍ هَامِس
" ظَنَنتُكِ لَن تَسأَلي أبَدا.."

مرحبآ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن