الشَمسُ ساطِعه
غِيومٌ خَفيفَه تُزينُ السَماءَ
تَرتَدِي بِنطَالاً مِن الجِينزِ الأزِرَقِ
يَعلوهُ قَمِيصٌ أبيَضٌ فِضفاضٌ مِن القُطنِ
تَضع قُبَعةً مِن القَش و سمَاعاتِ أُذُن
يَصدِرُ عَنها مُوسيقىٰ
هادِئه
تَحمِلُ بيدِها عِدَةُ البَستَنه
إتَجهَت نَاحيةِ أشجارِها أولاً بِمَقصٍ
و قُفاذَتٍ سَميكه لِتَهذِيب أغصانِها و إزَالةِ التَالِفِ
مِنها
بَعدَما إنتَهتْ مِن تَهذِيبها
وَقفَت علي بُعدٍ قَريبٍ مِنها و إبتِسامةٌ خَافِته
تُزينُ شِفَهِهَا بِرقَه
ثُم حَملَتْ مِرَشَ المَاءِ
و إتَجهَت لِسِقَايةِ الأشِجار الصَغيرَه
تَلىٰ ذَلِك حَملها لِمَقصٍ صَغير
و بَعضِ السَمادِ
مُتَجِهَه لِلزُهورِ؛ لإزَالةِ أشْوَاكِها.أَثْناءِ إنْشِغالِها لَم تَلحظْ الخُطواتِ
الخَافِته خَلفَها
إلي أَن شَعَرتْ بِتَربِيتةِ خَفيفَه
علىٰ كَتِفِهَا
فَأِستَدارَتْ؛ لِترىٰ مَن
حِينها تَفاجَئت بِطفلَةٍ صَغيرَه مُبتَسِمه
تَركَت ما بِيدِها أَرضاً مُعطِيةً إياهَا
جُلَّ إِهتِمامِهَا
و قَبلَ أنْ تَتحدَث كَاتّالِيا بِشئٍ
بَسَطتْ الفَتاةُ
يَدهَا بَينَهُما فإتَضحَ ما كَانت تَحمِلُه
مُغَلفْ أبِيضَ اللَونْ بَاهِت
و لا يَحمِلُ سَطْحَهُ أيَةُ كِتابَاتٍ
فتَسَألتْ كَاتّالِيا:
" أهلاً يا صَغيرَه، ما هَذا؟"
فلَم تَتلقىَ جَوابْ مِن الفَتاه
فأعَدتْ سُؤالُها :
" أَهَذا لِي؟، مَن أَرسَلهْ!"
و أيضاً لا جَوابَ وَصلهَا؛ فتَناولتهُ بِملامِحَ
مُضطرِبه
عِندَما قَربَت الرِسالةَ مِنهَا لَفحتهَا
رَائِحه مَألُوفَه
مَهمَا عَفَىٰ عَليهَا الزَمْن... لَن تَنْسَها
لَم تَتمالَك نَفسِها، و إغْرَورقَت عَينَها بِالدُموعِ
أَيُعقَل....!
سَرعَت بِفَتحِها و وَقعَت عَيناهَا
عَلي ما لَم يَكُن بِالحُسبَانِ
هُوَ
بَعد شَهرَينِ
آتَها جَوابُه، مَحمُولاً بِأحرُفٍ مَعدُودَه:
" مَعَ تَساقُط الثُلوجِ الأَول، بِمكَانِنا المَعهُود....
لِنَلتَقي."
إِن أَخطَئَت العِطر، لَن تُخطِئ هَذا الخَط.
سَوفَ تَراهُ
هُوَ طَلبَ اللِقاء
مَا زالَت لَها فُرصه لِتَصحيح أَخطَائِها.
رَفعَت عَينَها لِلفتَاه الواقِفه، سَائِله:
"صَغِيرَتي، مَن أعطَاكِي هَاتِه الرِساله! "
بِإبتِسامَه و أعِيُن تَفِيضُ بِالدَمعِ
دُموعِ الفَرح، آخِيراً.
و لَكِن رَدَةُ الفِعلِ الوَحِيده الَتي تَلَقتها
كَانت تَقضِيبَه بَين حَاجِبيهَا
و إِمالَة رَأسُها لِلجانِب
فَحَاولت كَاتّالِيا أَن تَسئَلُها بِلُغَةٍ أُخرىٰ
و لَكِن الجَوابُ واحِد....بَعدَ بُرهَةٍ
قَصِيرَه أَضائْت مَلامِحُ الفَتاه، وَ بَقت تُلوِحُ
بيَداهَا و أَصَابِعهَا بِطَريقةٍ غَريبَه
عِندَما دَقَقْت بِها كَاتّالِيا وَجدَت أنَها "لُغَةُ الإِشَارةِ"
عَبَست مَلامِحُها الجَمِيله، قَائِله:
أَسِفَه، لَكِنِي لا أُجِيدُ لُغَةَ الإشَاره... ثَانِيه واحِده
سَأُحضِر وَرَقةً و قَلماً
و هَرَعت إلَي الدَاخِل، عَبَست الفَتاه مُجدداً
و أمَالَتْ رَأسِها لِلجانِب مُجدداً
بِنَفسِ الطَرِيقَه.
.
.
.
خَرَجَت كَاتّالِيا مُسرِعَه
تُمسِكُ الأُوراقَ بإحكَامٍ و تَنزِعُ غِطاء القَلَمِ
و لَكِنَها تَوقَفت مَرةً وَاحِده
لا آثَرَ لِلفتَاه
هِي لَم تَجِدُها
هِي لَم تَتَأكَد مِنها أنَهُ هُو، وَ لَيس
خَيالاً حَاكَهُ عَقلُها...
نَظَرت لِلمِرسَالِ بِيَدِها، و شَدَّت عَلِيهِ
لا يُهِمُ لَن تَفقِدَ الأَمَل
لأَنَ هُنَاكَ فُرصه..لأنَ
قَد يَكُونَ هُناكَ المَزِيدُ مِنْ يُونغِي و كَاتّالِيا.
ـــــــــــــــــــــ
أَخخخخخ مَشاعرِي
قَبل الأخِير
مُستعدين للنهايه؟

أنت تقرأ
مرحبآ
Roman d'amourأهلاً إنْها أناَ لا أعرِفُ كيفَ يجِب عَلي الأمرِ أنْ يَبْدُو بَعد كُل هَاتيهِ السِنينْ ميـن يـونغي كـاتّالـيـا