P/28

1.4K 48 17
                                    

-

-

فتح مصعب عيونه وناظر قدامه ونغزه قلبه وهو عارف انه يقصد سهيل ، شتتّ نظراته وعضّ على شفته وجا بيبعد عن راشد لكن راشد شدّ عليه وهو يقول بتنهيدة : اتمنى ما اشوف بعيون سهيل وجع وخيبه منك ..
بعّد مصعب عن راشد بقوة وشتتّ نظراته وهو يمسح وجهه بذراعه بعنف ويتجه للسيارة ، تنهّد راشد وهز رأسه بأسف وركب السيارة متجه للمستشفى .
التفت مصعب لراشد وهو يربط حزام امانه ويناظر لراشد اللي حرّك السيارة وماربط حزامه ،مصعب بجديّه: اربط حزامك.
راشد واللي كانت انظاره مثبّته قدامه ابتسم بإستهزاء،قلّب عيونه ولا ردّ ، مصعب غمّض عيونه بتصبّر وهو ماسك نفسه ونطق بشدّة : راشد حزامك يا راشد!.
راشد واللي كان يسوق زوّد سرعته بعناد والتفت لمصعب ورفع حاجبه وبابتسامة مستهزئه: ها شرايك الحين ؟ ، اعتدلت ملامحه بقهر وشدّ على اسنانه وهو يزوّد سرعته ويناظر مصعب : شششرايك الحين ؟ .
ارتجفت شفتيّ مصعب وعضّ عليهم من بدأ يرتعب وتمسّك باللي حوله وهو مغمّض ونطق برجفة عجز يخفيها : رررراشد ووقف وقف !.
راشد ابتسم بملامح بارده وهو يناظر قدامه بقهر وينطق ويدينه على الدركسون شادّ عليه بقوّة : حسّ بالرعب اللي سببته لي ، كان بيموت بين يديني ، عضّ على شفته وغمّض عيونه لثواني وصوت الصدمات الكهربائية ورطمة سهيل على السرير تطنّ بأذنه ، فتّح عيونه ونطق بقهر : كان بيموت بسببك يالـ****.
مصعب انكمش على نفسه وهو يرجف من الرعب وفكّه يرتجف وجسمه يرتعش برعب ، حاصرته ذكرياته وشعوره وفوقها كلام راشد اللي كان زي الطعنات على قلبه ! ، نزل راسه وحضن نفسه اكثر وهو يهمس برجفة وينطق برجااء شديد : راشد تكفى .
ضرب راشد بوري بقوة وشدّ على سرعته اكثر وهو يقول بصراخ وهو يقطع الأشارة : مريض ضغغغط مريض ضغط يا مصعب ! .
رفع مصعب راسه بصدمه لراشد بعيون متوسّعه مرعوبه ، جمد كل شي فيه للحظات ونطق راشد بضحكه وهو يناظره ويرجع يناظر الطريق : انصدمت ؟ ، بعد ماكسرت له ضلوعه وشوهت له ملامح وجهه ! ، وبقهر وهو يناظر قدامه وعينه على مبنى المستشفى اللي قربوا له ونطق وهو بأعلى مراحل قهره وتحت تأثير خوفه والموقف اللي عاشه مع سهيل وقت نجى من موته : اتصل علي دكتوره قبل شوي وبلغني ، اه ياحسرتي وقهري عليه ، شلون قوى قلبك يا مصعب ؟ وعشان زقاره يالسخيف ! .
مصعب سدّ اذانه بيديه وهو يصرخ برجفة ورجاء : راشد تكفى تكفى اسكت ووقف وقققف وووققققققفف ! .
قلل راشد سرعته وهو يتنهّد ويغمّض عيونه ويزفر بقوة ، فتح عيونه وبهدوء قلل سرعته اكثر وهو يوقف سيارته بمواقف المستشفى ويقول : اسف بس تستاهل ، وقف السياره وقفلها راشد وهو يلتفت على مصعب اللي رافع رجوله وحاضن ركبتيه لصدره ومغطّي اذانه ويرجف بخفه ودموعه تنزل ، تنهّد راشد وندم من شاف حالة مصعب وهو مو عارف كيف سوى فيه كذا ، من قهره وحسرته على سهيل ويوم سمع انه مريض ضغط زاد قهره اكثر ..
ارتخت ملامحه ومدّ يده وهو يبعد يد مصعب عن اذنه ، التفت له مصعب وهو مازال مرعوب وملامحه مرسوم عليها الخوف وشهق وهو يقول برجفة : لـ ليش تتسوي فيني كذا يا راشد ؟.
راشد سكت وشتت نظراته : تستاهل ، يلا انزل وصلنا .
نزل راشد وتنهّد وهو يشوف مصعب اللي مازال بالسيارة ، راح لجهته وفتح الباب وهو يمسك يد مصعب وينزله بالغصب : يلا يا مصعب لا تشقيني فيني اللي كافيني .
نزل مصعب وهو يحاول يتحكّم بتقوّس شفايفه وهمس بنبرة مهزوزه وهو يناظر بعيونه المحمرّة : ابي راكان ودني لراكان .
راشد مسك يدّ مصعب وشدّ عليها وهو يمشي فيه : مافيه لين تشوف سواياك .
جرّه بقوة وهو يدخل فيه لداخل المستشفى ، مصعب واللي كان منزل راسه ، ماينكر ان قلبه يتقطع ودّه يشوف سهيل لكن بنفس الوقت قهره لازال بمكانه .. وراشد وحركاته اللي ارعبت مصعب زادت مشاعره وقهره اكثر واكثر ..اول ماوصلوا غرفة سهيل عضّ مصعب على شفته ونزّل راسه اكثر عجز يتحمل وسحب يده بقوّة من يد راشد وهو يوقف : اترركني ! ابي راكان راكان وينه .
ابتسم راشد باستهزاء ومسك يد مصعب وجرّه بقوة ورصّ على اسنانه : تممشي معي غصب ! .
دفّ مصعب راشد بقوة ورفع قبضة يده بسرعه بيسددها بوجه راشد لكن راشد وسّع عيونه ومسك قبضة يد مصعب وهو ينزل يده ويهمس بشدّة : بالمستشفى يالمريض ! .
صرخ مصعب بانفلات اعصاب : ااتتترككنـ...
غطّى راشد فم مصعب بيده وهو يلفّه له بحركة سريعه ويشدّ عليه ويفتح بيده الثانيه باب الغرفة ويدخل ويضرب بالباب وراه ..
افلت مصعب من يد راشد وهو يصرخ : وخخخخخر ! ، كشّر ومسح وجهه بعنف : الله يـ**** .
طاحت عينه على اللي قدامه
سهيل اللي كان منوّم على السرير كـ جثّة هامدة ..
صدره مكشوف ومشبّك عليه جهاز " هولتر " ،جهاز لتتبع نبضات قلبه ، على وجهه كمام الاكسجين ودموعه اختلطت بالبخار ، وجهه كله جروح وكدمات منها انقلب لونها للبنفسجي ! ، ولا ننسى بقايا الرماد اللي على خدّه من السيجارة اللي دهسها مصعب بوجهه ، وحول خشمه وفمه بقايا دمّ ، كان شكله مشوّه تمامًا مُنافي لهيئته الهادئه النظيفة ..

وصارت كل أسئلتي لِماذا ؟..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن