P/22

1.7K 53 8
                                    

-
ماسك القلم بيده اللي ترجف بخفه ومستند بيده على الطاولة والتوتر مسيطر عليه من كل جهه ، غمض عيونه وارتعب من تخيل فكرة ان راشد زعلان عليه او شايل بخاطره واللي هو لأول مره يسوي شي من وراه ، مسح عمر بحنيّة على كتف زياد : زياد تطمن كله لمصلحتكم ، وانا أولى من الغريب ولا ياولدي ؟ الشقه اخذها انا وارجعها لكم بعدين افضل من ياخذها واحد وماعاد ترجع .
زياد بلع ريقه وهز راسه بتوتر ، غمض عيونه وحزم امره وفتح عيونه وهو يوقّع بشكل سريع وقع وحط القلم على الطاوله وهو يزفر وكأنه بذل مجهود ، مسح كفوف يدينه ببنطلونه وهو متوتر .. عمر مسك يده وشدّ عليها : ماسويت الا كل خير مو تتمنى طول عمرك تساعد اخوك؟ .
زياد ببحه : ايه بس مابي اسوي شي من وراه ماابيه يزعل مني .
عمر رفع حاجبيه : بس انت اخوه ! مابيزعل عليك راشد قلبه طيب ، المهم وانا عمك ترجع للبيت الحين وراشد نفاتحه بالموضوع على صلاة العصر كذا وقت مايكون بالمخزن .
زياد هز راسه بتكرار وسكت ثواني بعدها نطق بتردد : ء عمي عادي تتصل على راكان يجي ؟ ابيه يكون معنا وقت مانقوله ..
عمر ابتسم : ابشر من عيوني ، تنهّد بضيق : الله يهدي قلوبهم ماتعودنا عليهم كذا .
-
الظهر :
كشّر من رنين جواله المتواصل تأفف بقوه وبعّد شعره عن وجهه وعدل جلسته وهو يسحب الجوال ويرد بدون نفس : هاه ؟ .
عمر عقد حاجبيه : راكان ! .
راكان فتح عيونه واستوعب ونزل الجوال يشوف الأسم ورفعه لأذنه وتلعثم وهو يحك رقبته: ء هلا يبه سَمّ ؟ مادريت انه انت ، بعد الفراش عنه ووقف : اجي المخزن العصر ؟ ، فزّ : يبه راشد فيه شي ؟؟ ، تنهد بقوه وهمس : الحمدلله ، تمام تمام العصر بجي ..
تأفف وعينه على جواله عقد حاجبيه من انتبه لرسالة مصعب رفع الجوال لأذنه وهو يسمع الفويس بأبتسامه وردّ عليه ، انتبه للأسم واللي مازال "." ارتخت ملامحه بابتسامه وغير اسمه للأسم الأول واللي مانساه "أخو روحي" ابتسم وقفل جواله وهو يتنهد براحه ..
-
وقف قدام الشركه اللي يشتغل فيها مصعب ، تنهد وسرعان ماارتسمت ابتسامته من شاف مصعب من بعيد واللي واضح على ملامحه الأنزعاج ويحاول يضبط شكله لايتخرب بسبب ضيقته ، ابتسم من بين ملامح وجهه المنزعجه من شاف راكان واسرع بخطواته لين ماوصل السياره وركب وهو يتنهد بقوة وينزل شماغه : الله يعزّ ايام المخزن كنت مرتاح هنا كل شغلهم***** .
راكان اللي مبتسم بإتساع وسرحان فيه ، تنهد وشغل السياره : تحمل كلها فتره و..
مصعب بسرعه: لا لا والله اني مرتاح ، ابتسم وارخى ظهره : من زمان عن هالشعور صرت انغمس بالشغل لاشعوري .. ، كشر وبصوت عالي : بس لو يفكووني من هالثوب الله يـ**** يكون افضل ! ، تذكر وتنحنح : اي ركون بقولك شي .
ابتسم راكان من كلمته ونطق : ها عيوني .
شرح له مصعب الموضوع وختم كلامه : عشان كذا بروح مع سهيل مابخليه لحاله .
ارتخت ملامح راكان بضيقه وتنهد وهو يناظر قدامه ولا رد ، مسك مصعب يده : راكان زعلت ؟ راكان مااقدر اخليه لحاله والله !.
راكان ابتسم وهز راسه بالنفي :لا والله مازعلت بس .. بلع ريقه بغصّه وهو مو عارف كيف ينطق الكلمه ، غمض عيونه ورجع فتحها وبتردد : بشتاق لك .
مصعب تنهد براحه من خاف انه بيزعل اتسعت ابتسامته وعدل جلسته : وقف السياره على جنب .
راكان التفت له وعقد حاجبيه :هاه؟ ليه ؟.
مصعب رفع حاجبه بابتسامة: وقفها اقول !.
راكان وقف السيارة على جنب وهو عاقد حاجبيه باستغراب ، التفت لمصعب اللي نزل بسرعه وظل يتبع مصعب بعيونه لين وصل بابه وفتح مصعب باب راكان وهو فارد ذراعيه : امش قبل اهبدك من الحب هنا امش.
راكان عجز يمسك ضحكته من اسلوب مصعب وضحك وهو ينزل ويضمه بسرعه وتنهد براحه شديده ، ثواني بعد عنه وهو منحرج بتحجج بالناس ولا هو بالأساس مو مستوعب ولا متعود.. : مصعب الناس تناظر .
مصعب كشر : ومن متى راكان يهتم للناس ؟ .
راكان دفه على جنب وهو مكشر وماسك ابتسامته : اركب بس اركب اضمك لاوصلنا.
مصعب كشر ورفع اصبعه بتهديد وهو يمشي للجهه الثانيه وبصوت عالي : ترا اذا ماضميتني بزعل .
راكان : مصعب ياشينك ارككب مو بنص الشارع !.
مصعب ركب وهو يضحك وراكان مسك ضحكته وهو يحرك : كل اوقاتك غلط لا اطباعك ولا ضحكك ولا عصبيتك مافي شي بمكانه ...
مصعب مد يده وضرب راس راكان وبعصبيه ومن طبعه مايحب احد ينتقده : عمك يا**** اسكت !.
راكان ابتسم بهدوء وكمل طريقه ، ارخى مصعب ظهره على المرتبه وهو مبتسم لكن حازه بخاطره وملاحظ ان راكان للحين حاط حواجز بينهم .. ماتعود ولاهو مستوعب وحتى شخصيته واطباعه متغيره..
ابتسم وطبطب على كتف راكان : راكان كل شي بيرجع زي قبل ، انا وانت وراشد وزياد وسهيل معنا .
راكان ابتسم براحه لاشعوري وهو محتاج هالكلام هز راسه بالإيجاب وهو يناظر قدامه : ان شاء الله .
-
نزل بخطوات هاديه من درج العمارة وشنطة الظهر على كتفه وحاس بثقل برجليه بسبب خوفه وقلقه .. مو مستوعب انه برجوله راجع للرياض بعد كل هالمدة ! بلع غصته وشدّ على شنطة كتفه طلع من العمارة وهو يتنشق الهوا بقوه ويزفره ، التفت وارتسمت ابتسامته بوجهه من شاف راشد مشى له بهدوء ومن اقترب انحرج من سحبه راشد لحضنه بشكل مفاجئ ابتسم اكثر وبادل راشد اللي طبطب عليه وثواني وبعد عنه: بتمشي الحين ؟ .
سهيل هز راسه بالإيجاب : ايه وبرجع بنفس على الفجر كذا .. ومعي مصعب .
راشد عقد حاجبيه ثواني وشتت نظراته : حلو .
سهيل عقد حاجبيه : شفيه تغير وجهك ؟ ، وبضحكه: لايكون انت تغار بعد يكفيني مصعب.
راشد وسّع عيونه : ماباقي الا انت اغار عليك ! وش شايف نفسك انت ؟ .
سهيل ابتسم بثقه : خلاص اجل بجلس يومين وانت انثبر بالشرقيه وانا بـ...
راشد قاطعه : مو بكيفك بتجي غصب! ، وبضيق : سهيل صدق لاتطول .. ، ختم كلامه اللي طالع من قلبه حاس بخوف شديد مايبي يصارع هالوقت لحاله يكفيه انه مبعد عن الكل .. سهيل طبطب على صدر راشد : سهيل مايترك احد ، ابتسم وبعد يده : لاتخاف ماراح اتأخر ، تنهد لاشعوري من قلبه تكلم: مافيني ذرة شوق لها لو بيدي شلتها من راسي ، استوعب واضطرب وشتت نظراته وتحجج يناظر ساعته : يوووه يالله يمديني الحق ، رفع راسه لراشد : بمشي توصي شي ؟ .
راشد تنهد : سلامتك ، سهيل قرب وضمه بسرعه لدرجه راشد ماامداه يبادله وبعد عنه وهو مبتسم ويبعثر شعره بإحراج : ماتوقعت بيوم اني بكون بهالقرب منك ، ضرب جبهة راشد بأصابعه وهو مبتسم : انتبه لنفسك.
راشد ابتسم لاشعوري ولوح بيده لسهيل اللي تراجع بخطواته وهو يلوح بيده ، سرعان ما ارتخت ملامح راشد بضيق وهو يناظر سهيل .. حس بخوف اكثر شعور لأول مره يداهمه .. بعد زياد سهيل هو ملجأه الوحيد هالفتره والشخص الوحيد اللي يتقبله راشد بعّد عنه .. وفوقها بيروح مصعب معه .. هنا حس بخوف اكثر واكثر .
تذكر راكان لكن بدل ما يحن قلبه شدّ على يده بقهر من المسافات اللي حطوها بيدينهم بينهم ، رمى الحجارة الصغيره اللي قدامه برجله وصد راجع بيركب سيارته ، ناظر عمارتهم نظرة اخيره وهو يتنهّد بضييق .. ركب سيارته وشغلها والهم زاد عليه من تذكر الشقه اللي ماحصل لها مشتري بعد آخر واحد رفض انه يشتريها وفسخ عقد البيع بشكل مُفاجئ
-
بعد آذان العصر .. دخل من البوابه الرئيسيه وعلى كتفه شنطة اللاب يمشي بخطوات هاديه للمبنى ويحاول يتصدد عن المخازن لاتطيح عينه عليها ، وقف مكانه وهو منزل راسه بلع ريقه والتفت بصعوبه وأدار بنظره للمخازن السبعه العملاقه ناظرها نظرة غير عن اي مره نظر لها .. كانت باهته بواباتها مقفله خاليه مافيها ذرة حياة .. تقوّس فمه لاشعوري وشد على يده بقهر وهو يشوف تعب ابوه وشقى عمره ينهار قدام عيونه .. عض على شفته وصد بسرعه متجه للمبنى وهو اساسًا مو عارف هدفه ولا ايش بيسوي .. عقد حاجبيه من لفت نظره حاجه غريبه ، رجع يلتفت للمخازن تحديدًا مخزن التوريد من لمح الأضاءة ساطعه من تحت الباب بشكل واضح ، تنهد وعلى باله سهيل ناسي يقفلها قرب للمخزن وهو يهمس وبضيق: عاد ناقص تجي فاتورة الكهرباء فوق راسي هنا بتكمل عاد ... فتح باب المخزن على كلمته الأخيره واتسعت ملامحه تدريجيًا بذهول من شاف رفوف المخازن فاضيه والبضايع مالها وجود ! نزل شنطته ع الارض وبسرعه ركض بين ممرات الرفوف وهو يناظرها بصدمه نغزه قلبه بقوه وتلفّت وبرجفه : ووويينههها ! .
ركض للجهة الثانيه جهة الباب الخلفي المخصص لتنزيل البضايع حصله مفتوح واثار الشاحنات حديثه ومازالت موجوده ، زاد خوفه ودق قلبه بقوه توتر بشكل موحش رفع شعره وشد عليه بضيااع وهو يناظر حوله كيف اختفت ووين ! واللي هو كان ناويه يبيعها .. لكن يبيعها بطريقة غير قانونيه ..
التفت بسرعه للصوت الجاي من قريب ركض بخطوات سريعه جهة الباب ومن شاف راكان ووراه عمر ارتخت ملامحه وارتجف صوته وبخطوات سريعه لراكان ومسك يدينه وهو يقول بنبرة مرتجفه مليانه غصّة : ر رر راكان البضايع اخخـ ختفتت! البضايع شلوون مممين اخذها مـ... ، قاطعه راكان اللي ارتخت ملامحه برهفه واوجعه قلبه من منظر راشد مسك يدينه الثنتين وشد عليهم : راشد اهدأ اهدأ .
راشد بإنهياار اعتلى صوته : شلوون اهدأ كنت ببيعها !، ارتجف صوته وبرجااء : رااكاان .
راكان حاوط وجه راشد بيدينه بحنيّه وهو يهمس : راشد انا اخذتها اهدأ اهدأ ! .
راشد الي يتنفس بتسارع ويناظر بعيون راكان ثواني واستوعب واشتدّت ملامح وجهه بصدمه وعقد حاجبيه بعّد يدين راكان عن وجهه ، راكان بلع ريقه وهو يحاول يهدأ : راشد امس انا ومصعب جينا واخذنا البضايع ، واليوم بعتها و ..
راشد وسّع عيونه بعصبيه صرخ وهو مصدوم : نننعععممم؟؟؟؟؟ مميين سمح لك ! ميينن سمح لك تقرب مخازني يا****.
على كلمة راشد دخل زياد بهدوء من وراهم وملامحه مشدودة مع حوارهم واللي لأول مره يشوف مشادة بالكلام بينهم بهالشكل كان عاقد حاجبيه حاط يده على صدره ويقترب لهم بخطوات بطيئه لين وقف جنب عمر ..
راكان شدّ على يده وهو يحاول يسيطر على رجفته ومايضعف بلع ريقه ونطق بهدوء مُصطنع : بعتها بأسمي وخلصت خلاص ، والمبلغ حولته لحساب زياد والمبلغ كبير الحمدلله و...
راشد دف راكان بقوه على ورا وهو يصرخ : الله يـ**** يا**** تبيني اذبحك بيديي ؟ لييه مصرّ تكرهني فيك زيادة ليه مصرّ تحشر نفسك بأشياء ماتخصك ؟ ، صرخ بوجه راكان اكثر وهو يقرب له : الللفففلووس ترجع لك والبضايع ترجع لي ماايدخل بجيبي رييال منك فاههم يا **** ؟؟؟ .
زياد توسّعت عيونه بصدمه من كلمة راشد وقرب بسرعه ومسك يد راشد وهو يرجعه وبهمس : راشد!.
راشد اللي يتنفس بتسارع التفت له وبلع ريقه لايضعف من شوفته لزياد بعد يده ورجع يناظر لراكان وبحقد ولاهو حتى بوعيه ..
راكان اللي اهتز داخله بأنهيار من كلمات راشد لكن عض على شفته بقهر وثبت نفسه وقرب لراشد بعناد وهو يقول بجديّه : مهو على كيفك تفهم ؟ بعدين البضايع بضايعك والفلوس من حقك انا بعتها لك بس ! .
راشد شدّ على يده بقهر وجا بيتكلم لكن قاطعهم زياد اللي وقف بينهم وهو يحاول يتماسك واعتلى صوته : خخلااص ! يكفي يكفي الى متى ماتملون انتوا؟؟ .
راكان شدّ على يده وهو ينطق بنبرة مهتزه لاشعوري وهو يناظر راشد : يعني ايش يعني تبيني انتظره ينسجن ويروح قدام عيوني ؟ شلون بـ...
سكت بسرعه من استوعب بلع ريقه بتوتر وناظر لراشد اللي ناظر له بصدمه ورفع يده لشعره ورفعه وغمضّ عيونه صاد مايبي حتى يتخيل ردة فعل زياد ، عضّ راكان على شفته بندم وقرب لزياد ...
-
بخطّ السفر .. بأحدى المحطات :
ركب مصعب وبيده الأكياس حطها بالمراتب الخلفيه والتفت لسهيل اللي منزل راسه على جواله منشغل فيه ، كشر وزفر بقوه مد نفسه وسحب حزام سهيل وربطه له وهو يقول : امداني انزل خمس دقايق للسوبر ماركت وفكيته ؟ ، ضرب راسه : لاتفكه ! .
سهيل كشر وجا بيحارشه بس سكت من شاف ان مصعب فعلا مايمزح ، ابتسم : على هالخشم بس انت هدّ أعصابك ، عساك جبت بنادول معك ؟.
مصعب ارخى ظهره على المرتبه بعد ما ربط حزامه وعقد حاجبيه : ليه شفيك ؟ ماقلت لي اجيبه ! .
سهيل شغل السياره ومسك ضحكته وهو يقول : لا خلاص ولا شي .
مصعب سكت بإستغراب ثواني وانفكت عقدة حاجبيه من استوعب وضرب كتف سهيل : يالـ**** وش قصدك هاه وش قصدك ؟.
سهيل ضحك : والله انك تصدع راسـ... ، كشر وصرخ : مصعب ياتبن خلعت كتفي لاتضرب !.
مصعب انخرش وعدل جلسته وسكت بعدها قرب وباس كتف سهيل بسرعه ورجع مكانه ..

وصارت كل أسئلتي لِماذا ؟..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن